دقلو بتاع كلو
أحصيت سبع مهام كبيرة وجسيمة يتولاها ويضطلع بها الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير ب(حميدتي)، وتتوزع هذه المهام الكبيرة على مختلف المجالات منها ما هو أمني وما هو عسكري وما هو اقتصادي وما هو سياسي وما هو اجتماعي، آخر هذه المهام هي ترؤسه للجنة العليا لترتيبات السلام (قول واحد)، واحسب عندك ترؤسه للجنة الطوارئ الاقتصادية (قول اتنين)، ثم هو نائب رئيس مجلس السيادة (كدا تلاتة)، وهو كذلك عضو لجنة الأمن والدفاع (بقوا اربعة)، وكان هو رئيس التيم الحكومي المفاوض في منبر جوبا وكان هو الموقع على اتفاقية جوبا للسلام (صاروا خمسة)، وهناك حديث حول رئاسته للجنة المعنية بالتحضير لمؤتمر الشرق المزمع اقامته قريباً، بديلاً للفريق ابراهيم جابر (اصبحوا ستة)، وبالطبع لا ننسى انه القائد العام لقوات الدعم السريع (كدا قفلوا السبعة)، وبهذه الوظائف والمهام الكبيرة يثبت لنا حميدتي عملياً خطأ وخطل المثل الخائب (سبعة صنايع والبخت ضايع)، وأن الإنسان يمكن أن يكون (بتاع كلو)..
وحين أعدد كل هذه المهام المختلفة والمتنوعة التي يضطلع بها حميدتي، لا أهدف من ورائها السخرية من الرجل حاشا لله، بقدر ما انني أشفق على الاثنين، على الرجل وعلى المجالات المختلفة التي يتولاها، فالثابت علمياً وعملياً أن كل من يمارس جملة من الأعمال والأنشطة متعددة المجالات ومختلفة الاختصاصات بلا رابط يجمع بينها وكل واحدة منها تحتاج الى صفاء ذهني وبراح من الزمن، يجوز عليه وصف السوبرمان، فمثله اما أن لا يكون بشراً عادياً بقلب واحد وذراعين وفم واحد، وانما هو أشبه بالأخطبوط الذي يمتلك ثلاثة قلوب في جوفه وله ثمانية أذرع و240 شفاطة أي فم، واما انه بشر عادي بطاقة ذهنية وبدنية محدودة يستحيل عليه ان يؤدي اداء منتجاً في كل هذه المجالات، ولو كان (انسان عادي) وهو كذلك فالمؤكد ان الاعمال التي يضطلع بها ستتأثر سلباً، والمثل الشعبي البسيط والمعبر يقول ركاب سرجين وقيع ومساك دربين ضهيب وصاحب بالين كضاب، وصدق المثل فالذي يركب على سرجين سيتأرجح بينهما ويفقد توازنه فيسقط على الارض، وكذا الحال لمن يمسك طريقين فلن يصل مقصده ومصيره التوهان، أما صاحب البالين فيكفي فيه قوله تعالى فى الآية الكريمة (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)، والطرفة المروية عن المرحوم الفنان الساخر أحمد عمر الرباطابي التي تناسب هذا المقام، تقول كان الرباطابي مسافرا في القطار والعربة مظلمة، فتعثر برجل أحد الاخوة الجنوبيين كان متمدداً على أرضية العربة، قال الرباطابي دا منو؟ قال الجنوبي أنا روب، فتخطاه وسار مسافة ليتعثر مرة أخرى برأسه دون قصد طبعاً فقال دا منو؟ قال أنا روب، فقال الرباطابي يا روب إنت اتدفقته ولا شنو؟..
الجريدة
حيدر المكاشفي