مقالات متنوعة

الخلية الإنجاز أم الإخفاق ؟!

يكشف أيضاً الكشف عن الخلية الإرهابية التي اعلن عنها النائب العام تاج السر الحبر أمس الاربعاء والتي تم فيها القبض على 41 متهماً، يكشف هذا ضعف الدور الذي يقوم به جهاز المخابرات العامة ، والذي يبدو ان قادته لم يعجبهم قرار تقليص مهام الجهاز وحصره في جمع المعلومات ، تلك المعلومات التي لها علاقة بأمن البلاد ومايحيق بها من مُكر داخلي وخارجي وهي المهمة التي يجب ان يقوم بها لمعرفة ما يحدث قبل حدوثه ، وكشف كل مايدور فيها من مخططات خبيثة لإحداث حالة فوضى أمنية وانفلاتات متكررة لا يعلم احد مداها وماهية عواقبها الوخيمة ، وماهو الشئ الأسوأ من ان نعيش في خطر، ونكون على صفيح لا ندري متى ينفجر بركانه.
فالجهاز يبدو انه بدأ يمارس لعبة ( المكايدة ) كردة فعل واضحة ان تكون موجوداً ولا تعمل ، تلك اللعبة التي لعبتها الشرطة في عهد مديرها السابق ترى مايحدث وتعلم كل مايدور ولاتحرك ساكناً ، علها تضغط على المواطن حتى يعيش حالة من الرعب والخوف ليقف على أطلالها باكياً ومتحسراً على هيبتها في عهد النظام البائد.
وهكذا يفعل جهاز الأمن الذي كان له دور فعّال في معرفة كل صغيرة وكبيرة ، ولكن لأن الخزينة المفتوحة أغلقت والمخصصات جمدت واصبح الدور دوراً وطنياً تلاشت معه ادوار المصلحة، وقف الجهاز بعيدا عن كل مايحدث، والسؤال لماذا يتم كشف الخلية من قبل قوات الدعم السريع قبل جهاز المخابرات الوطني والشرطة ، فهذا وحده كافياً ويعني ان الجهاز لا علم له بما يدور او انه يعلم ولكنه يقف قصداً متفرجاً ، اما بدواعي الغبن على ما طاله او بدواعي الولاء والطاعة للعهد القديم.
وقال علاء الدين عبد الجليل من الأدلة الجنائية للشرطة السودانية، إن مادة اليوريا نترات البوتاسيوم تستخدمها مجموعات إرهابية في التفجيرات وكشف عن ضبطية في شرق النيل ضخمة جداً من المواد المتفجرة اصدر فيها النائب العام توجيهات بإبادتها خلال الفترة المقبلة بالتنسيق مع القوات المسلحة واشار الى أنه تم العثور على مواد متفجرة تشكل خطراً أمنياً على مستوى السودان والدول المجاورة، ووصلت معلومات إلى الدعم السريع تفيد بوصول مواد متفجرة وتم وضع كمائن وصلت 12 كميناً، موضحاً أن المواد المتفجرة التي تم ضبطها مثل التي استخدمت في تفجير مرفأ بيروت).
فهذه الخلية الارهابية اي من كان خلفها ومن يخطط لدمار الوطن عبرها تكشف وتوضح الفراغ الأمني العريض الذي تعيشه البلاد ، وتبلور ان الأجهزة الأمنية والشرطية ، تعاني قصوراً واضحاً وجلياً في مايخص جمع المعلومات الأولية والقبلية ، من اين جاءت هذه الأسلحة وكيف دخلت الى العاصمة الخرطوم ، لذلك هو ليس مجرد عن كشف لخلية ارهابية وحسب بل كشف عن خلل أمني في منافذ ومداخل البلاد ، كشف حال للبلد انها ( قاعدة في السهلة ) وانه ولولا رحمة الله لنفذ ذلك المخطط ودفعت الخرطوم ثمن هذا العبث الكبير.
والبرهان يبحث عن التفويض والخلايا الإرهابية والإجرامية تقاسمه تنفس الاوكسجين في الخرطوم ، جيشه (حدادي مدادي)، وعاصمته تغتصب أمنياً امام مرأى من عينه ، فوجود هذه الخلية ، كان يجب ان يجعل الذين أعلنوا عنها ، ان يقدموا اعتذاراً مسبقاً لهذا الإخفاق ، هذا ليس إنجازاً يستحق مؤتمرات صحفية هذا قصور يحتاج الى شخصية شجاعة تعترف به قبل ان تحتفي به كإنجاز عظيم ، فنحن نريد ان نعيش أمناً حقيقيا وخرطوماً بلا حكايات مخيفة ومرعبة ، ان لا يحدث هذا أبدا في ظل وجود جهاز مخابرات وطني وجهاز شرطة وقوات مسلحة ودعم سريع ، كل هذه القوات والخرطوم تنتهك خصوصيتها وحرمتها بدخول أسلحة بهذه الخطورة ، إنه لأمر مؤسف للغاية يحتاج الى اعادة النظر من جديد من البرهان واجهزته وقواته ، وليتنا نعي مايقصد به الدرس، ليتنا .
طيف أخير:
فديتك يابلدي ياطيبة ، وحاتك من كل شر سالمة
الجريدة
صباح محمد الحسن