السودان … 40 مليوناً في انتظار “تغريدة”
منذ الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد، يعيش السودانيون على حالة الترقب والانتظار لتغريدة من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على حسابه الشخصي في “تويتر” يقرر فيها شطب اسم بلادهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ووضعت واشنطن ضمن تلك القائمة السوداء في العام 1993 حينما اتهمت نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، بإيواء ودعم جماعات إرهابية. ويعتقد السودانيون أن آثار ذلك التصنيف قادت إلى متاعب اقتصادية ومعيشية، وحرمت البلاد من الحصول على منح وقروض وهبات من مؤسسات التمويل الدولية، ما أدى إلى تدمير الاقتصاد .
فشلت كل محاولات نظام البشير في إقناع الإدارات الأميركية المتعاقبة بالتراجع عن القرار، رغم التنازلات العديدة التي قدمها النظام، ومنها الموافقة على منح جنوب السودان حق تقرير مصيره، وهو الحق الذي انتهى بانفصال الجنوب عن الشمال، بينما لم ينفصل التصنيف بالإرهاب، عن الدولة الأم، وبقيت مرتبطة به لأكثر من 27 عاماً.
وفي العام الماضي، انتاب السودانيين إحساس عميق بالتفاؤل بعد أن تمكنوا من إطاحة نظام البشير، وتشكيل حكومية ذات طابع مدني، سرعان ما دخلت في حوار مع إدارة الرئيس، دونالد ترامب، بغرض اتخاذ قرار شطب السودان من القائمة السوداء.
غير أن الشعور بالصدمة وخيبة الأمل تضاعف بعد أن وضعت واشنطن اشتراطات جديدة على الخرطوم، من بينها التوصل إلى تسوية مع أسر ضحايا الهجوم على المدمرة كول 2000، وأسر ضحايا الهجوم على السفارتين الأميركيتين في دار السلام ونيروبي.
ولاحقت تلك الأسر الحكومة السودانية قضائياً مطالبة بتعويضات مليارية، فاستجابت الحكومة السودانية لذلك ووفرت أكثر من 300 مليون دولار قررت دفعها للأسر، رغم شح موارد النقد الأجنبي، لكنها فوجئت في الأشهر الأخيرة بشرط جديد يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.
حكومة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، أصرت هذه المرة على عدم تطبيق الشرط، إلا إذا بادرت واشنطن بقرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وجاء في آخر الأخبار أن الإدارة الأميركية وافقت هذه المرة على الشرط السوداني.
ووفقاً لتسريبات سودانية، فإنها تلقت وعداً قاطعاً بصدور أمر تنفيذي من ترامب في غضون الساعات المقبلة، ومنذ لحظتها ضبط كثير من السودانيين هواتفهم وحواسيبهم على تطبيق “تويتر”، وتحديداً حساب الرئيس ترامب، انتظاراً للحظة التاريخية التي “هرموا من أجلها”.
تأخرت التغريدة المنتظرة حتى الآن، وهذا ما يصيب المشفقين على الحكومة بالقلق والتوتر لأنهم يعتقدون أن الخطوة لو اكتملت على الأقل، ستعيد للحكومة أرضيتها الشعبية التي فقدت جزءاً كبيرا منها، بسبب الغلاء المعيشي والانهيار الاقتصادي، بينما يمنح التأخير خصوم رئيس الوزراء وتحالفه الحاكم، شيئاً من مساحة الشماتة والسخرية. وكل ذلك يظهر بوضوح في مداخلات وسائط التواصل الاجتماعي التي انشغلت بالحدث طوال 24 ساعة ماضية.
لكن مسؤولين حكوميين، وتجنباً لدخول المواطنين في صدمة جديدة، لجأووا إلى النفي والقول بعدم استقبال الحكومة ما يفيد بالوعد الأميركي.
آخر فنون الانتظار والترقب تجلى وبان في تدشين وسم في “تويتر” تحت اسم “منتظرين تغريدة”، وفيه كتب أحمد قادم على حسابه: “منتظرين تغريدة، رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب”.
أما حساب باسم عظيم فقد قال: “منتظرين تغريدة رفع السودان من قائمة الإرهاب وما تنسى لازم تقول #شكرا_حمدوك”.
أما حساب آخر باسم “انق عمدة” فقد استنكر الانتظار الممل وكتب: “نحن شعب بسيط وساذج منتظرين إنسان يكتب تغريدة ظناً منا أن نهاية مشاكلنا ستكون في هذه التغريدة”.
وتابع: “أيها الشعب الأبي ( الساذج ) إن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ليس إلا إجراء كان يجب أن يتبعه عمل دؤوب من قبله وإني والله ما رأيت إلا العكس”.
من جهته كتب عبد العليم حلاب: “40 مليون سوداني منتظرين تغريدة رفع السودان من القائمه اللعينه وانت هنا تفرفر وتجقلب لينا مع جو بايدن”.
الخرطوم _ عبد الحميد عوض
العربي الجديد
خمو وصرو
اللهم لطفك بالشعب السوداني
من مطرقة الكيزان الى سندان بن علمان
يا للهبالة..والهوان
القحاتة فقط هم ينتظرونها.
لانهم عاجزين من تحقيق شي علي الأرض. يحسن من وضعهم.. لأنهم علي حافة المحك التاريخي.