المنظمات.. والكمامات
مئات المنظمات الطوعية مسجلة بالسودان..ورغم ذلك لم نرى لها أثرا خلال جائحة كرونا التى تجاوزت الثلاثة أشهر بحملات توعية كانت تحتاج لتكثيف بمكبرات الصوت المتجولة والملصقات الكثيفة..
وتركت وزارة الصحة وحدها للتوعية والتثقيف عبر الإعلانات التلفزيونية و الإذاعية مع بعض الإشراقات لبعض المؤسسات الربحية مع الإعلانات المصاحبة لمنتجاتها. ولم نرى تحمل المسؤولية الإجتماعية من كثير من الشركات والمؤسسات الكبرى التى يتطلبها الإلتزام الأخلاقى بمثل هذا الوضع الكارثي .. وحتى المنظمات الطوعية العاملة بمجال الدواء والتى كثرت خلال سنوات الإنقاد وانتشرت مخازنها حتى بالأحياء السكنية ويمارس بعضها.. تجارة الدواء خلف ستار العمل الطوعى ..عندما أتت حوبتها بهذه الأيام لم يظهر لها أثرا.
رأينا منظمات العمل الطوعى الإنسانى الحقيقية بنشرات الأخبار حتى بالدول التى تعج بالحروب وعدم الإستقرار مثل اليمن والعراق تقوم بمبادرات عظيمة مثل حياكة الكمامات التى هى من أكبر الاحتياجات بالظرف الراهن ..
ونحن مقدمين على حتمية التعايش مع هذا الوباء القاتل يتطلب الوضع حملات كبرى من كل منظمات المجتمع المدنى والدولة والأفراد والمؤسسات الإقتصادية الكبرى لأجل توفير الكمامات وذلك عبر استنفار كل مشاغل الملبوسات وكل ترزية هذا الوطن العظيم بحملة قومية لصناعة محلية للكمامات يتم توفير الأقمشة المناسبة لها والتى يمكن غسلها واستخدامها بصورة متكررة..
لأنه صار من الواضح أنها هى الحل الأوحد والحتمي المرتبط بفك الحظر ومزاولة الأعمال الذى لا بد منه لسير الحياة على أن توزع مجانا للفئات الضعيفة وتباع بالأسعار المعقولة للمقتدريين ..
وقد رأينا إلزامية ارتداء الكمامة بالأماكن العامة يسن له قانون يعاقب مخالفيه فى إيطاليا والصين وأغلب الدول التى طلعت بدروس تدابير الحماية لمجتمعاتها من هذا الوباء..
ونحن بالسودان حتى الآن نواجه الندرة وغلاء،الأسعار حتى لذات الإستعمال للمرة الواحدة التى تشبه مناديل الورق..
ونسأل الله القبول للجهد المقدر لبعض الخيريين من رجال الأعمال الوطنيين مع اللجنة العليا والمنصة الوطنية لمجابهة جائحة كورونا والذىن ساهموا بتوفير الكثير من مقار العزل والحجر الصحى ومعدات ومعينات المجابهة ..
وينتظرهم الدور الأكبر بالمرحلة المقبلة لمقابلة إحتياجات عودة العالقيين بأكثر من عشرين دولة ..بكل ما تحدثه من زخم وصول وما يصاحبها من تعقيدات إجتماعية ومعاكسات مجتمعية وسياسية..
وما يترتب على توقع ما بعدها من كثافة الانتشار مع وضع صحى متردى أو على حافة الإنهيار..
ولو تكفلت كل منظمة من مئات المنظمات الطوعية المسجلةبالسودان بمتابعة تكثيف حملات الحث على تطبيق موجهات التباعد الاجتماعى بجزء من مدينة أوقرية واحدة من قرى السودان كان الأمر قد أختلف الآن..
وبعد ما وصلنا لهذه المرحلة من الإنتشار علي هذه المنظمات كتابة سطر بدفتر إنجازاتها حتى لا تاتى عند ساعة ثواب أو عقاب جرد الحساب التى هى آتية لاريب فيها فى الدنيا والآخرة عن ما أخذت المنظمة من شحيح فقر هذا الوطن من إمتيازات إعفاءات ضريبية و جمركية وتبرعات وتسهيلات مختلفة قدمت لها من مؤسسات ووحدات القطاع العام ومن إستقطاعات لبن أطفال العاملين بالدولة وعن عطائها المقابل..
هذا الجرد الذى لابد أن ياتى طالما إنتظمت البلد ثورة وتوجد إرادة تغيير.. ويعلم الكثيرين ان عدد كبير من المنظمات المسجلة كانت سوس ينخر بعظم هذا الوطن عبر العديد من اساليب إستنزاف موارد الدولة وخلق مجموعات من الإنتهازيين الذين اصبحت صنعتهم فى عهد الإنقاذ تأسيس المنظمات ذات الأسماء الرنانة والمحتوى الأجوف لأغراض التمكين الذاتى لهم وللإنتماءات وللأسر، والمحاسيب والحواريين ..
و امتدادات آثار ذلك السالبة على الدولة والمجتمع والتى أدت لخروج جيش من المنتجين بدوافع الإقتداء من مشاريع الرزق الحلال التى تضخ فى شرايين الإقتصاد نما الزرع والضرع وخير أزيز المصانع وعبق الأرض وعرق الكادحين لتنداح كناتج محلى ترفع له قبعات التجلة والإحترام الى إنتهازيةعاطلة تحت لفتات منظمات نبتت كالقراد بجسد الوطن تجلب دوامة إستمرارية سوء الاقتداء بمجتمع هش.. وتحول طاقات إنتاج قيمة مضافة للوطن لدوامات إستنزاف موارد ..
حتى نساء الدستوريين بزمن نظام الإنقاذ من قمة رأس الدولة صارت المنظمات الخيرية هى حدائقهن الخلفية وتكية ظلهن.. ولم نسمع عنها شىء حتى الآن بنشرة أخبار إزالة التمكين الا النذر اليسير من قمة جبل الجليد هذا.. فعلى جميع هذه المنظمات أن تبيض كسبها بعمل يشفع لها بهذه المرحلة المفصلية من عمر السودان لتساهم في درء آثار وباء جائحة كورونا وتداعياتها على الأوضاع الأقتصادية والإجتماعية بالسودان ..
وذلك بالعمل على حياكة وتوزيع ملايين الكمامات قبل فك الحجر الصحى..وعلى الجهات الرسمية المختصة تبنى إنفاذ هذا الأمر عبر آليات فاعلة ومعلومة وملتزمة بمهامها بدون إتكالية قاتلة أو ازدواجية مضرة..كما حدث ببعض الملفات من جراء تعدد جزر العمل وضعف التنسيق ..
حتى لايتسبب عدم انجازنا السريع والممكن فى فلتان الامر ..وحتى لا ينطبق علينا قول المتنبى
لم ارَ فى عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام
عادل محجوب على
الراكوبة