لماذا يدعمون؟
حينما بعث رئيس الوزراء عبد لله حمدوك إلى الأمم المتحدة خطاباً يطلب فيه إرسال بعثة سياسية شاملة إلى السودان، عارضه المكون العسكري رافضاً المبدأ، فاضطر حمدوك للتراجع عن 10 مهام كانت مقررة على البعثة..
وبعدما عاد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، من كمبالا حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنايهو، أعلنت قوى الحرية والتغيير وكذلك رئيس الوزراء، رفضهم اللقاء لأن العلاقات الخارجية من مهام الجهاز التنفيذي، فاضطر برهان لعدم المواصلة..
إنها نماذج قليلة جداً، تعكس صعوبة ثبات أرفع مسؤولي الدولة على قرار تم اتخاذه.
صحيح أنه تَدخُل يعكس جانبا مشرقا، لكن هناك كثير من السوالب المحيطة به.
وعلى ذات النسق، يبدو أن المجتمع الدولي قلق مما يتم الاتفاق حوله خلال مؤتمرات المانحين، ومن صعوبة التأكد من صرف أمواله المقدمة للسودان..
الأمر لا يخضع للتشكيك في الحكومة المدنية، إنما لأن الأولويات المعلنة في المؤتمر، ستتغير بعد انتهائه، وما كان ملحاً في حينه بات أقل أهمية بعد فترة.
وزيرة المالية هبة محمد علي، شكرت المملكة والدول الصديقة للسودان على الدعم الذي قدموه، قائلة في معرض ثنائها، إن الدول أرسلت نحو 70 طناَ من المساعدات الطبية إلى السودان مع أزمة كورونا..!
كيف يمكن أن يصدق المجتمع الدولي أن ما قدمه من دعم وأطنان وصل إلى الجهات المستحقة وهو يرى مدراء المستشفيات يشتكون، ومدراء الإدارات يُقالون ويُتهمون في أمانتهم..؟ كيف تطمئن قلوبهم وهم يشاهدون إضراب الكوادر الطبية – على قلة عددها- بسبب عدم صرف مستحقاتها وحديثها عن قلة مستلزمات الوقاية وأدوات الحماية..!
إن كان شركاء السودان قدموا دعماً وصل إلى مليار و800 مليون دولار خلال مؤتمر برلين، يتوقع استلام 90% منه خلال العام الحالي، فهم لا يشعرون أن أموالهم تسير نحو أشياء يمكن رؤيتها بالعين المجردة..؟
40% من هذا المبلغ، يذهب نحو الأسر الفقيرة، فهل هناك قائمة محدثة عن هذه الأسر الفقيرة لدى وزارة الرعاية الاجتماعية..؟ أين تسكن؟ وكم المبلغ المقدم لها..؟ وكيف يتأكد المجتمع الدولي من أنها تذهبت لمستحقيها..؟
يجب أن تؤمن الحكومة أنه لم يعد هناك مبررات مقنعة لاستمرار دعم مالي من شركاء السودان لها.
أقصى ما يمكن طلبه أن تتولى أي دولة صديق “مشكورة”، بتنفيذ مشروع في ولاية من ولايات السودان “بنفسها” من (طرق، مدارس، مستشفيات، جامعات، إلخ) في زمن محدد.
هذه هي الأشياء التي سيشعر بها الشعب السوداني وكذلك المانحون، أوجه صرف الأموال.
لينا يعقوب
السوداني
عفوا …مهمة الصحفيين هي كشف المستور ونقد الحكومة في الأخطاء ولكي تصلح ذاتها. . وليس معارضة ونقدها من أجل النقد.
الصحافة هي السلطة الرابعة يجب ان تمارس دورها في اصلاح الاعوجاج اتركوها تعمل من فضلكم.