بالفيديو.. على منوال أغنية “اخترناه” مصري يغني لترامب ويثير جدلا
ي عام ١٩٩٩ لجأت الحكومة المصرية إلى “القوة الناعمة” لدعم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بمناسبة الاستفتاء على بقائه في السلطة لفترة رئاسية رابعة، فأصدرتأوبريت “اخترناه”.
لكن بعد مرور بعد عقدين من الزمن، قرر فنان مصري إعادة تقديم الأغنية ليس لدعم الرئيس المصري بل لمساندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السباق الانتخابي القادم أمام منافسه جو بايدن.
فقبل أيام انتشر مقطع مصور لشاب يدعى وسام مجدي وهو يغني لترامب باللغة الإنجليزية مستلهما اللحن والكلمات من الأوبريت الأصلي الذي ألفه عبد السلام أمين ولحنه الموسيقار عمار الشريعي.
و ظهر مجدي في المقطع المصور الذي عنوانه بـ”We Chose Him Elected Him” مرددا “اخترناه وانتخبناه وبحبنا سيفوز (في إشارة لترامب)”.
لفتت الأغنية المدبلجة انتباه رواد مواقع التواصل خاصة متصفحي موقع يوتيوب وأثارت ردود فعل متباينة.
فمن المعلقين من أشاد بالأغنية ووصفها بالمادة الطريفة والمبهجة، ومنهم من قرأ في كلماتها نوعا من التزلف واعتبرها امتدادا لثقافة “تمجيد الحكام
” محاكاة طريفة أم تمجيد؟”
وردا على الانتقادات التي وجهت له يقول وسام في حديثه مع مدونة ترند إنه “يحترم جميع الآراء طالما كانت في إطار النقد البناء الذي يساهم في رفع مستوى الحوار”.
ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، قرر الفنان المصري أن يقدم محاكاة طريفة للحدث الذي يترقبه كثيرون حول العالم.
ويمضي شارحا:” تشابه الظروف وترشح ترامب لولاية ثانية دفعت فريقه إلى إعادة تقديم أغنية “اخترناه” التي أهديت لمبارك قبل ٢٠ عاما”.
ويرى البعض أن اهتمام الناس بالأغنية مرده في الأساس خوف البعض من خسارة ترامب وانعكاساتها على المشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط.
ويتمنى بعض المعلقين العرب فوز ترامب ويعتبرونه سندا لحكوماتهم أمام ما يصفونه بـ” خطر الفوضى وتهديدات إيران وتركيا” بينما يدعم فريق آخر منافسه بايدن الذي يبدو مهتما بملف حقوق الإنسان في المنطقة، في حين يرى فريق آخر أن فوز بايدن أو بقاء ترامب لن يحدث تغيرا كبيرا في السياسة الأمريكية تجاه الدول العربية.
أما وسام فيؤكد أن أغنيته ” تقف على الحياد ولا تحمل أي إسقاطات أو سخرية من أي مرشح مضيفا أنه ” ليس مضطلعا بشكل كاف على تعقيدات الانتخابات الأمريكية التي تبقى كلمة الفصل فيها للمواطن الأمريكي”.
وعن سر اختياره لترامب، يقول إن “صورته تختلف عن الصورة التقليدية للرؤساء فهو كثير الحركة، فتراه أحيانا يرقص على المنصة أو يرسم تعبيرات طريفة على وجهه أحيانا، تلك التعبيرات والحركات كانت الأساس في اختيارنا لتقديم محتوى طريف يكسر الجدية والرتابة في تغطية الأحداث الهامة”.
ويقول وسام إنه لم يطلق الأغنية من أجل ” اكتساب الشهرة أو تمرير موقف سياسي أو فكرة أيديولوجية”.
“جزء من حلم كبير”
ويبدو أن فكرة إعادة تقديم الأغاني المصرية ودبلجتها لم تأت من فراغ، فهي جزء من حلم ومشروع كبير يسعى من خلاله الشاب المصري إلى تعريف الآخر بالموروث الثقافي العربي وتغيير الصورة النمطية للمسلمين في أذهان الغرب والأجانب، على حد قوله.
وإضافة لعمله الرئيسي كمهندس إلكترونيات، عمل وسام لأكثر من 12 عاما كمؤد صوتي للعديد من البرامج التعليمية والدينية والوثائقيات، ما أكسبه خبرة ودراية واسعة في هذا المجال.
و اختمرت فكرة إنشاء قناة للدبلجة في ذهن وسام، بعد أن لاحظ اهتمام زميله الصيني بمعاني بعض الموشحات الدينية وكلمات أغاني أم كلثوم.
وقرر بعدها ترجمة الأغاني الفلكلورية والأناشيد الوطنية العربية ورفعها على يوتيوب لتعريف المهتمين بالثقافة العربية بها.
ويقف وراء وسام فريق صغير مكون من شخصين: شقيقته رنيم مجدي، مخرجة أغانيه وصاحبة الرؤية الفنية للمشروع وصديقه طارق خليفة مهندس الصوت والموزع الموسيقي.
وفي رصيد الفريق اليوم العديد من الأغاني المدبلجة بعضها يتطرق إلى مواضيع سياسية كأغنية “صواريخ الدفاع الجوي S300” وبعضها الآخر يروج للسياحة في مصر أو يحاول “تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ورموزه”، حسب كلام وسام.
ويصبو الشاب إلى تطوير فكرته وإنشاء استوديو ضخم لدبلجة الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية العربية إلى لغات متخلفة.
ويقول إن “الدراما والقنوات التركية والمسلسلات الكورية والهندية التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير في الشرق الأوسط هي جزء من القوة الناعمة التي تستعملها تلك الدول لتحسين صورتها بين الشعوب”.
ويكمل متسائلا:” لماذا لا تصل أعمالنا للخارج أسوة بالولايات المتحدة وتركيا؟”
ويعمل وسام حاليا على إعداد أغنية مدبلجة حول سد النهضة ويقول إنها ستكون موجهة للشعب الإثيوبي لإيضاح الرؤية المصرية للقضية بأسلوب فكاهي وبسيط.
ورغم أنه ينأى بنفسه عن الخوض في المسائل السياسية إلا أنه يعتبر قضية سد النهضة مسألة مصيرية بالنسبة لشعبه ودول المصب.
لذا فهو يأمل أن تنجح القوة الناعمة عبر بوابة الفن في تقريب وجهات النظر وإنهاء المشادات الكلامية بين الشعبين على مواقع التواصل.
وفي الوقت الذي تلقى فيه أفكار وسام وفيدوهاته إشادة وقبولا لدى فريق من الناس يرفضها آخرون ويعتبرونها مضيعة للوقت.
لكن كلا الفريقين يتفقان ع على أن معظم الدول العربية “فشلت في توظيف أدوات القوة الناعمة”بل إنالعديد منهم يرى “أن الحكوماتالعربية استعملتهاللتأثير على شعوبها وفرض قناعاتها الخاصةعليهم”.
والقوة الناعمة هي وسيلة تعتمدها دول للتأثير في أفكار مجتمعات محددة في دول أخرى بهدف إحداث تغيير مستقبلي كتلميع صورتها أو لبناء إيديولوجية تخدم مصالح خارجية.
وشاع استخدام هذا المصطلح في مطلع التسعينيات عقب صدور كتاب “مُلزمون بالقيادة” للعالم الأمريكي جوزيف ناي.
BBC