اكاديميون و زراعيون يتوقعون إنعدام سلعة الموز بالبلاد
توقع أكاديميون وخبراء زراعيون إنعدام سلعة الموز بالسودان لفترة قد تطول بسبب فيضان النيل وغرق المحصول .
وأكد البروفيسور محمد الحاج الكاشف الباحث بقسم علوم البساتين بكلية العلوم الزراعية بجامعة الجزيرة في تصريح لسونا أن (أشجار الموز تموت غرقا) مبدياً تخوفه من فقدان أصنافٍ كان قد دفع بها المعهد القومي للصادرات البستانية للمزارعين مشدداً على ضرورة إستجلاب سلالات جيدة من الخارج والعمل على إكثارها.
وقال الكاشف أن زراعة الموز التي تتم في مساحات وصفها بالمحدودة والقليلة جداً على الشريط النيلي الضيق بالنيل الأزرق ونهر النيل وبعض المساحات الضئيلة بولاية كسلا لا تكاد تفي بإحتياجات السوق المحلي ما يستدعي ضرورة نقل الموز من هذا الشريط الضيق (السجن) حسب تعبيره إلى أراضي التروس العليا .
ولفت لأهمية أن تعمل الحاضنة العلمية التي يعتزم إنشاءها المعهد القومي لتنمية الصادرات البستانية بجامعة الجزيرة علي إجراء بحوث علمية حول زراعة الموز بأراضي التروس العليا ومن ثم الإنتقال لما أسماه الفضاءات الواسعة لزراعة الموز مع ضرورة إستصحاب تحسين الصفات الفيزيائية للتربة ومصدات الرياح .
وقال إن الموزيحتاج الى جو معتدل (جنّو وجن السموم) الذي يؤدي لحرق الأوراق ..
ودعا بروفيسور محمد أحمد علي من هيئة البحوث الزراعية لتدريب صغار المنتجين لتصحيح بعض الممارسات في مناطق الزراعة بجانب عقد ورش متحركة بمناطق المزارعين للتدريب على تقنيات الإنضاج والصادر وإنتاج الشتول عبر المزارعين لما فيه من تقليل للكلفة وتوفير للشتول طول العام والتبصير بنوعية المنتج المطلوب ..
ونوه د. هارون إسماعيل محمود الباحث بالمركز القومي للصادرات البستانية إلى أن نسبة 40% من إنتاج الحاضنة العلمية سيوجه لتغطية إستهلاك السوق المحلي .
وقال إن من بين أهدافها تشغيل 50 من الخريجين وإعدادهم كمدربين في هذا المجال بالإضافة لتغيير خارطة المحصول بإحلال أصناف مرغوبة عالمياً مكان الأصناف التقليدية المزروعة حالياً .
وتتضمن أهداف الحاضنة بحسب هارون إدخال أصناف عالمية في منظومة الإنتاج وإنتاج الشتول وصولاً إلى منتج ينافس في الأسواق العالمية والمحلية بالإضافة لتدريب المهتمين بإنتاج الموز إبتداءً بالصنف نفسه ومروراً بمعاملات ما بعد الحصاد وحتى مرحلة التعبئة .
وتوقع هارون أن تحقق الحاضنة في مداها الزمني الذي يتراوح بين 3 – 5 سنوات عائدا إجماليا يزيد عن 78 مليون جنيه وأن يتحقق للخريج الواحد عائد يقارب المائة ألف جنيه وهي تعادل نسبة 15% المخصصة له من الأرباح …
وأجمع عدد من الباحثين في محصول الموز على أهمية الحاضنة العلمية لصادر الموز الذي له أسواق عالمية معروفة وألمحوا إلى أن الحديث عن الصادر يجب أن يراعي حاجة المتلقي وتأمين كمياته المطلوبة على نحو مستمر ما يستدعي البعد عن الشريط النيلي الضيق والتوسع في مساحات الإنتاج واعتبروا أن معاملات ما بعد الحصاد تمثل الفيصل في مسألة الصادر بجانب الميزات النسبية من حيث تكلفة الإنتاج القليلة مقارنة بدول أخرى مُصدِّرة فضلاً عن ضآلة نسب إستخدام الكيمياويات والأسمدة في الموز بإعتباره لا يعاني من الآفات.
وأشار الباحثون لتصدر الموز لقائمة الفواكه على مستوى حجم التجارة العالمية وتمتع السودان بخبرات كبيرة في مجال إنتاج الموز للإستهلاك المحلي غير أنهم أشاروا إلى أن الأهمية الأساسية للحاضنات ليست هي الإنتاج وتوفير الدخل وإنما التوجه للتصنيع والصادر ما يفرض التركيز على نوعية العينات ومستوى الجودة المطلوب في الأسواق العالمية وإستهداف هذا الجانب بمزيد من البحوث والتدريب ..
وكشف مختصون عن محاولات لإقامة تروس لمنع تعرض محصول الموز للغرق مستقبلاً معبرين عن آمالهم في أن يسهم قيام سد النهضة في تنظيم عملية جريان المياه معيدين التأكيد بأن التوسع في زراعة الموز بالأراضي الطينية يستلزم إجراء البحوث العلمية على مستوى التربة ..
يذكر أن حاضنة إنتاج الموز للصادر بجامعة الجزيرة تستهدف إنتاج الموز في مساحة 100 فدان وبأسس تراعي المواصفات والإشتراطات الفنية للصادر ..
سونا