حيدر المكاشفي

عالمي لا تكلمني

العبارة اعلاه (عالمي لا تكلمنى) من مسكوكات أحد مشجعي فريق النصر الرياضي السعودي، وكان هذا المشجع النصراوي قد اطلق هذه العبارة عبر هاشتاق له يحتفي فيه بعالمية فريقه، ولكن لم تلبث عبارته الا قليلا حتى أضحت هي نفسها عالمية تتردد فى الكثير من استادات العالم فصارت (براند نيم) متداول ليس فى السعودية ولا كل دول الخليج مجتمعة ولا عندنا هنا فى السودان فحسب، بل في جميع انحاء العالم وطبقت شهرتها الآفاق وصدح بها المطربون، فتغنت بها المطربة الكويتية شمس ورددها حتى النجوم الكبار مثل فرانك لامبارد وغيرهما، ومن ذيوع شهرتها واتساع انتشارها بدأت عبارة (عالمي لا تكلمني) تأخذ منحىً آخرا، حيث تحولت إلى علامة بارزة وفارقة لكل متصدر في أي مجال..
ونهار يوم الخميس الماضي ساعة انعقاد مؤتمر شركاء واصدقاء السودان، بكل الهيل والهيلمان والأبهة والفخامة العالمية التي احتشدت فيه، حق للسودان ان يباهي ويفاخر بالعالمية، وحق للحكومة الانتقالية ان تخرس السنة الحقدة والحساد والمتربصين الساعين بخيلهم ورجلهم لافشالها فتقول لهم (عالمي لا تكلمني)، وعالمية السودان التي دشنت بالأمس لا نقولها من باب التهويل والمبالغة، فمثل هذا الاحتشاد العالمي لمناصرة دولة لم يتم مثله فى تاريخ العالم القريب على الاقل، اذ لم يحدث ان إلتقي العالم في اجتماع كبير ضم عددا كبيرا من دوله الكبيرة والصغيرة، ومؤسساته وهيئاته ومنظماته بكل هذه الضخامة وقوة التأثير من اجل دولة وحيدة هى السودان، لا لشيء الا لاسنادها وانتشالها من الهوة السحيقة التي القاه في حضيضها النظام البائد مع سبق الاصرار والترصد، وهذا وأيم الحق حدث يشرف كل سودانى ويقول له (ارفع رأسك أنت سوداني)، واحسب وعد من شرفوك وقدروك والتأموا خصيصا لاعلاء هامتك بعد انكسار، الامم المتحدة وامينها العام..الاتحاد الأوروبي..الاتحاد
الإفريقي..الجامعة العربية..الإيقاد..بنك التنمية الإفريقي..الصندوق العربي للتنمية..بنك التنمية الإسلامي..الوكالات الأممية المتخصصة..منظمة الصحة العالمية..البرنامج الإنمائي.. إدارة الأزمات الدولية..البنك الدولي..صندوق النقد الدولي..ثم ألمانيا وفرنسا واليابان وبلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وكندا والبرتغال وكوريا وتركيا.. ثم مصر وإثيوبيا وجنوب إفريقيا وجنوب السودان والإمارات والسعودية والكويت وقطر..ثم السويد وفنلندا وبولندا..ثم سلوفينيا والبرتغال واستونيا ..وحتى مالطا جنبا إلى جنب اليونان وايطاليا واسبانيا.كل هذا الحشد الحاشد من الدول والمنظمات والهيئات والبنوك مما ذكرناه وما لم نذكره لضيق المساحة، كل هؤلاء كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم ، هبوا هبة رجل واحد وتحدثوا لغة واحدة من اجلك انت ايها السوداني ومن اجل وطنك السودان، رغم ما يعانيه كل العالم من ظرف عصيب بسبب جائحة كورونا التي ضربت اقتصادات العالم واورثته الركود والكساد وتوجيه الميزانيات الضخمة لمكافحته حتى جعلت من كل بلد مشغول بنفسه حتى امريكا (والفيهو مكفيهو) فرغم ذلك اصروا والحوا ونفذوا وقفتهم مع السودان وتغزلوا فيه وفى ثورته الملهمة وشبابه الباسل، ولو لم يقدم هذا المؤتمر دولارا واحدا ولم يقدم غير هذا الدعم السياسي الكبير والصادق والجاد لكفاه ذلك، ولو لم يقدم أية دفعيات سوى هذه الدفعة المعنوية المؤثرة التى دشنت رسميا خروج السودان من عزلته العالمية لكفاه ذلك وزيادة.
الجريدة

حيدر المكاشفي