منوعات

بحلول عام 2100: تغير المناخ يؤدي إلى وفيات سنوية أكثر من الأوبئة

في العقود الأخيرة، مات عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم نتيجة للحرارة الشديدة، ومع ذلك سيكون من السهل تفويت ظاهرة الحرارة القاتلة. قد لا يكون هذا صحيحًا لفترة أطول. ويشير تحليل جديد نشره المكتب القومي للبحوث الاقتصادية الأمريكي هذا الأسبوع إلى أنه إذا تُرك تغير المناخ دون رادع، فقد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى الحد الذي سيؤدي إلى 85 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص على مستوى العالم سنويًا بحلول نهاية القرن. هذا أكثر مما تقتله حاليًا جميع الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم. ويقول سولومون هسيانج، أستاذ السياسة العامة في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وأحد مؤلفي البحث الجديد: «إننا نقوم بالكثير من الأشياء حول العالم التي تعمل على تحسين الرعاية الصحية بسرعة». «سيكون تغير المناخ خطوة عملاقة إلى الوراء في هذا التقدم.»

الورقة هي رسميًا «ورقة عمل» ولم تخضع لمراجعة الأقران، لكنها تحدد حقيقة فهمها الباحثون الذين يدرسون تغير المناخ منذ فترة طويلة. يكافح البشر بالفعل من أجل البقاء في درجات الحرارة القصوى، ويزداد هذا التحدي سوءًا مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية. حتى اليوم، كثير من الناس- وخاصة كبار السن- معرضون للخطر. على سبيل المثال، تسببت موجة الحر عام 2015 في الهند وباكستان في مقتل أكثر من 3000 شخص.

تتعامل بعض الأماكن مع هذه التحديات بشكل أفضل من غيرها. بالفعل، لم يتم توزيع القابلية للتأثر بالحرارة الشديدة بشكل متساوٍ، حيث تكون المجتمعات الفقيرة والبلدان الفقيرة أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالحرارة من نظرائهم الأكثر ثراءً. وتُظهر الدراسة الجديدة كيف يستمر عدم المساواة هذا مع مرور الوقت: يمكن أن تصل بعض الأماكن الأسوأ اليوم إلى معدل وفيات يصل إلى 160 لكل 100000 شخص. ومن ناحية أخرى، من المرجح أن تشهد البلدان القادرة على التكيف واحتلال المناخات الباردة حاليًا- وفقًا للدراسة في شمال أوروبا- معدلات وفيات سنوية أقل بفضل درجات الحرارة الأكثر دفئًا. وتظل البلدان الغنية الأخرى تواجه ارتفاعًا في معدل الوفيات، لكن مواردها الاقتصادية تساعد في التخفيف من هذا التأثير. يقول هسيانج: «سينتج الكثير من الآلام التي يعاني منها الأثرياء من خلال جيبهم». «في الأماكن الأكثر فقراً والأكثر سخونة، سيموت الناس».

ويشير البحث الجديد إلى أن ارتفاع درجة الحرارة سيصبح ضغطًا متزايدًا على نظام الرعاية الصحية، مما يجبر الأطباء على مواجهة زيادة في الأمراض المرتبطة بالحرارة خلال العقود المقبلة.

المصري اليوم