في ترديدهم لعبارة (جمعة مباركة) يفاجأ السودانيون ببلادهم وهي تغادر قائمة الدول الراعية للإرهاب
يعلن مجلس السيادة الانتقالي على موقعه الرسمي عن إعلان الرئيس الأمريكي رغبته في مخاطبة الكونغرس بغية شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب..
حالة الشك دارت حول مصداقية تغريدة مجلس السيادة وسرعان ما أكد السكرتير الصحفي بالبيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب، أبلغ الكونجرس بنيته إلغاء تصنيف السودان رسميًا كدولة راعية للإرهاب.
وأوضح البيت الأبيض في بيان، أن الإعلان “يأتي بعد اتفاق السودان الأخير على حل بعض دعاوى ضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم”، وأكد البيض الأبيض تحويل حكومة السودان الانتقالية أمس الخميس، تنفيذاً لهذه الاتفاقية ، 335 مليون دولار إلى حساب ضمان لهؤلاء الضحايا وعائلاتهم.
1 وأضاف البيان: “من خلال خدمة العدالة للشعب الأمريكي أخيرًا كان الرئيس ترامب قادرًا على تحقيق ما لم يستطع الرؤساء السابقون تحقيقه – حل المزاعم القديمة لضحايا تفجيرات سفارات شرق أفريقيا والهجوم على يو إس إس كول، وقتل موظف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جون جرانفيل.
يعد هذا إنجازًا مهمًا للرئيس وإدارته ويجلب قدرًا من الإغلاق للعديد ممن ظل بعيدًا عن متناولهم لفترة طويلة”. ووصف البيان الخطوة بالمهمة من أجل تطوير العلاقات بين واشنطون والخرطوم وأشاد البيت الأبيض في البيان بالحكومة الانتقالية في السودان لعملها لرسم مسار جديد والوقوف على أهبة الاستعداد لدعم شعب السودان في العمل على بناء مستقبل أفضل لأنفسهم وللأجيال القادمة.
وتابع البيان: “من الضروري أن يتحرك الكونجرس الآن لتمرير التشريع المطلوب لضمان أن يدرك الشعب الأمريكي بسرعة الفوائد الكاملة لهذا الاختراق السياسي”.
2 لكن كان الخطوات تتسارع في جمعة السودانيين الذين وجدوا أنفسهم في مقابل خطوة أخرى تتعلق ببدء خطوات رسمية في العلاقات بين السودان وإسرائيل وعلى الرغم من أن التصريحات المنسوبة للمكون التنفيذي في الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك كانت تتحدث عن غياب الربط بين رفع البلاد من قائمة الإرهاب والتطبيع مع إسرائيل فإن الحقيقة بدت مختلفة حيث وقع السودان والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على اتفاق بين الخرطوم وتل أبيب حول عدد من القضايا والعلاقات في البعد الاقتصادي والتجاري على رأسها التعاون في مجال الزراعة وهو ما يؤكد على علاقة الترابط بين الملفين الخاص بمغادرة قائمة الإرهاب والتطبيع مع إسرائيل.
3 بدا وكأن الأحداث تتسارع، فبعد ساعات فقط من إعلان وصول طائرة إسرائيلية لمطار الخرطوم وانعقاد جلسة ثلاثية بين السودان وأمريكا وإسرائيل لرسم الخطوات اللاحقة في تشكيل العلاقة المستقبلية، وقتها كانت الخرطوم تنتظر على أحر من الجمر إصدار التوجيه من قبل الرئيس الأمريكي ترامب من أجل مغادرتها قائمة الإرهاب وهو الأمر الذي جعلها تحت الضغط من أجل تقديم المزيد من التنازلات لأجل تحقيق غاية التقارب بين السودان وإسرائيل وتقديم خدمة انتخابية كان ينتظرها الرئيس الأمريكي لخوض معركة انتخابات العودة للبيت الابيض محمولاً على حالة الرضاء من قبل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية.
4 وانتهت محادثات هاتفية رباعية ضمت الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس مجلس السيادة البرهان ورئيس الوزراء حمدوك ونظيره الإسرائيلي نتنياهو، تقرر خلالها بدء تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل. وهو ما تم الحديث عنه كجزء من الترتيبات المتعلقة بالوصول إلى شكل الإخراج الخاص بما تم التوافق عليه بينما ظلت النتيجة الواضحة للعيان بالأمس هي تلك المتعلقة بإيصال رسالة مفادها القدرات التي يمتلكها الرئيس دونالد ترامب في عقد الصفقات، فبعد نجاحه في عقد صفقات تجارية ها هو ينجح في عقد صفقات سياسية فقد أعلن قادة الولايات المتحدة وإسرائيل والسودان في بيان مشترك أمس الجمعة رسميا، عن توصل الخرطوم وتل أبيب لاتفاق على تطبيع العلاقات بينهما.
وأكد البيان أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحثوا امس هاتفيا “التقدم التاريخي الذي أحرزه السودان نحو الديمقراطية ودعم السلام في المنطقة”. وينص البيان المشترك على أن الاتفاق المبرم يقضي بإقامة علاقات اقتصادية وتجارية بين إسرائيل والسودان مع التركيز مبدئيا على الزراعة.
5 واثار قرار بدء الخطوات الخاصة بالتطبيع مع إسرائيل حفيظة بعض القوى السياسية المشكلة لقوى إعلان الحرية والتغيير وفي أعقاب تصريحات أطلقها أمس الأول رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي هدد فيها بإمكانية سحبهم الدعم والتأييد للحكومة الانتقالية في حال مضت الأخيرة في خطوات التطبيع مع إسرائيل، وهو ذات الأمر الذي أشار إليه في تصريحات لقناة الجزيرة القيادي بقوى اعلان الحرية والتغيير وفي حزب البعث محمد وداعة الذي قال بأن مغادرة قائمة الإرهاب في مقابل التطبيع مع كيان إرهابي أفرغ اللحظة من الفرحة التي كان ينتظرها السودانيون وقال إن الحكومة تجاوزت التفويض الممنوح لها بهذه الخطوة التي ستفقدها الكثير من المناصرين وستخلق حالة من الفجوة بين مكوناتها وستزيد حدة الاستقطاب والاختلاف، مشيراً ايضاً إلى أن السودان لن يجني شيئا من هذه الخطوة وأن الحكومة العاجزة عن معالجة الأزمة الاقتصادية يجب أن تذهب ولا تلقي بالبلاد في أتون التهلكة.
6 يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن قيادات السودان وإسرائيل سيوقعون اتفاقية السلام في واشنطن ويشير أيضأً في كلمته عن ثقته في لحاق المملكة العربية السعودية بقطار التطبيع.، أيضأً في مؤتمره الصحفي يصف الرئيس الأمريكي من يحكمون السودان الآن بأنهم من أعظم عظماء السودان في وقت يتمدد فيه السؤال: من الذي سيمثل الخرطوم في البيت الأبيض هل هو الفريق البرهان ام حمدوك؟ في إشارة لنقطة أخرى تتعلق بالتباينات حول الخطوة وبالتنازع حول من الذي اتخذها..
كثيرون يقولون بأن الجانب العسكري بزعامة البرهان هو من فعل ذلك وهو الذي استطاع أن يقود السودان بعيداً عن قائمة الدول الراعية للإرهاب لكنه في المقابل هو من ركل بقدمه اللاءات الثلاث في مؤتمر قمة 1967.. لكن بغض النظر عن كل هذا فإن الحقيقة الماثلة الآن هي عودة السودان الي حضن العالم ومعها السؤال: هل سيجد هناك الأشواك أم الورود؟
صحيفة اليوم التالي