هاجر سليمان تكتب: (المروءة) في زمن (المخنثين)!
استوقفتني قصتان مختلفتان اكدتا بجلاء مدى الشرخ العظيم الذي طرأ على مجتمعنا السوداني وتسبب في تبدل الاوضاع الاجتماعية وأدى الى التغيير الفكري والسلوكي غير الحميد وتسبب في ضياع الكثير من العادات والتقاليد التي اشتهر بها مجتمعنا السوداني وان دل ذلك فانما يدل على مدى تأثر المجتمع بالغزو الفكري والسقوط الاخلاقي ، بالنظر الى القصتين فهما متشابهتان تماما فاحدى تلك القصص لسيدة تعرضت للاقتياد عنوة من قبل اشخاص مجهولين تناوبوا اغتصابها المؤسف في الامر انها استنجدت بصاحب متجر ولكنه لم ينجدها وترك الذئاب يأخذونها من أمامه. والقصة الاخرى مشابهة لهذه مع القليل من الاختلاف الا ان القصتين تشيران الى التحولات التي طرأت على مجتمعنا .
قبل عدة سنوات لم يكن ليحدث مثل هذا الموقف لان وقتها كان صاحب المتجر سيتصدى للجناة حتى لو كلفه ذلك حياته الرجل السوداني كان في السابق يقدم الحماية لكل انثى تستنجد به اما الآن فقد تبدل الحال وصار الرجل السوداني يقف مكتوف الأيدي كما في عدة حوادث مماثلة للقصتين أعلاه ونجده يقف مكتوف الأيدي إلا من رحم ربي .
انعدمت المروءة في مجتمعنا وانعدام المروءة هذا يبدأ من منازلنا حيث اصبح الأشقاء يتجولون بالأردية في الاحياء وشقيقاتهم اللائي هن أصغر منهم سنا يذهبن للعمل ويشاركن في الصرف على المنزل بل ويصرفن على أشقائهن ايضا ، يتجلى انعدام المروءة في مواصلاتنا العامة حينما تجد صبيانا دون العشرين يجلسون وحولهم شيب ونساء طاعنات في السن يقفن على أرجلهن في المواصلات ولا احد يفكر قليلا في ان يمنح مقعده لتلك المسنة أو ذلك المسن ، ويبدو انعدام المروءة واضحا حينما تتعطل سيارة أنثى في موقع مظلم وما أكثر الظلام في السودان وتجدها تحاول الاستنجاد بالمارة من المركبات دون ان يتوقف أحد لمساعدتها ، ولعل أكبر دليل على انهيار المجتمع السوداني أخلاقيا هو تفشي جرائم اغتصاب الأطفال واخشى ان يكون السودان قد سجل أعلى معدلات بلاغات في العالم وهذا أمر مؤسف للغاية .
لسنا بخير كما يدعي البعض ومجتمعنا لم يعد معافى كما نظن، اللهم إلا من القليل من الشباب الذين نشأوا في اسر مترابطة وحميمة وهؤلاء قلة قليلة، يبدو لي ان المناهج التربوية منذ تعديلها في التسعينيات من القرن الماضي وأصبحت غير مفيدة وخالية من اي مضمون ولا تحمل رسالة قوية للأجيال القادمة ولا تسهم في التنشئة السليمة للأطفال لذلك اني أرى ان المناهج التي لا تحتوى على التربية الروحية ولا تقوم على اساس التربية الأخلاقية والتغذية الروحية هي مناهج فاسدة ويجب ان تلغى تماما اذ انه لابد من مواعين تعليمية تسهم اسهاما فاعلا في التربية السليمة والحفاظ على المجتمع حتى لا تنتج أجيال مشوهة تحمل في متنها افرازات سالبة .
من الضروري بمكان ان لا نحمل أطفالنا مسئولية سوء الظروف وتردي الأوضاع الاقتصادية ويجب ان نهيئ لهم بيئة ملائمة للتربية والتنشئة السليمة .
فبالله عزيزي (الذكر) وليس (الرجل) تخيل ان الضحية التي امتنعت عن مساعدتها وتركتها تواجه مصيرها لوحدها كانت أختك او زوجتك او حتى ابنتك فهل كنت ستقف نفس الموقف وتتركها، وهل كنت سترضى أن تواجه ابنتك أو اختك نفس المصير مع شخص آخر يرفض مساعدتها؟ لذلك يؤسفني ان أقول ان المروءة ماتت وأصبحت في زمن جل الذين نراهم (مخنثين) ..
هاجر سليمان – صحيفة الانتباهة
أزيدك بمقولة واحده فقط بمثابة تلخيص لمايحدث وماسيحدث اذا استمر الحال علي ماهو حدثونا بها عن سيدنا رسول الخير والانسانية والقيم النبيلة ومكارم الاخلاق ………. و::::(كيفما تكونوا يولي عليكم) لابد من اعادة النظر في كيف نربي ابناءنا وكيف نشكل مستقبلهم من الان
اذا كان فى بلد رجال الشرطة وهم مسلحين يقتلون برصاص المجرمين ند الملاحقة ووزارة الداخلية لا حول لها ولا قوة فما بالك بالمواطن العادى الاعزل. البلد خربانة عدييييييل.