مقالات متنوعة

شكراً حمدوك!!

” الجريدة “ هذا الصباح … وقع علي عثمان على نيفاشا ووافق البشير على الاستفتاء (انفصال الجنوب)، ولكنهما فشلا في استغلال الفرص وفوتا الفرصة تلو الأخرى، والآن عندما نجح حمدوك في التفاوض مع الولايات المتحدة تجد من يدبجون المقال باللغة الرصينة واصفين ماقامت به الحكومة بأنه تنازلات مُرة وانبطاح ذميم
———
في ظل الأوضاع الاقتصادية البائسة والمعاناة التي يرزح تحت وطأتها المواطن السوداني المغلوب على أمره ، قد لا يحس أو يلتمس الشعب السوداني الانتصارات التي حققتها الحكومة على الصعيد الخارجي، في معركة كسر عظم طوق العزلة والحصار الذي فرض على السودان حقباً عجافاً لا تعي ولا تنطق.
ويظل السؤال يرفع عقيرته دوماً كما ترتفع (سبابات) الشامتين اليوم، بأن الضغوط المتكاثفة على الحكومة الانتقالية أجبرتها على التنازل والمقايضة والرضوخ بيد أن السؤال الحقيقي من الذي تسبب في ذلك؟
طموح مشروع الحركة الاسلامية بتصدير فكرها إلى الخارج لتسود العالم أجمع وما صاحب ذلك من أخطاء جسيمة، مثل فتح البلاد للأفغان العرب وبن لادن وغيرهم، جعل كل الدول تنظر للخرطوم كمهدد أمني، فدفعت مع كل فوج يدخلها (عيناً) يزودها بالأخبار وتفاصيل ما يجري ولعل الخدع والمقالب التي شربتها الحركة في هذا الصدد هي التي مهدت الطريق لوضع اسم السودان في لائحة الدول الراعية للارهاب (قضية عمر عبدالرحمن) نموذجاً.
لم تقف الانقاذ مكتوفة الأيدي ورغم سعي المخلوع وحكومته في عملية التطبيع مع واشنطون وتقديمها لمهر التقارب أكثر من مرة وفي أكثر من مجال ومن بينها المجال الأمني حتى قيل أن الخرطوم تحولت الى عين أمنية لواشنطن في افريقيا خاصة منطقة القرن الافريقي إلا أن هذا الحراك المتصاعد لم يُسفر عن تحول حقيقي لصالح التطبيع ولم تشفع (الانبطاحات) والتنازلات والقرابين التي قدمتها الانقاذ لرفع اسم السودان من القائمة الامريكية السوداء للدول الراعية للإرهاب، فمن الواضح أن واشنطن كشفت كل اوراق حكومة البشير (البائدة) المستخدمة في الضغط عليها واحتفظت بضغوطها التي ظلت تلوح بها تجاه الانقاذ من اجل تمرير قراراتها فوقع علي عثمان على نيفاشا ووافق البشير على الاستفتاء (انفصال الجنوب)، ولكنهما فشلا في استغلال الفرص وفوتا الفرصة تلو الأخرى، والآن عندما نجح حمدوك في التفاوض مع الولايات المتحدة تجد من يدبجون المقال باللغة الرصينة واصفين ماقامت به الحكومة بأنه تنازلات مُرة وانبطاح ذميم في حين أنهم السبب في اتخاذ أمريكا للقرارات العقابية، وما قدموه من تنازلات بلغ سمك (أوراق) معلوماته بوصة ونصف للوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية كشفوا فيه عن معلومات ذات أهمية عن إخوتهم الذين قالوا إنهم أجاروهم من أجل التنسيق للمعركة الكبرى ضد أمريكا، لم يكتفُ بالمعلومات بل سلموا رؤوس لبعض البلدان قطعت في ليل بهيم ومع ذلك لم يقطفوا ثمار إيناعها.
هذه هي الحقيقة المرة التي تحتاج لجلد ذات لكل من كان جزء من تجربة الاسلاميين وما زال، فالشعب السوداني لم يكن يدري سقف طموحات المشروع الاسلامي، والأخطاء الفادحة التي أرتكبت نظير ذلك ليدفع ثمناً باهضاً في قضية لا ناقة له فيها ولا جمل، وبدلاً من محاولات (الاسترخاص) و(التنمر) على حمدوك وحكومته يجب على الاسلاميين شكرهم على هذه الخطوة والخروج من هذا النفق المظلم والمستنقع الضحل.. و(ما شهدنا إلا بما علمنا).
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍغباءُ
المهنية – الموضوعية – المتعة
حرية، سلام وعدالة

أشرف عبد العزيز – صحيفة الجريدة

‫3 تعليقات

  1. كاتب المقال،، السيد اشرف عبد العزيز،،، لا ننكر عليك ابراز الانجازات،،، ولكن نكره الاسلوب الذى اتبعته،، حيث أنه نفس اسلوب الانقاذيين الذى يصخم الانجازات،، ويغض الطرف (يتجاهل) السلبيات،، التى نحن فى أمس الحوجة لاظهارها ونقدها بغرض اصلاحها،،، ولا نريد (تكسير تلج) فنحن لسنا فى حوجة لذلك،،،
    لابد من التركيز على معالجة الازمة التدهور المريع،، ولا بد من التركيز عليه ونقده نقداً موضوعيا،، وعدم الايحاء لحكومة حمدوك بان اخاءها (مبلوعة) حتى لا تتمادى،،، ولتعلم يا أخى أن التهور اخطر من كل ما سواه،،
    التدهور ىؤدى حتما لانهيار الدولة،،،
    يؤدى الى زوال الدولة بالكامل،،، والثقة المفرطة بامريكا،، وصندوق النقد الدولى هى فى الحقيقة مغامرة غاية فى الخطورة،،، وهى فى الحقيقة غير ضرورية…
    هذا ما ينبغى التركيز عليه لمن يريد للسودان رفعة..
    والسلام

  2. لا الحكومة ولا الشعب كان ارهابياً لكن العقوبات التى وقعت على السودان بسبب المعارضة الموجودة الان فى الحكم هى التى تسببت فى ذلك بشكواها الكثيرة عن الحكومة السابقة وإتامرت عليها من الخارج وكانت امريكيا واسرائل وبعض الدول الغربية تدعمها بالمال والعتاد والدعم المعنوى لذلك أمرتهم بصنع الحروب و المشاكل التى ندفعها ثمنها الان ولاحقاً

    1. صح لسانك كفيتي ووفيتي وزيدي عليها ان الحكومة كانت ذات توجه اسلامي فذلك ماجمع التعيس على خايب الرجا في هوى العلمانية والكفر والالحاد لاسقاطها فوقعت عليهم قصة غراب الواح سك المشرق لقى المغرّب راح .