4 أمور تدل على فضل سورة الملك وجزاء من يداوم على قراءتها
أوصانا الله سبحانه وتعالى بتلاوة القرآن الكريم وتدبّر سُوره وآياته وأخذ العبر من القصصِ التي ذُكرت فيه؛ لنيل الأجر العظيم والحسنات الكثيرة.
كما أوصانا بحفظ المُستطاع من آياته و معرفة أسبابِ النزول، وقد خَصّ الله سبحانه وتعالى الكثير من سور القرآن بالفضل العظيم، وجعل تلاوتها طريقًا لِتيسير الأمور وقضاء الحاجات ومن هذه السور سورة الملك.
سبب نزول سورة الملك
نزلت في المشركين الذين كانوا يتهامسون للنَيل من الرّسول محمد – عليه الصلاة والسلام – ، وكانوا يقولون لبعضهم البعض: (أسروا قولكم، حتى لا يسمع قولكم إله محمد)، فأخبر جبريل – عليه السلام – النبي بقولهم هذا وسعيهم للنيل منه، فنزلت الآية من سورة الملك (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).
فضل سورة الملك
ورد في سورة الملك العديد من الفضائل التي تحدّث عنها النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- ورواها أصحابه، يُذكر منها ما يأتي:
كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ سورة الملك، ويداوم على قراءتها كلّ ليلةٍ، وذُكر أنّه يودّ لو أنّها في قلب كلّ مسلمٍ.
اتّبع أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خطاه في اهتمامهم بسورة الملك، فذات مرّةٍ سأل ابن عبّاس أحد جلسائه أن يحدّثه بحديثٍ يفرح له، فما كان قوله إلّا أن أوصاه بسورة الملك، يتعلّمها ويعلّمها صبيانه وأهله وجميع جيرانه.
وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها شفيعةٌ لأصحابها، فقال في فضلها: (إنَّ سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً، شَفَعَتْ لرجلٍ حتى غُفِرَ له، وهي: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
وأوضح ابن عبّاس أنّها المنجية من العذاب بإذن الله تعالى، والمجادلة عن صاحبها يوم القيامة، إذ تطلب من ربّها أن ينجّي صاحبها من النار، ومن عذاب القبر.
التعريف بسورة الملك
سورة الملك سورة مكية؛ أي نزلت قبل هجرة النبي – عليه الصلاة والسلام – من مكة إلى المدينة المنورة، وهي من السور المُفصّلة، وعدد آياتها ثلاثون آيةً، وفي ترتيبها بين سور القرآن الكريم فهي السورة السابعة والستون، وقد نزلت بعد سورة الطور.
وقد بدأها الله سبحانه وتعالى بأسلوب الثناء، بقوله تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ )، وهي السورة الأولى من الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وقد سُمّي هذا الجزء نسبةً لها باسم جزء تبارك، ويقع ترتيبها في الحزب رقم سبعةٍ وخمسين، وفي الربع الأول.
سبب التسمية
سُمّيت سورة الملك بهذا الاسم نظرًا لِذكرها لأحوال مُلك الله سبحانه وتعالى، وذكرَ الله تعالى فيها أحوال الكون والإنسان، وعَجائب خَلقه، وأنَّ كل ما في هذا الكون الواسع هو مُلكٌ لله سبحانه وتعالى، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسمونها السورة المنجية، والمانعة، والواقية، والمجادلة؛ وذلك لأنّها كما ذكر الرسول – عليه الصلاة والسلام – أنّها تُجادل عن من يقرأها عند سؤال الملكين في القبر، كما أنها تُنير القبر، وتَمنع عذابه.
محور مواضيع السورة
تتحدث السورة عن موضوعِ العقيدة، وما جاء فيها من مسائل كبرى تتعلق بإثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى، وقدرته على إحياء الخلق وإماتتهم، وقدرته عليهم، وجاءت بالكثيرِ من الأدلةِ والبراهينِ على أنَّ الله سبحانه وتعالى واحدٌ لا شريك له، كما تحدّثتْ السورة عن جزاءِ المكذبين الذين جحدوا بالبعث والنّشور.
الدروس المستفادة من سورة الملك
هناك العديد من الدروس المستفادة من سورة الملك، أبرزها:
التأكيد على ضرورة التفكّر في خلق الله تعالى، لما في ذلك من خيرٍ عائدٍ على الإيمان بالله تعالى، واليقين بقدرته.
استيقان أنّ الحكمة من خلق الله تعالى للخلق أن يختبرهم في الحياة الدنيا، ليتبين أهل الخير من المفسدين.
تميّز خلق الله سبحانه بالإحكام، والإتقان البديع، ممّا يثير دهشة المتأمّل المتفكّر.
ضرورة سعي المؤمن وبحثه عن رزق الله في الأرض، مع يقينه أنّ الله سبحانه هو الرزّاق.
الماء أساس الحياة، فعلى المؤمن أن يحافظ عليه، فلا يسرف في استعماله.
اسماء سورة الملك
تعدّد أسماء سورة الملك؛ فمنها ما ورد عن النبيّ عليه السلام، ومنها ما ذكره أصحابه رضوان الله عليهم، ومن الأسماءٍ التي وقف عليها أهل العلم، ووردت في كتب التفاسير:
سورة الملك، وهو الاسم الأشهر لها.
سورة تبارك الذي بيده الملك.
المانعة.
المُنجية.
الواقية.
المنّاعة.
صحيفة المرصد