رأي ومقالات

من يحاول رسم واقع حميدتي القادم؟

• ابحثوا معي عن من يحاول رسم الواقع القادم للفريق أول محمد حمدان دقلو ـ نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع – إن كان جهات داخلية او خارجية أو الإثنين معاً؟ ثم هل بالإمكان ذلك ؟ والواقع القادم الذي أعني يتمثل في عمر الفترة الانتقالية الذي تمدد ، أو دور الرجل فيما بعدها .

• لم أجد اي تفسير أو تحليل لرفض عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية ش / الحلو ـ لرئاسة الفريق اول حميدتي للوفد الحكومي لمفاوضات السلام مع حركته ، ومن بعد الطلب الذي أثار الاستغراب باستبداله إن كان الطلب قدم لدى الوساطة أو لدى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حسب ما تسرب من وقائع لقاء أديس ابابا الأخير ـ لم أجد غير أن الحلو يتحدث بلسانه ويعبر عن رغبة آخرين ( داعمين له أو نافذين في المشهد ) في رسم وتحديد أدوار الفريق أول حميدتي راهنا ومستقبلا وقطع الطريق عليه في قطف اي مكاسب تترتب على السلام المنشود ، فمن البديهي أن من يقود عملية السلام تفاوضا واتفاقا ستترتب على دوره هذا مهمة تنزيل وحراسة ما اتفق عليه من مصفوفات برامج وسياسات وخطط ومستقبل جديد لما بعد النزاع .

• في اعتقادي أن دواعي قيادة حميدتي لوفد المفاوضات الحكومي هي الأقوى منطقاً وواقعاً من الأسباب الضعيفة التي ساقتها جبهة الحلو وهي تحاول الإشارة بالإتهام إلى سوءات الحرب التي يمكن الإشارة باﻻتهام بها إلى جميع الأطراف التي كانت تتقاتل ومن ضمنها الحلو نفسه ،، وبالتأكيد أن نقطة الالتقاء التفاوضي هي وجه الحقيقة والاعتراف بخطأ وسيلة الحرب وهي طريق التصالح وبناء الثقة ومستقبل السلام ، فلا يستقيم أن يجرؤ أحد بالمزايدة على الآخر فيما هم ذاهبون لمعالجته .

• من أقوى الدوافع لرئاسة الفريق اول حميدتي للوفد المفاوض وبصفته المحورية كقائد لقوات الدعم السريع هو ما ساقه الكاتب الضليع ( محمد محمد خير ) قبل أيام بزاويته المقرءة ب ( الصيحة ) الغراء ـ في تناوله لاتفاق جوبا ـ وهو ما أراه يتوافق في حال الوصول لاتفاق مع الحلو : ( إن قوة الدعم السريع كانت محورا لاتفاق جوبا ، ولم تكن فيما مضى إلا حارسا لاتفاقيات الدولة وصدى لاتفاقيات لم تشارك في تفاصيلها على النحو الذي يرضيها ويجعلها في موقع الدفاع عن هذه الاتفاقيات ) .

• قوات الدعم السريع أحد أجنحة المكون العسكري ، تميزت في فترات النزاع بطرائقها الميدانية الفنية ، وتخصصت في أداء مهام خاصة نجحت فيها بإبهار كمكافحة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية التي تقلق مضاجع دول اوربا ، وفي هذا وجدت الثناء والاستحسان الأوربي وربما الدعم الفني ، وهذه القوة مع تطور الأحداث يحمد لها أنها ساهمت في أن لا ينزلق التغيير الذي تم في أبريل 2019م إلى برك دماء ومستنقع الاقتتال وإغراق البلاد في الفوضى ، وعلى إثر ذلك استحقت بجانب القوات المسلحة أن يتقاسما بأصالة السلطة مع مكون مدني ويتشاركا في إدارة شأن البلاد ،، بالتالي الأدوار والمهام هنا رسمت بطريقة مغايرة عن نوايا ورغبات من يريدون الآن لقائد الدعم السريع أن يتخلى عن هذا الاستحقاق الانتقالي وأن يعود مرابطا إلى ( وادي هور ) ويسلم أمره وأمر البلاد لأصحاب الأجندة الاستعمارية .

• ظهور ديڤيد بيزلي ـ مدير برنامج الغذاء العالمي في لقاء حمدوك / الحلو بأديس أبابا ألقى بظلال الشك على دعمه لإبعاد حميدتي من الملف هو ومن وراءه من مجموعة إسناد خطة الحلو من الأوربيين ،،، وهنا أيضا ظل التساؤل الجوهري حاضرا : إذا كان للأمم المتحدة امين عام وهيئات تتولي أمر الملفات السياسية الدولية فما الذي يجعل مدير برنامج الغذاء العالمي يتنفذ في هكذا ملفات ؟ غير الانطباع بأن لسان حاله يقول ( يا سودانيين ح أجوعكم إن لم تنفذوا ما اشترط) ـ ثم ( يسار قحت) الذي ما انقطع عن سيل إساءاته واتهاماته للدعم السريع ـ وما مقاطع الفيديو لموكب 30 يونيو الماضي ببعيده ـ هو كذلك من أكبر المتهمين بمحاولة إفشال مهمة الفريق اول حميدتي وتحديد إقامته السياسية راهنا ومستقبلا ..

• قضية رئاسة الفريق اول حميدتي لوفد التفاوض الحكومي ليست قضية عابرة ـ بل هي منعطف لمترتبات مغايرة لبعضها في حالتي القبول او الرفض ، وهذه المترتبات ليست متعلقة بواقع حميدتي شخصيا الحالي والمستقبلي فحسب ، بل تتجاوزها إلى مآلات الصراع الحامي الذي يدور حول مقود الفترة الانتقالية للبلاد وإلى اي وجهة( مستقبلية ) سيتجه .. والى الملتقى ..

مجدي عبدالعزيز

/ نشر بصحيفة السوداني /
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020م