عبرنا ولم نجدكم !
يعيش القحاتة عالما موازياً مليئاً بأحلام العبور وأوهام الانطلاق، بينما يعيش المواطنون واقعاً مأساوياً بكل معنى الكلمة لا ينبئ إلا بالعبور إلى البؤس الكامل، والانطلاق إلى الخراب الشامل، ولذلك لم يجد القحاتة المواطنين في عالمهم الموازي الوهمي الذي عبروا إليه وبدأوا الانطلاق، ولهذا يهربون من الانتخابات ويتفننون في حيل مد الفترة الانتقالية، وبسبب ذلك أصبحوا يكثرون من إنتاج الأعلاف عساها تخرج المواطنين من حالة الجوع المعنوي وفقدان الأمل .
بسبب ذلك افتقد القحاتة مشاركة المواطنين في حملة شكراً حمدوك، فالعبور الذي أصبح لازمة على لسانه لا يجد من يصدقه، ولا حتى من يصدق أننا (نكاد) نصل إليه كما زعم، فالوصول إليه يحتاج إلى خطوات ملموسة كل واحدة منها تستحق الشكر، واختفاء حملة الشكر يعني عدم وجود هذه الخطوات، بل يعني أن هناك خطوات في الإتجاه المعاكس الأمر الذي أدى إلى بوار الأعلاف .
بالمقابل لم يجد المواطنون الذين عبروا إلى الفقر المدقع القحاتة معهم في معاناتهم، فقد عبر القحاتة إلى عالم آخر حيث المناصب والوظائف المحكورة على خاصة القحاتة من الشيوعيين والبعثيين والجمهوريين، وعاشوا في أبراجهم العاجية بنظرون إلى الواقع بنظارة نعيمهم الخاص الذي لا يشاركهم المواطنون فيه بمشاريع بنية أساسية ولا تنمية ولا خدمات ولا قدرة على تشغيل الموروث منها بكفاءة، وأصبحت معاركهم فيما بينهم على المحاصصات والغنائم، وأكتملت بذلك المفاصلة بينهم وبين المواطنين فقد عبر كلٌ إلى كوكبه، ولم يبقَ إلا صلة العالف بالمعلوف التي يحاول القحاتة استدامتها رغم رفض المواطنين.
والمواطنون لا يرون من كوكب (العُبور) هذا إلا أوهامه وأكاذيبه التي تحاول تحويل أي واحد منهم إلى (عَبور) جائعة (تلهط) كل ما يُلقى إليها من أعلاف (العُبُور) ، ولا يلمسون من (الانطلاق) إلا مؤنثه الذي يجتهد القحاتة في تطبيقه ليكون واقعاً، أعني (الإنطلاقة) بكل محمولاتها السلبية، ما يخص النساء، وما يخص الرجال المتأنثين أو المسترجلين (على طريقتهم)، وما يخص الدولة المطلوقة نفسها .
حاشية :
(العَبُورُ : ما كانت فوق الفطيم من إِناث الغنم) وهي هدف مناسب لكل أصحاب الأعلاف الرديئة لقلة خبرتها بأنواع الأعلاف. لكن الشعب واعي وليس عَبوراً تُعلَف إللهم إلا القلة البليدة أو المغرضة المتبالدة.
إبراهيم عثمان
العبور فقط في خيال القحاتة
هل من معتبر..؟
لا عبور بل فشل بس