التطبيع الزراعي حلم الجيعان وخضراء الدمن
لم تكن جغرافية السودان وحدها هى محل الإهتمام طيلة عقود الصراع العربي الإسرائيلي ، فبالرغم من أن هذه الأهمية بدأت تفقد مزيتها تدريجياً أبتداء من منتصف الثمانينات سواء بسبب التمدد الإسرائيلي في الحزام الأفريقي المحيط بمصر وبالسودان أو بالتفوق النوعى لإسرائيل ،إلا أن هذه الجغرافيا ظلت تمثل بعداً رمزياً مهماً عند الثيوقراطي اليهودي على الدوام،أما إمكانات هذه البلد الموردية الهائلة فقد نجحت الإستراتيجية الصهيونية في تحويلها للعنة على هذا الشعب، تارة بفصل جنوبه عندما تدفق النفط وتارة بالحصار وإشعال الأطراف والصراعات العبثية.
المتابع البسيط لعملية التطبيع القسري مع إسرائيل الأيام الماضية لم تفت عليه السرعة التي حدد بها نتنياهو أولوياته لمجالات التطبيع عندما وضع الزراعة في مقدمتها ، كما لم يفت على المراقبين أيضاً سرعة ترديد معظم المسؤولين السودانيين لكلام نتانياهو وأولوياته بصورة بدت وكأنها صدي صوته !!ولأننا مضطرون لإفساد فرحة مؤيدي التطبيع اليوم حتى لا نقاسمهم دموع الأسف غداً فلابد من التنبيه والتذكير بجملة من الحقائق لا أحسبها تغيب عن ذي عقل ، أول هذه الحقائق أن هذا التطبيع فرض على الحكومة فرضاً وفي زمن وجيز نسبياً وقبلته الحكومة لإنعدام أي خيارات أخري وبالتالي فهي – أي الحكومة – لم تكن في وضع يمكنها من وضع إستراتيجيتها لما بعد القبول … ثانياً ما هي الدوافع التي تجعل أمريكا – التي ظلت تضايقنا منذ عهد النميري عليه الرحمة – تتدفق رحمة ومحبة علينا هكذا فجاة ، ثم تكرهما على إقامة علاقة مع ربيبتها إسرائيل …؟؟؟؟
إسرائيل كما هو معلوم لديها إستراتجية شاملة لإدارة صراعها مع محيطها من الفلسطينيين والدول العربية ومن يؤازرهم من المسلمين في الدول الأخرى، ولأن قضية إسرائيل هي قضية وجود فهذه الاستراتيجية تستهدف على الدوام وجود الآخرين في شتى صوره وأشكاله ، ولمن أراد التفصيل فمحاضرات وزير الإستخبارات الإسرائيلي السابق آفي ديختر متاحة ومنشورة ، لكن بما أننا بصدد اللهفة الإسرائيلية على ابتدار تطبيعها مع السودان بالزراعة فسنركز على جوانب إستراتيجيتهم في هذا المجال لنعرف أسباب ودواعي هذه اللهفة .
كمقدمة ، لابد من الإشارة إلى أن محاولات إسرائيل للتسلل للسودان عبر النشاط الزراعى لم تنقطع يوماً، فمئات الوفود الاستثمارية التي ظلت تتوافد على السودان بغرض البحث عن فرص الاستثمار كانت تضم وجوداً مقدراً لعناصر المخابرات والموساد الإسرائيلي وبعض ممثلي الشركات الإسرائيلية ، وإمتد الأمر حتى لوفود بعض الدول الخلجية حيث استطاعت أجهزة الأمن السودانية رصد بعض عملاء الموساد فيها، كما كان من اللافت أيضاً تمكن أجهزة الأمن من كشف بعض هذه العناصر حتى ضمن وفود المنظمات الدولية والإقليمية …وتحضرني قصة ذلك اليوم عندما تم إخطاري لمقابلة مستثمر كندي في مجال إنتاج القمح والدقيق ، وكانت التعليمات بالحرف والنص : ( دخلو بي حمد وأمرقوا بي خوجلي !!)… وبمقابلته وجدت رجلاً بملامح وبشرة لا تشبه الكنديين فقد كان أقرب للشرق أوسطيين … حدثنى الرجل عن أن لديه أصناف من القمح تزرع طوال السنة وهو يطلب تخصيص منطقة معزولة ودون إشراف حكومي لاختبار درجة موائمة هذه الأصناف لجو السودان بإشراف خبراء أوربيون … وبعد جرجرة قصيرة غادر المستثمر المشبوه ليتم إبلاغي بأن من قابلت هو الرئيس السابق للقسم الخارجي للموساد وهو يهودي من أصل إيراني !!! الشاهد أن مثل هذه الحالات كثيرة ومتعددة وهي تدل في نهاية المطاف علي أهمية خاصة للسودان وموارده الطبيعية ودورها المستقبلي في التأثير على معادلات الصراع العربي الإسرائيلي.
بعيداً عن الجدل حول شرعية التطبيع من عدمه وبعيداً عن المبررات والظروف التي سبقته فالمؤكد أنه صار أمراً واقعاً وسيشهد القريب العاجل توقيع أتفاقاته وبروتوكولاته ، إذن فمن الأفضل – بدلاً من هدر الزمن فيما لا يفيد – أن نرتب أوضاعنا وأن نتعرف على إستراتيجيات ونوايا الصديق الثقيل الذي سيحل بين ظهرانينا … كيف يفكر ؟ وماذا يريد؟ ماهي أهدافه الخفية والمعلنة ؟ وماهي آلياته واستراتيجيته في تحقيقها وفي كيفية إدراته لملف التطبيع في هذا المجال الحيوي؟
المعلوم من الاستراتيجية الصهيونية ، والمشاهد من التجارب على أرض الواقع يقول بوضوح أن الهدف النهائي من عمليات الاختراق عبر التطبيع في مجال الزراعة هو التدمير الممرحل للموارد الطبيعية الزراعية وتخريب البيئة الطبيعية والصحية والاجتماعية وانهاك القوي البشرية المتعاملة في المجال بدوامة الأمراض العضال وتحييدها عن الإسهام في الفعل الاقتصادي الموجب وإيقاف عجلة التنمية في هذه البلدان بما يجعلها في النهاية عاجزة تماماً ليس عن دعم دول المواجهة بل حتى عن إعالة شعوبها فلا يكون أمامها إلا دخول مصيدة الشيطان والدوران في فلك منظمات العون المشبوهة والإعانات المشروطة وحالات الاهتراء المجتمعي والمسغبة والاضطراب الدائم … وقبل أن يتسرع أحد فيحكم علينا بالمبالغة والتهويل فالوفق أن يتساءل معنا … كيف تحقق إسرائيل هذا الهدف؟ وما هى وسائلها في ذلك ؟ وماهي الشواهد والبراهين على هذه النتائج الكارثية؟ ونجيب بأن إستراتيجية التطبيع الإسرائيلية في هذا الخصوص تنتهج سياسة النفس الطويل وتعتمد وسائل وسيناريوهات متعددة ومعقدة غير أن أكثرها إستخداماً يتلخص في الأتي:
*توقيع إتفاقيات معدة سلفاً وبعناية فائقة تربط أي عون أمريكي أو أممى أو غربي للمطبع بوجود فني أو شراكة مع إسرائيل ( إتفاقيات ثلاثية ) … مثلاً إذا تبرعت أمريكا لتأهيل شبكات الري في الجزيرة فالسودان ملزم بالاستعانة ببيت خبرة إسرائيلي أو شركات منفذة إسرائيلية وهكذا…
*الحصول على تسهيلات وتصاريح للشركات الإسرائيلية العاملة في إنتاج وتسويق المدخلات ومستلزمات الإنتاج الزراعي وتمكينها من إختيار وكلاءها المحليين الذين غالباً ما يكونوا من مناصري التطبيع يمررون المهام المرتبطة بالهدف الكلي للتطبيع سواء طمعاً أو جهلاً ( هؤلاء أسماهم دكتور عبدالوهاب المسيري :اليهودي الوظيفي ).
*فتح الأبواب أمام دخول الخبراء الإسرائيليين في مجالات الزراعة والتنمية عبر برامج تبادل الخبرات لينفتحوا على القطاع السكاني الأكبر وهم منتجوا الريف وتحديداً في الأقاليم ذات الخصوصيات والتوترات المختلفة ومعلوم سلفاً طبيعة وخلفيات ومهام بعض هؤلاء الخبراء … ذلك في مقابل إبتعاث خبراء ومتدربين وباحثين لإسرئيل… تبقي الآن السؤال الجوهري الذي يؤكد أو ينفي المزاعم أعلاه … ماهي الشواهد المعاصرة على خطورة التطبيع الزراعى مع إسرائيل ؟ … للإجابة على هذا السؤال دعونا نتطلع علي تجربتين ماثلتين بلسان أصحابها وأقلامهم :
الباحث المصري الدكتور حسام رضا كتب في العام 2006 كتاباً ( إسرائيل في الزراعة المصرية … إختراق أم تطبيع) تحدث في بعض أجزائه عن أن الإختراق الصهيوني بدأ عندما اشترطت أمريكا لتقديم معوناتها مشاركة إسرائيل وكنتيجة لذلك وقعت العديد من مشروعات البحث العلمي التي إنتهت بكوارث جسيمة منها تنفيذ برنامج لإنتاج سلالات جديدة من الأقطان المصرية تمكنت عبرها إسرائيل من استنباط سلالة من صنف ( ميت عفيفي) المصري غزت بها الأسواق التاريخية لمصر، كما تم أيضاً استغلال هذه الاتفاقيات الثلاثية في تنفيذ مشروع ( النارب ) الذي تم من خلاله الإستيلاء على سلالة القطن ( بيما) بمعرفة خبراء يهود أمريكان وتم محو السلالات المصرية الشبيهية وراثياً تماماً …
بموجب هذه الاتفاقيات المشبوهة أيضاً زرعت إسرائيل حوالي 200 فدان في منطقة شرق الععوينات ( قرب الحدود السودانية ) بأصناف قمح معدلة وراثياً بغرض أكثارها وتوزيعها على الفلاحين المصريين لتقوم – هذه التقاوي – عبر طبيعة التلقيح في الأصناف المصرية بخلطها ومحوها تدريجياً ونهائياً ، هذا العمل تم تحت إشراف معهد شيمون بيرز للسلام !!
أما المهندس محمد هاشم عضو الجمعية العربية لمناهضة التطبيع فقد كتب عن أن تسهيل دخول وتسجيل الشركات الإسرائيلية ووكلاءها مكن شركات مثل ( حريزا) و( أفريدوم) من إدخال وتوزيع مبيدات مسرطنة عالية الأثر مثل الكارديل والتتراكلوروفينوس وفلاتريسين …كما قامت شركات مصرية وكيلة لهذه الشركات الإسرائيلية بتسهيل دخول مدخلات إنتاج إسرائيلية ملوثة لمزارع النوبارية، الفيوم، الإسماعلية، بني سويف، وسيناء حيث تسبب مرض العفن النبي المنقول بتدمير صادر البطاطس وتعرض صادر الفراولة في الإسماعيلية لضربات موجعة بسبب استيراد شتول مصابة من إسرائيل فضلاً عن زيادة مستوي المبيدات فيها عن الحد المأمون … كما تسبب – والحديث لهاشم – إدخال تمور إسرائيلية في انتشار سوسة النخيل في التمور المصرية في الفيوم وتدمير سلالات الخوخ السيناوي بسبب إستيراد شتول إسرائيلية ملوثة …
نفس هذه السيناريوهات تكررت في الأردن ، ففي إفادة منشورة على ( الخليج أونلاين) تحدث الخبير التجاري محمود العوارن عن أن إسرائيل تغرق الأسواق الأردنية بمنتجاتها الملوثة الرخيصة بهدف إرهاق المنتجين الأردنيين والتجار بالخسارات المتتالية مما يؤدى إلى تراكم الديون وخروج المنتجين من المنافسة وهجران الأرض ومن ثم أحداث هزات في الأمن الغذائي الأردني مما دفع الحكومة الأردنية لخفض الوارد الإسرائيلي بنسبة 25 % كما تحدث المهندس محمد لؤي بيبرس نقيب المهندسين الزراعيين الأردنيين بأن إغراق الأسواق الأردنية بتقاوي ناقلة للفيروسات والأمراض النباتية واسمدة مشعة ومحاصيل معدلة وراثياً يؤكد مقولة هيرتزل مؤسس الدولة العبرية بأن خبراء الزراعة والري الإسرائيليين هم قواعد الوطن اليهودي ومنفذي مخططاته … وفي حالات شبيهة تحدثت صحيفة الدستور الأردنية في أبريل الماضي عن أن إسرائيل صدرت للأردن كرتون ومواعين تعبئة زراعية مشبعة بمواد مسرطنة … الغريب أن إسرائيل نفسها لا تخفي مؤامراتها علي الزراعة الأردنية والمصرية فقد تحدث تقرير لمركز جافي للدراسات السياسية والاستراتيجية في جامعة تل أبيب بأن تعديلاً وراثياً قد تم في الفئران الناقلة للطاعون حيث أصبحت سريعة التناسل وذات شراهة عالية في التغذي على المحاصيل الزراعية وأشار البروفيسور جاك إبرام إلى أن تعديل هذا الفار قد تم بجهد مشترك ما بين المركز وكلية العلوم جامعة تل أبيب وقسم البحوث بوزارة الدفاع الإسرائيلية وذلك بغرض نشره في مصر في مناطق توشكى والعوينات ( حدود السودان مرة أخرى) ثم لاحقاً في الأردن ، سوريا، جنوب لبنان، العراق، والسودان !!!
سياسة دس السم في الدسم إستمرت ضد المصالح المصرية عندما أدخل برنامج بحثي إسرائيلي مشترك مشروع ري الصحراء والغابات الخشبية بمياه الصرف الصحي ثم تسريب المنتجات دون احترازات للسوق المصري ولتقوم إسرائيل عبر وكلاءها في السوق الأوربي المستورد لهذه المنتجات بتسريب هذه المعلومات فتم ضرب الصادر المصري منها ضربات طويلة المدي والأثر … أيضاً وعبر برنامج التعاون الفني مع إسرائيل شرعت شركة فيروسوفت الإسرائيلية بتركيب شبكة معلومات زراعية تربط كل إدارات وزارة الزراعة المصرية ومراكز البحوث وهو مشروع تداركت الأجهزة الأمنية خطورته فأوقفته بعد أن قطع شوطاً مقدراً…
كان ذلك نذر يسير من ماجره التطبيع الزراعي مع إسرائيل … فماذا كانت نتائجه على الشعب المصري ؟ وفقاً للدكتور محمد غنيم الأستاذ الأشهر لأمراض الكلي والمسالك البولية في الجامعات المصرية فإن التطبيع مع إسرائيل في مجال الزراعة كان عبارة عن إنفجار قنبلة بيولوجية كيميائية ضربت البيئة والأوضاع الصحية في مصر في مقتل حيث تسببت في رفع نسبة أمراض الكلي والكبد في مصر بنسب تفوق مثيلاتها في أي دولة بنسبة 600 %وأحتلت مصر المرتبة الأولي في أمراض السرطان على مستوي دول الأقليم … وأوضحت دراسة في جامعة المنصورة بأن 100 ألف مصري يصابون بالسرطان سنوياً بسبب تلوث الغذاء والمياه وأكثر من 35 ألف يصابون سنوياً بالفشل الكلوي … في الوقت الذي تقدر فيه نسبة المصابين بأمراض الكبد ب 30% من شرائح الشعب المصري… بينما قدر مؤتمر سلامة الغذاء الذي أنعقد في أكتوبر 2019 عدد المصريين المصابون بالأمراض المزمنة بسبب التلوث الزراعى ب 30 مليون مواطن … كان للمؤامرة الإسرائيلية القدح المعلى في هذه المأساة بإعتراف الجنرال عاموس يادين رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الذي تفاخر عند تقاعده في آواخر أكتوبر 2010 عندما قال في مؤتمر صحفي ( مصر كانت الملعب الأكبر لنشاطاتنا فقد أحدثنا فيها اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية في أكثر من موقع ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والمجتمعي داخلها كما أحدثنا أثر مدمراً على طبيعة النشاط الزراعى وقدرات ناشطيه والمستفيدين من منتجاته صحياً واقتصادياً وعلى كافة الأصعدة …)
كانت هذه ثمار التطبيع الزراعي في مصر … فكيف سيكون حالنا في السودان…؟ وكيف نستفيد من الدرس المصري؟ وهل تركت لنا سياط الجوع الكافر والعوز ونضوب معين الصبر من فسحة للتمهل والتريث والاحتياط ؟ العقل والحكمة وجسامة المسؤولية التاريخية تحتم على ولاة أمورنا إلتزام اليقظة وأخذ الأمور على محامل الجد والحزم … فقبل أن تسوقنا أحلام الفرج المعلولة في غبش التطبيع ودروبه الوعرات يجب الاحتراز والانتباه للآتي:
*أولاً: التأني الشديد في التوقيع على أي أتفاقية أو برتوكول أو حتى مذكرة تفاهم دون تفحيص ودراسة وشوري مستفيضة وتفادي النصوص المعممة والإندفاع وراء حسن النوايا… كما يجب التركيز على تفادي ربط أي عون من أي جهة بأسراائيل أو بطرف يتبع لها … وننبه هنا إلى عدم الإعتماد على وزارة الزراعة في إعداد المسودات والمراجعات والأطر لوحدها بسبب وضع الإنتقال المعاش وتشابك وتعقيدات الأمر بما يفوق طاقة وقدرات الكادر العامل الآن …
*ثانيا* : التركيز بقدر الإمكان علي إبعاد أي استثمارات زراعية مع إسرائيل عن المناطق ذات التوترات الطائفية أو الإثنية وخصوصاً في مناطق التماس مع الجوار…
*ثالثا* : تقوية الأجهزة الرقابية الفنية والأمنية ورفدها بكوادر عالية التخصص والمهنية وتزويدها بخلاصات التكنولوجيا في الرصد والتحليل والمتابعة .
*رابعا* : دعم معامل البحوث والمواصفات والجمارك والبيئة وتأهيل عناصرها وتجهيزاتها بما يمكنها من مقابلة التحدي القادم .
*خامسا*: الإقتصاد في منح الحصانات والإستثناءات والتوسع في سلطات التفتيش وإخضاع كل النشاطات والمشاريع والمؤسسات للتفتيش الدوري والمسوحات والإختبارات…
الواقع يقول بأنه لم يعد أمامنا وقت للممحاكة والاختلاف والادعاءات ، نعم نحن شعب له في المناقب سهم كبير وتاريخ ملئ بالمكرمات كما هو ملئ بالمزاعم ، الآن جاء الوقت لنعلم بأن حاضرنا ومستقبلنا تصعنه شعوب بلا تاريخ ، شعوب تدين فقط بالثالوث الجديد : القوة ، المصلحة ، العمل، ولأن المؤمن كيس فطن فمخطئ من يظن أن إسرائيل كدولة دينية تجهل أن السواد الأعظم من الشعوب العربية والإسلامية تؤمن بأن الصراع معها هو صراع عقدي مرتبط بوجدان حي شديد الرسوخ لا يقبل أي تعايش أو تطبيع ، وبالتالي فمن تمام الغفلة أن يظن ظان بأن إسرائيل معنية بمصالح الشعوب وصداقتها .
عبدالله محمد عثمان
مهندس رزراعي – وزير سابق