عملتوها شينه
كان كل شيء في ذلك الحي الشعبى الذى يطل على النيل يسير بصورة عادية وطبيعية.. يخرج الأطفال والصبية صباحاً للمدارس ويخرج الكبار من بعدهم الى أماكن عملهم يلتمسون الرزق الذى أضحى من الصعوبة بمكان .. بعد الظهر يعود الجميع يتناولون طعام الغداء الذى لا يتجاوز (الملاح) و(السلطة) .. يأخذون قسطاً من الراحة والإستجمام ثم في العصرية يتجه الشباب الى (ميدان الحي) يرتدون الملابس الرياضية زاهية الالوان ليلعبوا الكرة بينما يجلس جمهور غفير من سكان الحي يتفرجون كان كل شيء في ذلك الحي يسير بصورة طبيعية الى ان عاد الصغار من مدارسهم.. والكبار من أماكن عملهم فى ذلك اليوم ليجدوا أن هنالك كميات مهولة من مواد البناء من خرسانة وسيخ وطوب ورمل قد تم انزلها في وسط الميدان تماماً.
– تكون الحكومة عاوزة تعمل لينا (مساطب ) للميدان؟
– مساطب شنو يا زول؟ معقول (السيخ التخين) ده يكون بتاع مساطب؟؟
– طيب تفتكر عاوزين يعملو لينا شنو (أحسن) من الميدان؟ الميدان ده قاعدين نعمل فيهو (مناسباتنا) والأولاد قاعدين يلعبوا فيهو الكورة وهو (المتنفس الوحيد) فى الحى يعنى ح يعملوا لينا شنو أحسن منو؟؟؟
-(فى تهكم) : يعنى تفتكر ح يعملوا ليك فيهو (عيادات) مجانية؟؟
– لا يعنى بتفتكر (الجماعة) ديل ح يعملوا لينا فيهو شنو؟
– دى عايزة ليها (درس عصر) ما ح يكون أدوهو لواحد منهم يعملو (فيلا) أو (مدرسة خاصة) او (مستوصف إستثمارى) أو حاجه بالشكل ده
– ونحنا مصلحتنا شنو؟
-(فى تهكم) : مصلحتنا ؟؟ هو هسع شايف ليك زول من (الناس) ديل بعاين لى مصلحتنا ؟؟؟
تفأجا جميع سكان الحي بعدد من الشاحنات (الثقيلة) وهى تفرغ حمولتها من(مواد البناء) المختلفة فى (منتصف الميدان) .. وكانت مفاجأتهم أكبر فى اليوم التالي عندما عادوا من المدارس والعمل ووجدوا بأن (الميدان) قد تم تسويره بالسلك الشائك بينما عدد من الآليات الضخمة تزحم المكان ومجموعة من (العمال) يتحركون هنا وهناك ويعملون فى همة ونشاط .
عزيزي القارئ .. الكلام الفوق ده كتبناهو قبل سبعة سنوات وأكثر في (سيناريو) بعنوان (المارد والأسطوانة) سلطنا فيه الضوء على عملية التعدي على الميادين العامة التي يمارسها (اللصوص) الذين تساندهم مراكز القوي من (المهيمنين) على أمور هذه البلد .. ومنذ ان قمنا بكتابة هذا السيناريو وحتي هذه اللحظة لم تتوقف شراهة هؤلاء (معدومي الضمير) حيث تم التعدي على عشرات بل مئات الساحات في كل مدن السودان وتحويلها إلى المنفعة الشخصية وآخرها ميدان (الشعبية ببحري) الذي تم بيعه لمستثمر كما يقولون والذي كتبنا عنه قبل أيام مقالاً بعنوان (عملتوها ظاهرة) !!
وفعلاً (الجماعة) عملوها ظاهرة فقد جاءني إبني (ناجي) ومعه زمرة من أترابه وهم في غاية الحنق والزعل وهم يخبرونني بان ميدان الحي الذي يماريون فيه رياضة كرة القدم (ببيت المال جوار مسجد كمال حمزة) قد تم تسويره ومنعهم من اللعب ..
– الكلام ده كيف يا أولاد .. الميدان ده كنا بنلعب فيهو الدافوري قبل خمسين سنة
– ده الحاصل يا بوي أمشي شوف براك
وبالفعل مشيت وشفتا براي .. الشاحنات تفرغ في الأسمنت والسيخ والطوب والعمال يعملون في همة ونشاط في حفر الأساس ، سألت أحد العمال :
– عايزين تبنو هنا شنو؟
– عمارات !!
– عمارات؟ وناس ناجي وأصحابو ديل تاني يلعبو وين ؟
نظرت إلى إبني (ناجي) والأطفال الذين معه بفنلاتهم وشورتاتهم ذات الألوان الزاهية وهم يمسكون بكرتهم الحزينة وتحسرت على هذه البلاد التي تأكل بنيها وتعمل على هدم آمال وطوحات أطفالها وشبابها وعلى هذا المستوى (المزري) من (الحرمنة) وقوة العين وإزدراء حقوق المواطنين !
رسالة نوجهها للمسئولين : من قصيرو (كما يقولون) .. فليعلم المسؤولون ويتأكدوا تمااااامن أن سكان حي بيت المال (وما أدراك ما بيت المال) لن يسكتو على هذا التعدي السافر على حق من حقوقهم وأن هذه العمارات في هذا الميدان لن تقوم إلا على أجسادهم .. العبدلله شخصياً تعلم لعب الكرة في هذا الميدان قبل أكثر من نصف قرن .. وهو المتنفس الوحيد في الحي .. نحن سكان هذا الحي لا بنعرف ورق صحيح ولا بنعرف ورق مزور .. الناس دي تشيل سيخا والأسمنتي بتاعا وتمشي .. الميدان ده بتاعنا وبتاع أولادنا وأولاد أولادنا ولن نسمح لأي قوة في الأرض أن تستبيحه وننصح المسؤولين درءاً لأي مواجهات يمكن أن تحدث أن يوقفوا هذا التعدي فوراً وفي الحال .. والله قصة عجيبه .. العبدلله كان بيتكلم عن ميادين المواطنين (التانين) التي إستبيحت تقوموا تجوهو في ميدانو !!
[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]
إنت يا أستاذ جبرة قاعد محكر في خرطوم الهم دي، تعال شوف ميادين ومزارع ولاية الجزيرة!!! هاك يا لقف (تقدر تفتح خشمك؟).
[SIZE=4][B]المهم في الموضوع .دايرين:-
اسم البائع
اسم المشتري
عقد البيع
اذا كان البائع ممثل للحكومة , دايرين :-
كراسة المناقصة
ايصال التوريدلوارة المالية
التفويض بالبيع[/B][/SIZE]
يا جبر انت بالطريقه دى حتموت كمد يا انا عندى واحد كبير (الكبير الله) كده صاحبى يشوف لينا ميدان فى نص البلد و داك ياسيخ و داك يا اسمنت طبعا كلو استثمار و كده من المصانع مباشر و بعدين لمن يجو الاولاد شايلين الكوره الحنك ده خلهو على ( يا اولاد كوره شنو البيلهوها بالرجل دى خلوها لناس ميسى الناس بقت تلعب بلى استشن و انا شخصيا حا اخصص الطابق الحادى و العشرون بعد المائه للمناشط الرياضيه و على راسها البلى استشن). لقيتنى كيف حنك سنين يقطع و يرقع.