رأي ومقالات

قناة الجزيرة وماكرون

تابعت في السادسة وخمس دقائق من مساء اليوم المقابلة الحصرية التي أجراها مراسل الجزيرة عياش دراجي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، و بعيدا عن محتوى الحديث (وهو بالغ الأهمية)، أود أن ابدي الملاحظات التالية:
أولا : فاعلية وقوة تأثير الإعلام، وخيار المهنية، فمن بين كل الوسائل والمنابر أختارت الحكومة الفرنسية (قناة فضائية) ومن بين كل القنوات أختارت ( الجزيرة)، و بالتأكيد فإن الأمر خضع لقراءة دقيقة ومعايير كثيرة.

وثانيا: إن الوسيلة الإعلامية، قامت بالدور الأكثر أهمية، من الدبلوماسية، ومن التواصل المباشر، ومن اللقاءات الثنائية، ومن كل وسائل الدولة الأخرى، وهذه دلالة على قوة الإعلام وضرورة الإستثمار فيه أكثر من (الدبلوماسية) إن جاز لنا التعبير، إن الدور الذي تقوم به (قناة مؤثرة) مثلا، قد يكون موازيا، للدبلوماسية، و للدفاع حين يكشف خبايا الآخر،، وحين يعبيء المجتمع، مع ذلك هناك رسالة ثقافية وسياحية ومعرفية، وتعتبر ذات دور كبير في الأمن القومي للدول.

وثالثا: التوقيت لتقديم الرسالة، فقد شعرت فرنسا، إن هناك تمددا وتصاعدا للحملة ضد مواقفها، وردة فعل على بعض ما بدر من الأطراف هناك، واختارت ان تتعجل بالبيان التفسير ومن قمة الهرم، وتقديم رسائل لأطراف متعددة.

ورابعا: أهمية (التركيز) على موضوع الساعة، لم تتجاوز أسئلة المراسل الحدث، لم تترك محورا جوهريا، كل شئ مرتب، كما أنه أتاح للضيف فرصة شرح وجهة نظره، ويمكن القول أن (٢٦)دقيقة كافية لإحداث فرق..

بعد ضربة مصنع الشفاء عام ١٩٩٧م، توجه وزير الإعلام د. غازي صلاح الدين للتلفزيون وعقد مؤتمر صحفيا وقدم رسالة قوية، واختار د. غازي الذهاب للتلفزيون بينما مجلس الأمن القومي ينتظره، وكان لذلك تأثير كبير في توجيه الرأي العام الداخلى والخارجي. أستثمروا في صناعة وسيلة إعلام رائدة وقائدة..

أما المحتوى وما قاله ماكرون فذاك شأن آخر.. ويستحق نقاشا أوسع..

ابراهيم الصديق على