تصوير الأزمة الاقتصادية بسبب الكيزان فقط ؛ وبزوالهم تزول الأزمة كان تفكير قاصر من المعارضة
دروس وعِبَر مرت بينا من أيام المظاهرات ولحدي اليوم ، لازم نقيف عندها ونستوعبها كويس :
١- تصوير الأزمة الاقتصادية بسبب الكيزان فقط ؛ و بزوالهم تزول الأزمة كان تفكير قاصر من المعارضة ، مع اني متفهم السياق وقتها في اطار الحشد لاسقاط النظام .. جات اصطدمت بيهو نفس الشخصيات الكانت بتقول الحكومة ما بتدعم و حنك رفع الدعم دا سرقة ليست إلا من حكومة الإنقاذ .. و بتجي نفس الشخصيات هسي بتصور لينا انو الدعم السلعي هو سبب الأزمة الاقتصادية فقط ! و برفع الدعم تزول الأزمة..
أيضاً تفسير قاصر و حصر النقاش الاقتصادي حول الدعم السلعي فقط بطريقة هلال مريخ ح يسقط امام اول شهر بعد رفع الدعم ..
برضو تصوير قائمة الإرهاب باعتبارها سبب الأزمة الاقتصادية فقط ، و بعد يرفعونا منها ح نبقى اغنياء و العالم ح يفتح لينا صدره و كل مشاكلنا ح تتحل ، دا تصوّر قاصر ، ح يسبب صدمة كبيرة للمجتمع بعد شهر او اكثر من رفع السودان من القائمة ..
لأن طرفي النزاع حول الدعم السلعي متفقون حول حقيقة واحدة فقط : أنها أزمة اقتصادية مركبة يجب ان يوضع لها برنامج متكامل تسير خطوات تنفيذه بالتوازي ..
٢- تعامي قوى الحرية و التغيير عن التعديل على الوثيقة الدستورية بعد توقيعها لتدارك الخطأ الكارثي بخصوص تعيين رئيس القضاء ، و تبريرها للتجاوز الدستوري دا باعتباره من باب حسن المقصد و الغاية ..
جات حرقت بي ناره حاليا بسبب وثيقة السلام و اعادة فتح و تعديل الوثيقة الدستورية بما يوافق اتفاق سلام جوبا .. القوى نفسها حاليا بتحتج بعدم وجود مجلس تشريعي كجهة وحيدة من حقها تعدل في الوثيقة الدستورية ..
فقط لأن الاتفاق يعرضها للاستبعاد من مراكز الحكم !
٣- تهليلنا لاجازة قوانين جديدة او تعديلات قانونية في القوانين القديمة عبر سلطة مجلسي السيادة و الوزراء ، من دون فتح مشاورة مجتمعية واسعة حولها على الاقل ، جينا اكتوينا بي نارها عبر قانون المعلوماتية الجديد و تعطيل قانوني النقابات و الحكم المحلي للخلاف السياسي التحتي حولهم ..
لأن مبدأ التشريع و التعديل كان يوافق هوانا ، و لم يرتكز على عملية ديموقراطية تضمن مشاورة و مشاركة فئات و جماهير الثورة – على الاقل – في مشاريع القوانين و التعديلات .
٤- سكوت الكثيرين عن اعتقالات معارضي الانتقالية من دون توجيه تهم واضحة و عرض على محاكم ، جينا لقيناها في موكب رد الجميل ، و مجموعة فيد الفنية ، و خايف نلقاها اكتر كمان في التصعيد الح يتم ضد الحكومة اذا قررت تنفيذ رفع الدعم عن المحروقات .. التعاطف المجتمعي و السياسي القوي الحصلت عليهو مجموعة فيد ، بالتاكيد لن يجده معارضي رفع الدعم ، و قد يحاكم الكثير منهم بقوانين ضد مبادئ الثورة ، وربما تطول فترة حبسهم من دون اي محاكمات !
لأن مبدأ العدالة من البداية لم يكن للجميع ، كان مفصّل لمن معنا و من ضدنا ، و غدا سنكون بعضنا ضد بعضنا ..
٥- ظللنا نقول طيلة فترة حكم الانقاذ اننا عايزين نطلع من دولة الفرد لي دولة المؤسسات ، و أول ما جاء حمدوك دوّرنا شكرا حمدوك شكرا حمدوك ..
اي نعم كانت مفهومة في اطارها و في سياقها الزمني ، لكن مشكلتها الكبيرة انو فشل حمدوك اصبح يعني فشل الثورة / الانتقالية و الذهاب لخيارات اخرى ! مع انو فشل حمدوك هُو فشل لحكومته بس و يمكن ان تستبدل بحكومة اخرى تنتج واقع افضل ..
لا يمكننا الانتقال لدولة مؤسسات ان كانت غائبة عن وعينا !
٦- قلنا انها ثورة ليست ضد نظام الانقاذ فقط ، و لكن ضد كل النادي السياسي القديم .. لكن فشلنا و تقاعسنا عن تقديم قيادة جديدة تشبه قيم الثورة .. و فعليا النادي السياسي القديم هو من يحكم حاليا بنفس اساليبه و فشله لاكثر من ستين سنة .. لانها اجسام منظمة و جاهزة ..
و بنفس اساليبه دي دمّر و خرّب الجسم الوحيد الكان قادر يجمع جمهور الثورة حول البرنامج الوطني (تجمع المهنيين) ، و في الطريق الآن لجان المقاومة و الخدمات التغيير ، و اي زول قريب من اللجان دي عارف انو التجاذبات و الخلافات فيها وصلت مراحل بعيدة ، لكنها طي الكتمان .. و ما لم اللجان دي تتدارك الاوضاع ف مصيرها اقرب لمصير التحمع دا ، و ربما نوصل لي مرحلة ان يخجل الشاب/ة انو كان جزء من اللجان دي .. زي ما اختفوا جحافل الناس الكانو عاملين فيها تجمع مهنيين !
Ayman Karom