أجمل ما في وزير الصحة المكلّف سارة عبد العظيم، أنها شهدت تجربة أكرم بالكامل
لعلّ أجمل ما في وزير الصحة المكلّف / سارة عبد العظيم، أنها شهدت تجربة د. أكرم بالكامل.
لقد إجتمع في وزارة الصحة الإتحادية من الكفاءات بعد الثورة ما كان سيصنع إختراقاً و بشكل مؤكد و يضع البلاد علي الطريق الصحيح.
إذا قرّرت الوزيرة المكلّفة إعادة كل هؤلاء الي مناصبهم بدءً من يوم الأحد ربما أعادت كثير من الآمال، التفاؤل و الحماس الشديد وسط مجتمع الصحة كما كان في الشهور القليلة الأولي التي تلت تكوين الحكومة. ما زالت كثير من المؤسسات الصحية شاغرة أو تُدار بإدارات مكلفة مثل معمل إستاك، مجلسي “الصيدلة و السموم” و التخصصات الطبية فضلاً عن الأزمة الدستورية في تعيين مدير صحة ولاية الخرطوم.
من عيوب الوزارة السابقة قضية الصراعات الرهيبة التي عانت منها وزارة الصحة و التدخل في أدق التفاصيل من قبل الوزير. فقضايا كبيرة مثل الايلولة مروراً بقضايا النواب و الإمتياز، تسعير الدواء و ليس إنتهاءً بالتقرير اليومي للكرونا الذي يقوم به الوزير شخصياً. ربما لأنه لم يكن يثق في غيره للتعامل مع هذه الأمور، و هذا من العيوب السيئة في الإدارة و تُسمي ب”micro-management”
التعامل مع المطالب الفئوية في غياب إستراتيجية عامة للصحة مُضر جداً. حل مشكلة النواب لن يتم بمعزل عن وضع الصحة بشكل عام. لقد حاولت كل فئة علي حدة أخذ مكاسب مبكرة عبر لقاءات فردية مع الوزير و التظلم له. تنسيقية النواب، و إختصاصيو المختبرات و نقابة عاملين مستشفي الخرطوم و غيرهم. هذه القضايا لا يمكن حلها بمعزل و يستحيل رفع الظلم عن البعض ما لم يستمر علي آخرين في الوقت و اللحظة.
الإرتهان الي وصاية الحاضنة السياسية و شعاراتها الإشتراكية أضرّت بقضية الدواء بشكل رهيب. هذه الحاضنة صوّرت للوزير بأنه رجل لا يُقهر. لن تقهره الكرونا أو خصومه السياسيّون أو مدراء الصحة و كل المهتمّين بالصحة. هذا الشعور أدّي الي ممارسات شبيهة بقصص الذين شعروا بشعور مماثل كما في ماكبث و هيركليز مثلا.
الإستمرار علي الخطأ و تجاهل الناصحين و المنتقدين و حمّامات الدم التي تورّط فيها مما أدي الي الإقالات الكثيفة إضافة الي صراعاته مع لجنة الطوارئ و وزارة المالية و حتي حمدوك. الشعور بالتواضع و الخوف من المحاسبة و الرأي العام هي صفات في مجملها حميدة و تميّز كل موظف حكومي يهدف الي المصلحة العامة.
أظن أن الوزير المكلف سارة قد وصلتها كثير مم هذه الدروس و ربما تحتاج فقط للتذكير.
د. عمار عباس