أكرم والاستهتار بأرواح السودانيين العالقين بالخارج
لم أر ولم أسمع ولم أشاهد أسوأ من معاملة د. أكرم علي التوم وزير الصحة السودانية العائد بعد الثورة من بلاد الخواجات متأبطاًَ جوازا اجنبيا مع السودانيين العالقين بخارج بلادهم يفتقدون المأكل والمأوى والدعم المادي ومعظمهم من مرضى السكر والفشل والكلوي والسرطان الذين درجت العادة ورتبوا امرهم على البقاء بالخارج لغرض العلاج لمدة لا تزيد عن الشهر وهكذا ميزانياتهم المالية!!!.
ثم جاءت جائحة كورونا التي لم تستثن قطرا من الاقطار وهــرعت كل الحكومات لاجلاء رعاياها من الخارج عدا حكومة اصحاب الجوازات المزدوجة رغم تلقيها ملايين الدولارات من الخارج والداخل لمواجهة افرازات جائحة كورونا ولكن هيهات ولا حياة لمن تنادي!!
د. أكرم يقدم الحجج الواهية بأن الترتيبات غير كافية لاستقبال العالقين!!ونحن نسأله رغم استلام وزارته ملايين الدولارات مما احدث ازمة بينه ووزير المالية: هل ترتيباتكم جاهزة لاستقبال المرضى داخل السودان الذين اغلقت المشافي في وجوههم وهم يحتاجون لجرعات الاكسجين او غسيل الكلي او جرعات كيماوي اسبوعية.؟ وقد شاهد كل العالم كيف يتلقى المرضى السودانيون جرعات الاكسجين وهم داخل سياراتهم والمئات منهم مات داخل هذه السيارات بعد ان طاف بهم ذووهم اكثر من ست او سبع مشافي رفضت استقبالهم!!
فإذا لم يكن لك يا سعادة الوزير الهمام استعدادا لمرضى الداخل فقطعا لن تهتم بعالقي الخارج ولو ماتوا جميعا جراء تعالي وتجاهل حكومة قحط لهم..
فهؤلاء العالقين ياسيادة الوزير مرت عليهم اربعة أشهر ووزارتك تتمنع في ادخالهم لبلادهم كسائر الدول التي تحترم رعاياها فهؤلاء منذ اربعة شهور إما ان يكونوا قد اصيبوا بكورونا وتعافوا وكونوا اجساما مضادة ضد كورونا واما ان يكونوا قد اصيبوا وماتوا واما ان يكونوا غير مصابين رغم ان نسبة الاصابة في مصرمثلا ٠٤٪ اربعة في الالف.. يعني ممكن في كل ألف عالق يكون هنالك اربعة مصابين فهل تفشل وزارتكم في حجرهم؟!
علما بأن معظم المصابين الان داخل السودان قنعوا من خير في وزارة اكرم ولزموا العلاج وتطبيق البروتوكول الصحي في منازلهم و الكثيرون قاموا بشراء اسطوانات الاوكسجين تحسبا لاي طاري تتقاصر عنه وزارة اكرم..
عزيزي اكرم اراك تتمنع وتتحجج بحجج هي اضعف من حكومتك المتهالكة حتى لا تسمح لسودانيين مثلك من العودة لديارهم وحفظ ارواحهم وكرامتهم وسط بلدهم والموت فيه بشرف..فاذا فشلت حتى في تنفيذ الحظر الذي اصبح ذو طابع سياسي اكثر منه صحي فإني ادعوك ان تستجيب لنداء رجال الاعمال امثال عصام الشيخ وغيره و اصحاب الشقق المفروشة والفنادق بأستقبال العالقين واستضافتهم فترة الحجر..
وإلا فليتم حجر كل قادم في منزله كما يفعل المرضى اليوم بعد ان يئسوا من خدمات اكرم الصحية وخدمات وزارته المعطوبة..
عزيز اكرم اذا كان وزير الاعلام قد ابدى خوفه من دعوات المظاليم العالقين الذين يدعون عليكم ليل نهار فإني ادعوك ان تجعل مخافة الله في هؤلاء جزء من اهتمامك.. واتمنى ان تستجيب لهذا النداء وتفتح معابر السودان امام ابنائه كما فعلت كل الدول المسؤولة فهذا حقهم عليكم ان كنتم حقا تمثلونهم ولا تمثلون بهم..ولا ينتظرون منكم غير الإرشادات اثناء الحظر المنزلي.
د. عبدالرحيم العالم