جمعة كندة:عملية السلام مسالة وقت،سيتخطي المتفاوضون مع الحلو شرط الانفصال
وضعت الحكومة الانتقالية قضية السلام في أعلى هرم اولوياتها، ولتحقيق ذلك انخرطت في مفاوضات مع الجبهة الثورية التي قاربت الوصول لنهاياتها، ولكن من الحين والآخر تظهر أسئلة متعلقة بدور رئيس الوزراء للسلام، مؤخرا عين رئيس مجلس الوزراء الانتقالي الدكتور عبدالله حمدوك البروفيسور جمعة كندة كدودة مستشارا له للسلام، التقت (سونا) بالبروفيسور جمعة كندة كدودة، واجرت معه حوارا مطولا حول العديد من القضايا المرتبطة بالسلام.
وكالة السودان للانباء ( سونا)- أنتم هنا لقرابة ال١٠ ايام تقريبا سعادة البروفسور جمعة كندة كدودة، هل لكم ان تحدثونا عن طبيعة المهمة التي تحملونها بصفتكم مستشار رئيس الوزراء للسلام؟؟
بروفسور جمعة كندة كدودة: في البدء نشكر وكالة السودان للأنباء على الاستضافة وعبركم نحيي المتابعين في كل السودان وخارجه من المتابعين لعملية السلام بشغف، باعتبار ان مسألة صناعة السلام وتطبيقه أصبحت القضية الأساسية الشاغلة لحكومة الفترة الانتقالية، وحركات الكفاح المسلح والشعب السوداني كله.
نحن الآن في جوبا موفدين من قبل رئيس الوزراء بعد التكليف الاخير بمكتب رئيس رئيس الوزراء للسلام، نتابع أجواء المفاوضات التي تجري في المسارات المختلفة، زيارتي هذه في الأساس لتعريف مستشارية رئيس الوزراء للسلام بشركاء التفاوض سواء كان الأخوة في حركات الكفاح المسلح – الجبهة الثورية – بتنظيماتها المختلفة او الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبدالعزيز الحلو، وكذلك الوسطاء، ورغم اننا لم نشارك بشكل فاعل ولكنا استطعنا معايشة أجواء المفاوضات بشكل أوضح.
وايضا أثناء وجودنا هنا نتابع عن قرب مجريات التفاوض، وعلى اتصال دائم بالسيد رئيس الوزراء الذي يتابع بشكل أفضل من اي وقت مضى باعتبار ان واحدة من مهام مستشار رئيس الوزراء هي جعله قريب جدا لملف السلام وبشكل يومي (ساعة – بساعة) حتى يستطيع متابعة وتقديم مساهماته في اي وقت واي مرحلة من مراحل التفاوض وايضا نحن هنا لجعل رئيس الوزراء أكثر حضورا في عملية التفاوض، لأن الحديث أصبح كثيرا في الفترة الأخيرة حول دور رئيس الوزراء في السلام وهذا يضيف المجهودات التي تجرى اصلا.
سونا :- سعادة االمستشار كما تعلم أن وفد الحكومة والجبهة الثورية اصبحاقاب قوسين او ادنى للوصول إلى سلام، كيف تنظرون الى سير عملية التفاوض، وهل من الممكن أن نتوقع التوقيع بالأحرف الأولى هذا الشهر.
بروفسور جمعة كندة كدودة : صحيح الوساطة حددت جدولا واضحاً للتوقيع على اتفاقية السلام مع الجبهة الثورية السودانية بمساراتها المختلفة يوم ٢٨، ما زال النقاش جاري في بعض الملفات، ما أستطيع أن أؤكد عليه أن توقيع اتفاقية السلام مع الجبهة الثورية الجبهة الثورية اذا لم يتم في الزمن المضروب فلن يتأخر اكثر من يومين ثلاث او اسبوع بالكثير. استطيع ان اقول بأن عملية التوقيع مع الجبهة الثورية أصبحت واقعا وهي مسالة وقت فقط.
سونا:- سعادة مستشار رئيس الوزراء للسلام، معروف الان بأن السودان يعاني في مختلف اقاليمه من مشاكل قبلية في مختلف الأقاليم والمدن سواء كانت في الشرق او الغرب او المناطق الاخرى، كيف تنظرون لهذه المشاكل، وهل من استراتيجية واضحة للتعامل معها؟
بروفسور جمعة كندة كدودة :-علينا أن نعرف بأن الوضع الحالي في السودان يوصف بأنه حالة اللاحرب واللاسلام، وهي من الحالات التي يجب أن لا تطول، حينما يكون المجتمع في حالة اللاحرب واللاسلام التي غالبا ما تحدث في فترات المفاوضات للوصول إلى سلام، ولكن حينما تطول عملية التفاوض تحدث آثارا سلبية منها ظهور ديناميكيات او حقائق جديدة على أرض الواقع، مشكلات لديها علاقة بالانتظار.
توجد مجموعات كبيرة حاملة للسلاح سواء كان داخل حركات النضال المسلح او قوات الشعب المسلح، أو الذين يحملون السلاح خارج القانون، فترة اللاحرب واللاسلام ان طالت يمكن أن تحدث انفلاتات كما نشاهدها اليوم، لست ميالا لوصف ما يحدث في الشرق والغرب في الفترة الأخيرة بالنزاعات القبلية، بل هي تجليات بسبب الفراغ السياسي والأمني نتيجة للانتظار.
إنتظار حالة اللاحرب واللاسلام ينتج عنه واقع جديد يجعل الكثيرين يتحركون، الامر الاخر فإن القوة المناهضة لعملية السلام والاستقرار في السودان لا تنام، وبالتالي كلما طال عدم السلام وعدم الحرب تتحرك هذه القوة لاستغلال الوضع القائم الذي فيه نوع من السيولة الأمنية وضنك للعيش والفقر والعطالة وسط الشباب بالريف، هذه القوة التي نسميها إجمالا بالدولة العميقة بقدراتها الاقتصادية الهائلة، تستطيع أن تحرك جزءا من هذه الامكانيات في مثل هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية الضاغطة. في رأيي الاستراتيجية هي الإسراع في تحقيق عملية السلام ومخاطبة جذور مشكلات السودان الاقتصادية والاجتماعية، هذه كافية لجعل الشباب ينخرطون في المشاركة الإيجابية بدلا عن جعلهم معاول تستخدم من قبل أطراف أخرى في عملية هدم السلام الاجتماعي. بعد تعيين الولاة المدنيين المأمول ان يتم حصر هذه الظواهر باعتبار ان الولاة المدنيين لهم قبول اجتماعي ليساهموا في حل هذه الاشكالات من خلال استراتيجية التصالحات الفعلية والحقيقية وإعطاء احساس للمجتمعات المحلية بانهم شركاء في السلطة المدنية مثل ما كان يحدث منذ بداية الثورة.
سونا :- سعادة المستشار، أنتم تمثلون حكومة ثورة من صنيعة الشباب، كيف تنظرون لمستقبل البلاد من خلال شباب الثورة؟
بروفسور جمعة كندة كدودة: – هذه الثورة من صنيعة الشباب بالكامل ومستقبل السودان في يد الشباب، دعونا نكون واقعيين، الحراك الشبابي الذي حدث ايام الثورة والشهداء من الشباب والشابات الذين قدمناهم لم يتم ترجمة هذه التضحيات الكبيرة في تمثيلهم بالمؤسسات الحكومية حتى الآن، هذا واقع رغم اعتراف هذه الثورة من صنيعة الشباب بالكامل ومستقبل السودان في يد الشباب، دعونا نكون واقعيين، الحراك الشبابي الذي حدث ايام الثورة والشهداء من الشباب والشابات الذين قدمناهم لم يتم ترجمة هذه التضحيات الكبيرة في تمثيلهم بالمؤسسات الحكومية حتى الآن، هذا واقع رغم اعتراف الكل بدور الشباب. منذ بداية التفاوض كان واضح ان الكبار هم من تقدموا الخطوات، فبالتالي أصبح تمثيل الشباب ضعيف إلى حد ما، هذا بدوره أدى لنوع من التباعد بين الكتلة الشبابية الهائلة التي تحمي الثورة وما بين الجهاز التنفيذي بشقيه، ابتداء من مجلسي السيادة والوزراء وجود الشباب فيه أقل بكثير مقارنة بما قاموا من دور.
اعتقد بأن البرلمان المرتقب يجب أن يعالج هذه المسألة بشكل اكبر، تشكيل الولاة ظهرت فيه أسماء شبابية بشكل قوي لقيادة عملية التحول السياسي والاجتماعي في السودانالكل بدور الشباب. منذ بداية التفاوض كان واضح ان الكبار هم من تقدموا الخطوات، فبالتالي أصبح تمثيل الشباب ضعيف إلى حد ما، هذا بدوره أدى لنوع من التباعد بين الكتلة الشبابية الهائلة التي تحمي الثورة وما بين الجهاز التنفيذي بشقيه، ابتداء من مجلسي السيادة والوزراء وجود الشباب فيه أقل بكثير مقارنة بما قاموا من دور.
اعتقد بأن البرلمان المرتقب يجب أن يعالج هذه المسألة بشكل اكبر، تشكيل الولاة ظهرت فيه أسماء شبابية بشكل قوي لقيادة عملية التحول السياسي والاجتماعي في السودان.
سونا :- أنتم هنا في جوبا للوصول إلى سلام شامل، كان من المقرر ان يستمر المفاوضات مع الجبهة الثورية في ذات الوقت الذي يستمر فيه المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قيادة عبدالعزيز الحلو التي انسحبت من الجلسة السابقة بسبب رئاسة دقلو لوفد الحكومة المفاوض، كيف استقبلت هذا الامر، وكيف تتعاملون معه؟
بروفسور جمعة كندة كدودة :- هذه المسألة مهمة جدا، الحديث عن سلام شامل ومستدام، يعني اننا نتحدث عن مفهومين للشمول، شامل يعني ان يكون كل الشركاء والفاعلين جزء من عملية السلام، اما المفهوم الثاني للشمول يعني ان يخاطب عملية السلام كل القضايا وجذور المشكلات التي استعصت في المرات السابقة، السلام الشامل يظل ناقص إلى أن ينضم كل الفاعلين المعنيين بعملية الحرب والسلام، هناك قوى فاعلة مثل حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد بدارفور، وهناك الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو.
نظرتنا ان السلام الشامل يكون قد تحقق حينما يتم توقيع اتفاقية مع كل أطراف النزاع المسلح في كل السودان بغض النظر عن الأوزان او الاحجام والتأثير، لأن الحديث عن كبر وصغر الحركات هي مسالة مهمة ولكن يجب أن نعلم بأن التغيرات الإقليمية متحولة لذلك يمكن أن يجعل كبير اليوم صغير غدا والعكس، العوامل المحيطة بنا لسنا مسؤولون عنها بالتالي مفهوم السلام الشامل يعني ان نتفاوض مع الكل بنفس المسؤولية وبنفس الالتزام حتى يكون السلام شاملا.
القيادات على أعلى مستوى بقيادة رئيس المجلس السيادي ورئيس الوزراء لا يتحدثون عن سلام شامل ومستدام ما لم يتم توقيع اتفاقية السلام مع عبدالعزيز الحلو لدوره السياسي والعسكري في واقع الخارطة السياسية في السودان.
فيما يتعلق بانسحاب الحركة الشعبية فانها مرتبطة بالمكاتبات التي تمت بينها وبين الوسطاء ولم تكن حكومة السودان طرفا فيه وفي الجلسة كان الحوار بين الوسطاء ووفد الحركة الشعبية التي كانت تطالب بمعرفة موقف حكومة السودان فيما يتعلق بالطلب الذي قدم لحكومة السودان عبر جنوب السودان، ولكن لتقديرات خاصة بالوسطاء وحكمتهم قرروا التعامل مع هذا الطلب دون ايصاله لحكومة السودان وبالتالي لم يكن لوفد الحكومة اي سبب للحديث عن سبب الانسحاب او الحديث عن خطاب وجه له ولم يصله حتى الآن حسب علمي، فبالتالي ليس هناك تعليق من جانب وفد الحكومة فيما يتعلق بموقف الحركة عن قيادة وفد الحكومة بواسطة نائب رئيس مجلس السيادة للوفد.
ليس هنالك تعليق رسمي باعتبار ان وفد الحكومة لم يصله الخطاب حتى يتم التعليق عليه، وبالتالي تعليق الحكومة فيما يتعلق بطلب الحركة الشعبية لا يمكن الحديث حوله قبل أن يكون هذا الطلب موجود في منضدة الحكومة.
في نهاية الامر نريد أن نقول لو كان هناك موقف او انسحاب للحركة الشعبية بمبررات او بدون مبررات، الكل متفق بأنه ليس هناك خيارات كثيرة ويجب أن يكون التفاوض هو المبدا، منذ انسحاب الوفد هناك تحركات على المستوى الأعلى، على مستوى رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت الذي يتابع هذا الملف بشكل يومي، اعتقد ان الامر سيتم معالجته على مستوى القيادة العليا بين الحركة الشعبية قيادة الحلو وحكومة السودان والوسطاء للعودة إلى المفاوضات لتحقيق السلام بشكل كامل.
سونا – طرحت الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو مبدأين أساسيين في جولة التفاوض السابقة، وهي حق تقرير المصير او علمانية الدولة، تعليقك على الامر.?
بروفسور جمعة كندة كدودة :يجب أن نعترف بأن قضايا السودان منذ الاستقلال ظلت عصية على الحلول وحتى الآن نتحدث عن أركان الدولة الاساسية، وما زلنا نتحدث عن دستور دائم للدولة والهوية، نتحدث عن قضايا حسمت في كثير من الدول، مثل قضية المواطنة، حرية الاعتقاد، فصل الدين عن الدولة، هذه القضايا فصلت في كثير من الدول بما فيها الدول الإسلامية الحديثة مثل تركيا، وماليزيا واندونيسيا، ما أستطيع قوله انه في اي عملية تفاوض يكون هناك مواقف نسميها مبدأية وأخرى استراتيجية تكتيكي.m
قضية علمانية الدولة السودانية ليست قضية تكتيكي، بل قضية تصب في مخاطبة جذور الأزمة السودانية والحركة الشعبية استطاعت ان تقدم طرحا فيه نوع من الجرأة بشكل قوي جدا، في مسالة علاقة الدين بالدولة المكون الحكومي والحرية والتغيير حتى الآن ليس لديهم موقف موحد فيما يتعلق بهذا الطرح.
الجزء الأهم ان الحركة الشعبية بشكل واضح جدا طرحه شرطي، بمعنى الموافقة على علمانية الدولة من قبل الحكومة يستوجب التنازل عن حق تقرير المصير، اتابع مناقشة هذه الورقة واخر موقف قدمته الوساطة ووافقت عليه الحكومة والحركة بتعديل طفيف، اعتقد بأن الحكومة والحركة في هذه الجزئية ليسوا بنفس تلك المسافة البعيدة قبل التفاوض، اعتقد بأن الطرفين أقرب بكثير من اي وقت مضى في هذا الملف.
انا متفائل جدا اذا بدأت هذه الجولات سيتم حسم هذه الجزئية لصالح سحب عملية المطالبة بتقرير المصير والمضي قدما في هيكلة الدولة السودانية بالطريقة التي تجعل الدولة على مسافة واحدة من كل السودانيين بغض النظر عن الجغرافيا او الدين او العرق، هذا جوهر النقاش الذي يتم وموقف الحركة الشعبية.
أشعر بأن هناك موقف موضوعي من الحركة الشعبية من خلال تجارب الحرب والسلام، المعروف ان الحرب بالمنطقتين تم فيها استخدام الدين استخدام سياسي كبير وأدى إلى وجود ضحايا واضطهاد على اساس ديني في النظام السابق، هذا جعل الحركة الشعبية تتشدد كثيرا في إزالة مثل هذه الممارسات وهذا لن يتم حسمها الا بمواقف دستورية واضحة لا تجعل الدين عاملا سياسيا لممارسة الحكم في السودان، هذه نقطة جديرة بالاهتمام والتعامل معه خاصة مع الساسة سواء كان داخل منظومة الحكومة او الحرية والتغيير.
اصرار الكل على عملية السلام رغم تشدد الحركة الشعبية التي لديها اسباب مقبولة الي حد ما، ولكن في نهاية الامر الكل مسؤول مسؤولية مباشرة في المضي قدما لحسم عملية السلام والاستقرار في السودان والتفرغ لعملية بناء الوطن في سوداننا العزيز.
سونا – ذكرتم موقف الحكومة والحركة حدث فيه تغيير طفيف بعد تدخل الوساطة، هل لك ان تحدثنا عن طبيعة التغير الذي حدث في هذا الموضوع؟
بروفسور جمعة كندة كدودة:- لا استطيع ان اصرح به الان لان المسألة ما زالت في اضابير التفاوض، لكن ما أستطيع أن اقوله بأن الشقة ما بين موقف الحكومة وموقف الحركة الشعبية أصبحت ضعيفة جدا بكل صراحة (لتقريب الصورة، الوساطة قدمت مقترحا مكتوبا، الحكومة قبلت المقترح، الحركة الشعبية عدلت المقترح بكلمة واحدة، لك ان تتخيل)، لا اريد ان اكون متفائلا اكثر من اللازم ولكن بمزيد من الجدية ومزيد من التفاوض سيتم حسم هذه الجزئية والذي سيفتح الباب واسعا لتوقيع اتفاق سلام مع الحركة الشعبية.
سونا- هل من الممكن أن نشاهد رئيس الوزرائ في جوبا لحضور حفل التوقيع بالأحرف الأولى؟
بروفسور جمعة كندة كدودة: واحدة من التكاليف التي كلفت بها هنا قراءة الواقع ومعرفة ما اذا تواصلت الأمور بشكل ايجابي وأصبح عملية التوقيع واقع وتحدد التاريخ بشكل مريح يسمح بمشاركة ضيوف من الدول الصديقة والشقيقة، مؤكد في هذه الحالة وجود رئيس الوزراء للمشاركة في هذه التظاهرة.
بالإضافة لحضوره هناك فرصة لإجراء لقاءات جانبية بما فيها فرصة لقائه برئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال القائد عبدالعزيز الحلو، لتأكيد جدية الحكومة لعملية السلام ولتشجيع الأطراف لاحداث اختراق.
اعتقد ان الموعد المضروب عمليا يمكن أن يتم فيه توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى، ولكن لا أستطيع أن أؤكد ان يتم ذلك بحضور دولي واقليمي، لأن عملية الدعوة والاستجابة لها تأخذ وقتا، عمليا يمكن التوقيع في الموعد المضروب دون أن يكون هناك تظاهرة بالحجم الذي يجعل مشاركة رئيس الوزراء ممكنا ولكن يظل المفاجآت موجودة.
سونا : – كلمة اخيرة او رسالة تود إرسالها للشعب السوداني
بروفسور جمعة كندة كدودة: هناك رسالتان او ثلاثة : الرسالة الأولى : يجب أن نعرف ان عملية السلام كان يدور في عملية ان الكل شريك في التغيير بأسهم متفاوتة، فكانت الفلسفة هو الحديث عن مشاورات بين الشركاء، ولكن السياسة لديه منطقه دائما والذي أدى للانتهاء بالمفاوضات، والمفاوضات أدى لخلق مسارات، ما أود قوله هو أن التحديات التي واجهت عملية صناعة السلام بعد توقيع الاتفاق ستظهر تحديات أخرى تتعلق بالتطبيق، وهو عبارة عن مجموعة من اتفاقات ربما يكون فيه مسارات او ربما يكون فيه تنافس وهذا يخلق تحديات جديدة في مرحلة تطبيق الاتفاق، لذلك بقدر ما يفرح الشعب السوداني بالسلام يجب عليه الإستعداد لخوض معركة استدامة السلام، وهذه ليست مسؤولية المفاوضين او الحكومة بل هي مسؤولية الشعب السوداني.
الرسالة الثانية: اذا لم يكن هناك سلام اجتماعي لن ينجح السلام السياسي، مثلا سألتني من قبل عن طبيعة المشاكل القبلية، عملية التوقيع على الاتفاق ليس سلام بل هي وثيقة سلام ولكن السلام الحقيقي معقد جدا، وهو السلام الاجتماعي بين الناس مثل المصالحات، العفو المشترك، كل ذلك جزء أساسي من عملية السلام.
الرسالة الأخيرة: اذا لم يكن الشعب السوداني مستعد لعملية تطبيق الاتفاق فلن يكون هناك فرصة لاستمرار الاتفاق لذلك يجب أن يتهيأ لها الشعب السوداني لامتلاك الاتفاق، وجعل الدولة تطبقه على شكل مشروعات تنمية او خدمات او أمن او استحقاقات وتعويضات لمن عانى في فترات الحرب لبناء وحدة على اساس طوعي.
سونا