عبد اللطيف البوني

ربنا يتمم بخير

(1 )
لابد من تكرار التهنئة للشعب السوداني بشروع (السيد الرئيس) دولاند ترامب في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب تلك القائمة اللعينة التي قبع فيها السودان منذ 1993 حقارة وظلما ودفع فيها دم قلبه ومارست عليه الادارات الامريكية المتعاقبة ابتزازا ربما لم يحدث لدولة من قبل . نعم قانون ومنطق القوة الغاشمة المجردة من الاخلاق جعل امريكا تظلم دولا اخرى كثيرة من اجل مصالحها ولكنها كانت تدفع وهي تسطو وتقلع وتنهب اما فيما يتعلق بالسودان كانت تاخذ مجانا ودون اي تكلفة بسبب تلك القائمة . لقد شكلت العلاقة الشائهة بين البلدين سابقة في العلاقات الدولية تستحق التناول الاكاديمي وكان الظن ان تواصل امريكا ابتزازها المجاني للسودان ولكن تضافرت عدة ظروف جعلت السودان بتغريدة ترامب الاخيرة قاب قوسين او ادنى من الخروج من تلك القائمة الظالمة والمظلمة لهذا يحق لنا الشعب السوداني ان نفرح بذلك ونحبس انفاسنا حتى تكتمل اجراءات ذلك الخروج الكبير
(2 )
مازال التوفيق حتى هذة اللحظة حليف الحكومة السودانية الانتقالية في ادارة عملية الخروج الكبير هذة وغاية التوفيق كان في عدم الربط المباشر بين عملية الخروج وملفات اخرى كالتطبيع مع اسرائيل مثلا ولكن عدم الربط لايعني اطلاقا عدم الوجود فذاك الملف له غرفته الخاصة والربط (اللاسلكي) بين الملفين له وسائطه الخاصة مما وفر حفظ ماء الوجوه للجميع خاصة بالنسبة للولايات المتحدة اذ لايعقل ان تظهر دولة عظمى مثلها وهي تجير سياستها الخارجية لمصلحة دولة اخرى فهذا ما لا يقبله اي مواطن امريكي . اما ربط (السيد الرئيس ) دولاند ترامب الرفع بمبلغ ال335 مليون دولار فهذة دعاية انتخابية عادية في مجتمع مادي كالمجتمع الامريكي فكل الذي نتمناه هنا هو ان تمضي الامور بسلاسة الي نهاية الشوط ويحدث الخروج الكبير ليتنفس السودان بكلتا رئتيه
(3 )
بعد التعافي من داء العقوبات والذي نامل ان نعيشه قريبا سيكون السودان في فترة نقاهة والمعلوم ان فترات النقاهة من الفترات الحلوة التي يعيشها الانسان لانها فترة برزخية بين تمام الصحة وبقية من مرض فيشعر الانسان فيها بخفة في الوزن ورقة في الشعور كل الذي نتمناه ان يستفيد السودان من فترة النقاهة هذة ونتخلص من كل الام الماضي البغيض المتمثلة في الشقاق والنفاق والتصدع في الجدار الوطني . علينا ان نحاسب انفسنا على ما فرطنا فيه من حق للوطن . ان امريكا فعلت بنا مالم تفعله بغيرنا ليس لقوتها وسطوتها فقط بل لضعفنا وهواننا وانشقاقنا فهلا فكرنا في معالجة هذا الامر حتى لانقع مرة ثانية فيما وقعنا فيه طوال ايام الحصار والعقوبات ؟
(4 )
ستكون سقطة كبيرة وضياع لفرصة ثمينة اذا تعاملنا مع هذا الخروج الكبير من اللائحة اللعينة على اساس الربح والمكسب في السياسة الداخلية بعبارة اخرى اذا اتخذناها مناسبة لتصفية الحسابات الداخلية فالعقل والمنطق والشرع يقول انها مكسب لكل اهل السودان واي محاولة لتوظيفها لغير هذا الهم القومي يعني الهبوط بها لابل ضياعها والحاقها بالفرص الثمينة التي ضاعت على السودان من قبل وساعتها سوف يرتد علينا المرض وليس هناك اسوا من المرض المرتد والمغالطنا وما مصدقنا لايسال العنبة انما يسال الاطباء . نكرر التهاني والامنيات بالاستفادة من ذلك الدرس القاسي

د. عبداللطيف البوني
السوداني