مرحبا بالأشقاء الإماراتيين !
” الجريدة “ هذا الصباح … قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
يا نائـح الطلحِ أشباهٌ عواديـنا … نشْجى لواديـك أم نأسى لواديـنا
ماذا تـقصُّ عليـنا غيرَ أنَّ يـداً … قصـَّـتَ جـناحك جالت في حواشينا
إن يكُ الجنس يا ابن الطلح فرقنا ** فإن المصائب يجمعن المصابينا !
————
* يحتفل السودان اليوم بعودة قادة الجبهة الثورية الى البلاد، الذين يقيم معظمهم في فنادق فاخرة بالخرطوم على حساب الشعب السوداني المغلوب على أمره ومن بينها (فندق السلام روتانا) الذى ظل يحتضنهم شهورا طويلة قبل توقيع اتفاقية جوبا بوقت طويل، ولا أدرى من أين يعودون إلا إذا تحولت الخرطوم الى عاصمة دولة أخرى بدون أن يخطرنا أحد بذلك، أو أن الفنادق التي تستضيفهم تتبع لدولة الأمارات العربية والتي من كثرة ما ظلوا يحجون إليها للتبرك وأخذ النصائح والتعليمات واستنشاق بخور شيوخها المعطر تحسب أنهم مواطنون إماراتيون، ولن أستغرب إذا ظهروا في احتفال اليوم وقد استبدلوا (الكدمول) بالعقال والدشداشة تأكيدا لانتمائهم وولائهم الجديد، فمرحبا بالأشقاء الاماراتيين في الخرطوم!
* وظللنا من جانب آخر نشهد عشرات اللقاءات طيلة الاسابيع والاشهر الماضية بتلفزيون السودان لقادة الجبهة الثورية، وعلى رأسهم الأستاذ (ياسر عرمان) حتى ظننا أنه صار مذيعا فيه من كثرة إطلالته المشرقة عبر شاشته الفضية مع مجموعة من قادة الجبهة الثورية الذين تحتفل الدولة بعودتهم اليوم الى الخرطوم، وادخل في نفوسنا الشك بأن التلفزيون السوداني نقل مقره واستديوهاته الى مدينة (دبى) مثلما تفعل بعض التلفزيونات الثرية، ولولا منظر الفقر الذى يطل علينا من خلال شاشته والديكورات الهزيلة وركاكة الاعداد والاخراج لتحول الشك الى يقين !
* أول أمس تعرض عدد من قادة الجبهة الثورية ينتمون الى الحركة الشعبية لتحرير السودان (جناح القائد الهادي إدريس الذى يترأس الجبهة الثورية الآن) الى هجوم غادر بالرصاص الحى أصيب فيه أكثر من ثلاثين خلال ندوة جماهيرية في مدينة الحاج يوسف التي يبدو أنها استبدلت موقعها مع ضاحية (إدلب) السورية ولم تعد إحدى (ضواحي) العاصمة السودانية وإلا لما تعرضت لذلك الهجوم الكثيف بالرصاص وهو ما يؤكد أن المحتفى بهم يقيمون بالفعل خارج السودان، كما تزعم الحكومة التي تحتفل بعودتهم اليوم !
* غير ان حديث الناطق العسكري باسم قوات الحركة لبعض الصحف الإلكترونية، بأن شباب تابعين لحركة عبد الواحد هجموا على الندوة (للمرة الثانية) في الحاج يوسف باستخدام الذخيرة الحية والسواطير والمولوتوف، يجعلنا في حيرة من أمرنا عن مكان وجود قادة الجبهة الثورية، فالناطق العسكري يتحدث عن هجوم (ثان) على حركته بالحاج يوسف مما يدل على أن قادتها الذين نحتفى اليوم بعودتهم الى الخرطوم موجودون بها منذ وقت طويل، إلا إذا كانت الخرطوم (كما أسلفت) عاصمة لدولة أخرى، وهو الأمر المرجح حيث ظلت تشهد من حين لآخر العثور على مقابر جماعية أو هجوما بالذخيرة الحية يذهب ضحيته البعض وكأننا في العاصمة البوسنية (سراييفو) خلال الحرب اليوغسلافية، هذا عدا السيولة الأمنية الكبيرة والانتشار الكثيف للعصابات واللصوص رغم سيطرة العسكر المطلقة على السلطة، إلا إذا كان ما يحدث يجد هوى في نفوسهم ويثير لديهم الاعجاب حتى تنتشر الفوضى ويجدوا المبرر لإحكام قبضتهم أكثر بدعوى انفلات الأمن، ولا استبعد أن نشهد قريبا بعض الانفجارات المفبركة أو الحقيقية خاصة مع عملية التطبيع مع إسرائيل التي ربما تفتح شهية الارهابيين لتأسيس منطقة عمليات جديدة في الخرطوم !
* وعلى ذكر التطبيع، تستقبل بلادنا اليوم وفدا إسرائيليا للتفاهم والاتفاق حول بعض القضايا الأمنية وغيرها، ما يؤكد بوضوح انتقال التطبيع من الجانب النظري الى الجانب العملي، رغم ان السلطة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني ظلت تؤكد انه رهين بموافقة المجلس التشريعي، إلا إذا كان المجلس التشريعي المقصود هو الكنيست الإسرائيلي!
* مرحبا بقادة الجبهة الثورية والوفد الإسرائيلي في الخرطوم، ولا يفوتنا ان نرحب بعودة الكورونا مرة أخرى .. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
يا نائـح الطلحِ أشباهٌ عواديـنا … نشْجى لواديـك أم نأسى لواديـنا
ماذا تـقصُّ عليـنا غيرَ أنَّ يـداً … قصـَّـتَ جـناحك جالت في حواشينا
إن يكُ الجنس يا ابن الطلح فرقنا ** فإن المصائب يجمعن المصابينا !
الجريدة
——————
الجريدة الإلكترونية عبر موقعنا
www.aljareeda-sd.net
فيسبوك
صحيفة الجريدة السودانية
fb.me/aljareeda.sudanese.newspaper
——————
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍغباءُ
المهنية – الموضوعية – المتعة
حرية، سلام وعدالة
زهير السراج – صحيفة الجريدة
أصرخ..اصرخ. السراج
مرحب بالحاضنة الجديدة للحكومة الإنتقالية بدل قحت وازيالها منهم السراج التي حولت البلاد والعباد الي العصر الحجري. تبا لكم