تحقيقات وتقارير

حمى التطبيع”.. تضارب حكومي والعسكريون وراء القرار

مجلس الوزراء: عودة العلاقات يبت فيها التشريعي
كشف بيان لمجلس الوزراء أمس، عن الاتفاق بين الخرطوم وواشنطن وتل ابيب على إعداد اتفاقية بين السودان واسرائيل حول إعادة العلاقات السودانية الإسرائيلية على أن يتم البت فيها بواسطة المجلس التشريعي.

وأوضح البيان رفض رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك عرضا امريكيا في اغسطس الماضي بالاعتراف والتطبيع مع إسرائيل كشرط لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ونوه البيان الى مطالبة حمدوك للولايات المتحدة بفصل القضيتين، وبرفع اسم السودان من القائمة بعد استيفاء جميع الشروط اللازمة لإتمام العملية.

وشدد البيان على أن الحكومة ترى أن من حق الشعب السوداني البت في أمر العلاقة مع إسرائيل من خلال مؤسساته الدستورية التي لم تكتمل بعد، واضاف: “واصلنا التفاوض مع الحكومة الامريكية على هدى قناعاتنا بأن المسارين منفصلان تماماً، وتوصلنا لاتفاق بأن يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وأن يخطر الرئيس ترامب الكونغرس الأمريكي لإكمال استعادة السودان للحصانة السيادية التي تحميه من أي مطالبات أخرى بالتعويض أمام المحاكم الامريكية، وقد تم الإعلان عن ذلك الاتفاق في 23 أكتوبر 2020م”.

وأكد البيان اتفاق الاطراف على مكالمة هاتفية رباعية يقوم فيها الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهنئة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والاعلان عن اتفاق مبادئ بين السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات.

الخارجية: التواصل مع اسرائيل ينهي العداء
من جانبها أكدت وزارة الخارجية التوصل مع إسرائيل لقرار ينهي حالة العداء وإقامة علاقات بين البلدين، وبدء التعامل الاقتصادي والتجاري، والعمل المشترك لبناء مستقبل أفضل، ولدعم قضية السلام فى المنطقة. وذكر بيان الخارجية أمس، أن وفدين من البلدين سيجتمعان فى الأسابيع المقبلة للتفاوض لإبرام اتفاقيات للتعاون في مجالات الزراعة والتجارة والاقتصاد والطيران ومواضيع الهجرة.

وجاء في البيان أن “السودان سيظل منفتحا على كل الإنسانية، مساندا بصورة دائمة مواضيع السلام وتعزيز الحرية وضمان العدالة”.

كما أعلنت واشنطن عن حزمة مساعدات بـ81 مليون دولار استجابة للأزمة الإنسانية في الخرطوم.

تاور: قرارات التطبيع تمّت بشكل فوقي
من جانبه كشف عضو مجلس السيادة صديق تاور عن أن قرارات التطبيع مع إسرائيل تمّت بشكل فوقي وفردي بين البرهان وحمدوك رئيسي مجلسي السيادة والوزراء؛ وعدم عرضها على النوّاب بالمجالس، وقال تاور في مُداخلة على (فضائية الجزيرة الإخبارية) أمس، إن الولايات المتحدة الأمريكية ألزمت حكومة البلاد بدفع أموال ضحايا السفارتين من قوت شعبها مقابل رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب، مُشيراً إلى أن التطبيع في بادئ الأمر لم يكن أحد الشروط وأن لا علاقة بين رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني.

العطا: لا ننكر أن المكون العسكري وراء التطبيع
في السياق أقر عضو المجلس السيادي الفريق ركن ياسر العطا، بأن المكون العسكري بالحكومة وراء تطبيع علاقات السودان بإسرائيل، وأعلن ترحيب الحكومة بكل الوفود الإسرائيلية والأمريكية بالخرطوم للتباحث مع السودان في شراكات اقتصادية.

وقال العطا في مقابلة مع قناة العربية الحدث: “لا ننكر أن المكون العسكري وراء التطبيع وكانت كل الطرق مسدودة أمامنا”، ووصف قرار بدء السلام مع إسرائيل بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، وأضاف: “لا نتوقع مساعدات من أمريكا وإسرائيل وإنما هما مفتاح لبقية العالم”، وشدد على أن السودان لا يحتاج إلى مساعدات تشمل الغذاء والطعام، وإنما الدخول في شراكات اقتصادية كبيرة، وقال “إن التطبيع مع إسرائيل مرتبط برفع اسم السودان من القائمة السوداء ولا يضيرنا شيء إن فعلنا ذلك”.

 

 

الخرطوم: عمرو شعبان
صحيفة السوداني