سهير عبدالرحيم تكتب.. التبرع بالموت
في هذه اللحظات و أنتم تطالعون هذه الكلمات يكون عدد من الجنرالات المصريين يجلسون الى طاولة التوقيع بقيادة هيئة الاركان ليضعوا توقيعهم على عدد من الاتفاقيات الملغومة .
الاتفاقيات التي يجب ان تبرم بين الطرفين القوات المسلحة السودانية والجيش المصري في ظاهرها الرحمة وفي باطنها من قبله العذاب .
التوقيع نفسه يأتي لإعطاء الشرعية لعدد من مشاريع تدمير الاقتصاد السوداني على المدى البعيد باستراتيجية قائمة على إفقار وإضعاف التربة واستهداف الماء.
الوفد المصري الزائر وكعادة مصر جاء يحمل في جعبته الكثير من الاحلام والاماني، الهدف الاساسي منها أقول الهدف الاساسي وليسمع الجميع قولي هذا (استنفاد المياه الجوفية السودانية) …!!
هل تعلم عزيزي القارئ خطورة العبارة السابقة، الخطورة تكمن في جعل السودان بعد عدد من السنين أرضاً جدباء لا مياه جوفية بها، وعلى الذين يغالطون في المعلومة ان يطلعوا على حروب المياه الجوفية في العالم .
ليس ذلك فحسب بل ان تلك المشاريع نفسها قائمة على جعل النيل آخر ما تفكر فيه الحكومة السودانية لإقامة مشاريع على ضفافه، وبذلك تكون ام المصائب قد ضربت ثلاثة عصافير بحجر واحد .
احتفظت بحصتها كاملة من مياه النيل حسب القسمة الضيزى للاتفاقية واحتفظت معها بحصة السودان نفسه ال ٧ مليار متر مكعب المهدرة، ثم استنفدت مخزوننا من المياه الجوفية، ثم أطعمت شعبها الجائع من خيرات وطننا .
إن ماتحيكه مصر بليل وحتى بنهار و ما يقوم به عملاؤها في الداخل و على كافة المستويات الرسمية والشعبية بينٌ وواضح ولا يحتاج لكثير حصافة ، ولكن رهاننا يبقى على القلة القليلة الذين ما زال في فؤادهم حب لهذا الوطن الذي ليس له وجيع.
خارج السور :
لكم أتمنى أن يتم إيقاف مثل هذه الزيارات والاتفاقيات والتي لا تغادر مربع العبث بثرواتنا ومقدرات الاجيال القادمة…. ولكن لا احد يسمع…. صوت العملاء دوماً اكثر ضجيجاً..وحلائب سودانية
سهير عبد الرحيم-صحيفة الانتباهة
نتائج زيارة الوفد العسكرى المصرى لم يعلن عنها بعد