رأي ومقالات

لينا يعقوب: مستشارو الرئيس..!

كانت إجابة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حول ما يُثار عن مستشاريه مريحة ومحترمة ومنطقية.
لماذا يظن البعض أن المستشار لا يُستشار، أو لا يُكلف بملفات ومهام..؟

في عهد الرئيس المعزول عمر البشير وقبل اﻻنفصال، أعددت مادة في صحيفة “الأخبار”، مستشارو الرئيس ماذا يفعلون..؟
كانت مكاتبهم موزعة على عدد من الوزارات، أغلبها في ديوان الحكم الاتحادي..
وصلت الترضيات السياسية قمتها، وكانت المناصب كثيرة، وزير اتحادي ووزيري دولة..!

رصدنا حينها أن كثيرامنهم لا يحضرون إلى المكاتب إلا في الشهر مرة، فهم لا يُستشارون في شيء ولا يُكلفون بمهمة.
قلة منهم يأتون باكراً لشرب الشاي والقهوة وقراءة الصحف المجانية وتناول الإفطار، وآخرون تمتلأ مكاتبهم بالأهل والأقارب والأصحاب للونسة، أما ثلاثة منهم، فكانوا يرسلون السائق لإحضار مستلزمات ومصاريف من المكتب..
اليوم رئيس الوزراء، له أربعة مستشارين فقط، وإن كان العدد مناسباً لوضع السودان، لكن إن قارناهم بدولٍ قريبة وبعيدة، عليه مضاعفة عددهم..!

المستشار إن أخلص في عمله، يأتي بمعلومات دقيقة وصحيحة، وأبعاد وزوايا مختلفة للموضوع، وقياس “ذكي” للرأي العام حول مواضيع بعينها.
وفي الدول المتقدمة تكون مسؤوليته مُكملة لمهام الوزير وليست متقاطعة تهدف لإفشاله وإبعاده.

من الصعب أن يكون المستشار أيا كان مسيطراً على أفكار الرئيس ومقترحاته وقراراته، و قد شعر كثيرون أن حمدوك كان متنازعاً بين الحاضنة السياسية وخلافاتها ومحاصصاتها..

لا توجد مشكلة بأن يكون لحمدوك مستشارون وأصدقاء وزملاء يقدمون المشورة والمعلومات في أي وقت، المشكلة بأن يكون هناك وزراء ووزراء دولة ومستشارون ومساعدون للمستشارين وحاضنة سياسية كبيرة ومجلس سيادي وأجهزة مختلفة، ولا يظهر أثر ذلك على أرض الواقع، فلا ينعكس على أداء الحكومة أو على حال المواطن..!

لينا يعقوب
السوداني