اكتوبر ماوراء الموكب !!
لا يختلف اثنان على ان الحكومة فشلت في ايجاد حلول ناجعة للقضايا الاقتصادية بالتالي فشلت فشلاً كبيراً في الحفاظ على الثقة المطلقة التي منحها لها الشارع بتوقيع ثورته العظيمة وسلطتها وتأثيرها وقرارها ، ولاشك ان مشكلتنا العظمى تتمثل في تلك الاحزاب التي أصبحت ( كالهم على القلب ) وقحت لا تقل كارثية عن الكيزان ضعفها وهوانها واستهتارها وصمتها على أخطاء بعينها يجعلها شريكة لكل مكيدة ومصيدة وفعل تم من أجل اجهاض الثورة ذلك الفعل الذي لم يبلغ تمامه ولن ، ذلك الضعف هو الذي جعل كل حسرة ممكنة وكل خيبة حاضرة.
ومطالب الثوار عبر لجان المقاومة للمشاركة في مواكب ٢١ اكتوبر التي تتلخص في عدة مطالب أهمها الاصلاح الاقتصادي وحرصها عبر توضيحها انها لاتطالب باسقاط الحكومة هو امر يحترم لأنه يجسد الوعي الكبير للشارع الذي يحرص ان لايفتح نافذة ليطل عبرها الذين يعشمون في التفويض والسيطرة والانفراد بالحكم المتسللون عبر النوافذ دائماً الذين لايليق بهم الدخول عبر البوابات الرسمية ، والذين يرفعون أياديهم للهتاف بشعارات الثورة وجيوبهم ثُقلى بأموال الوطن والمواطن.
يدرك الشارع تماما ماينتظرونه لذلك لن يمنحهم مايريدون عبر طبق من ثورة
وموكب ٢١ اكتوبر هو زحف أخضر بثوب جديد اتمنى ان تعي لجان المقاومة ذلك وتتراجع عن دعوتها للمشاركة في هذا اليوم الذي دعا اليه تيار نصرة الشريعة ودولة القانون جماهيره للمشاركة في مليونية 21 اكتوبر لاقتلاع حكومة الفترة الانتقالية التي فشلت في ادارة البلاد ومعالجة الوضع الاقتصادي المأزوم وقال تيار نصرة الشريعة في بيانه اننا نؤيد الدعوة المليونية في يوم ٢١ أكتوبر المقبل، ونثمنها وندعو لها كل أطياف الشعب السوداني الذين طالتهم حماقات قحت وخيباتها واستبدادها بالأمر في القضايا المصيرية للبلد مثل هويته وتقرير علمانيته وفصل الدين عن الدولة بالنيابة عنه إضافة لقضية التطبيع التي قرروها باسم الشعب.
وكذلك دعت كثير من المجموعات ومواقع ومنابر الفلول للخروج والمشاركة في هذا اليوم الذي دعا اليه الحزب الشيوعي أيضاً لتتعارض الأهداف والمطالب مع ماتنادي به لجان المقاومة من مواكب تصحيحية وحتى لايجد اعداء الثورة طريقاً لإجهاض أهدافها ووأد سلميتها والدخول فيها بجملة خطط تخريبية كان للجان المقاومة ان تقطع أمامها الطريق بالعدول عن فكرة المشاركة في هذا اليوم بالتحديد وهذا لا يتعارض أبدا مع فكرة المواكب التصحيحية لمسار الثورة فيمكن ان تخرج في يوم آخر لتصحح طريقها فهذا من حقها ومن واجبها ولها ان تقوم بماتريد إيصاله في بريد الحكومة الانتقالية ولكن حتى لايختلط حابل الأهداف مع نابل الخطط الخبيثة يجب ان لا تبسط لجان المقاومة وتمهد الطريق لهذا العبور الذي ربما ينقلنا الى جغرافيا أخرى أبعد مما نريده من خطط سليمة لرسم طريق اصحاحي مختلف.
مليونية ٢١ اكتوبر هذه الذكرى العظيمة لاتجعلوها تتحول الى ذكرى اليمة تتلاشى فيها كثير من الاحلام البيضاء وتتحقق فيها أخرى لجهات تعلم ان الشعب اختار ان يكون في دائرة صبر وتحمل عظيمة أرسلت الف رسالة ان شعار الجوع ولا الكيزان لم يأت من فراغ شعب تحمل اسوأ مايمكن ان يتحمله في هذا العام لذلك لايستحق الا ان يكرم بجزاء الاصلاح المؤسسي والاقتصادي والحلول العاجلة من قبل الحكومة بشقيها المدني والعسكري وكل مسئول فيها يجب ان يقدم تضحية لهذا الشعب العظيم اما بقرار إصلاح فعلي او باستقالة يقدرها له الشعب ولكن ان يبقى الحال هكذا فهذا ما لا يمكن ان يسمح به صاحب ضمير محب للشعب والوطن ان يستمر لتنظر لجان المقاومة من جديد ليس لهذا اليوم فقط ولكن الي مابعد والى ماوراء ٢١ اكتوبر.
طيف أخير:
ان شاء الله ياوطني المسالم ديمة سالم
الجريدة
صباح محمد الحسن