حسن اسماعيل يكتب: الرئيس السجين البشير .. نقول شهادتنا ونمضي
ـ ينسب للامام أحمد بن حنبل أنه سئل ألم تردك المحن عن الطريق .. فقال في ثبات وطمأنينه .. والله لولا المحن لشككت في الطريق ..
ـ وقيل ان عثمان دقنه عندما سمع أقدام الجنود تقترب من ( بيت الضيافه) التفت الي رفيقه .. آفلان لعل مابعتنى رخيص …المشكلة في الرفيق الذى يبيع بلاثمن .
ـ وعندما تقاعس رفقاء ودحبوبه عن نصرته وخافوا بعد موته من اللوم فكتبوا في مذكراتهم أن ودحبوبة ثار من أجل استعادة ارض وطين وزريبة شوك تخصه .. ثم استمتعوا هم من بعده بعطايا الانجليز
ـ ثم ان لفحول الرجال في السودان مقولات ذات كبرياء يواسون بها جرحهم ساعة النهايات اللئيمة … آ نفس السواد المتعه كملتيها .. أبقي لزومها وقت القرعه فيها
وقديما واسي احمد سليمان مسيرته بمؤلف فخيم جعل مدخل دفتيه .. مشيناها خطي … والبقية.. مشيناها خطي كتبت علينا ، ومن كتبت عليه خطا مشاها
ومن كانت منيته بارض فليس يموت في ارض سواها
ّـ أما بعد … فإن حياة الرئيس السجين عمر البشير ليس فيها شئ الآن أنفع من العبر والعظات والدروس التى تتدفق علي جنبات أكثر من ثلاثين عام منذ العام 89 إلي ليلة البارحة .. وأن أعظم هذه العظاة هي أن مشاكل السودان المستعصية لن تحل بمجرد تلاوة البيان الأول حتى لوجاء مستشهدا بالقول الكريم ،، قل جاء الحق وزهق الباطل . فالبيان الاول لم يهدئ قلق قضايا السودان من لدن بيان عبود إلي بيان بن عوف ..ولكن اكثر الناس لايعلمون.
. تنقسم النخب بعد تلاوة البيان الاول إلي فزعين ، فزع يناطح الحكام الجدد بقرنيه وأظلافه وأظلاف دول الجوار وفزع يناصر الحكام الجدد بلسانه وحلقومه . فتسيل دماء كثيرة ويضيع زمنا غير يسير
. مشكلتنا أننا لم نتعلم اهمية علم التشريح ولم نوقع علي قانون سل الاعضاء النافعه من الأسلاف واعادة تشغيلها ويمنعنا الهتاف الصخيب من الالتفات لأخذ العظات من الحكومات والانظمة السالفه لنضئ بها عتمة قادم الطريق ، لاننتبه ان الحكومات السابقه مثل توابيت الفراعنة محشوة بالزئبق الاحمر وجواهر العظات وعصارة التجارب في الحكم والادارة.
.ولو أن رؤوساء احزابنا التعيسة جلسوا إلي عبود وطلبوا منه كتابة تجربته في انشاء المصانع الصغيرة الناجحة لما ضن عليهم الرجل ولكن ماذا نقول للأقرع النزهي الذى يتربع علي عروش احزابنا
.لو ان اليسار لم يحبس الأزهري عليه الرحمة وتحفظ عليه في داره لكتب الازهرى أفضل مايقرأ الآن عن عيوب النخب وثغرات المثقفين وعن رهق الموازنة بين الحزب والطائفه ، وازدواجية الأشقاء والختمية وعنت الانتقال بالدولة من ظهر البادية إلي منصة الحداثة ، ولو ان نميرى عليه الرحمة لم يقض بقية سنوات العافيه في مصر لحدثنا عن الوجع الذى لازم خاصرته بعد ضرب الجزيرة أبا ، ولحدثنا عن محبة شعب الجنوب له ومكر نخب الجنوب به وعن (تلاتة مارس عيد)ّولماذا كل أعيادنا تنتهي بكل هذه الدموع المالحه ، وربما لنصحنا حتى لانقع في براثن البنك الدولي وتمويلاته الماكره ، ولسجل لنا الفرق بين أداء حكومات التكنقراط في عهده وحكومات منسوبي الاحزاب بعد المصالحه ولكن …
ـ اذا كانت تجربة الازهرى وعبود ونميرى تملأ نصف جرة فإن تجربة البشير المحبوسة معه بين أربع حيطان تملأ وتفيض عن كل آنيتنا الفارغه فمن يطلق سراحها .
. أيها القوم هذه فترة وتجربة نضاحه بالمعلومات في الدبلوماسية والتخابر والإقتصاد لاتخص عمر البشير وحده بل تخص السودان شعبا وحكومات قادمات فلا تكونوا كالحمقي تقذفون بالصندوق في البحر بحجة أن المفتاح في جيوبكم .. قاتل الله الحماقة أعيت من يداويها .
ـ فالبشير أفضل من يحدث الناس عن تجربة قيد الأيدلوجية والتخلص منه وبراح ادارة الدولة برجال حكم خليط من الجيش والمدنيين، عن حمية الحرب ووطأتها ، طعنات هزائمها وبهجة انتصاراتها ، عن استخراج البترول وخطأ استخدام موارده ( وقد حدثني عن ذلك) عن نية الانفتاح التى تأخرت وعن حبس السودان تحت سقف متدنى في العلاقات الخارجيه ارتفاعه اطوال كتف الحركة الاسلاميه ( وقد قرأ لي في ذلك آيات المضطر الغير باغ ولاعاد) نعم هو أفضل من يحدثنا الآن لماذا عاف خبراء الاقتصاد الذين جاء بهم مصافحة الاقتصاد الزراعي بشقيه ( وقد رد لي أنهم يعتقدون أنه بطئ المردود فقلت له نعم ولكنه كالدرب يغشي العروق كلها).
ـ نعم البشير افضل من يحدث الناس عن نيفاشا وعن اخطاء الحرب والتفاوض في ملف دارفور … وهو افضل من يحدث الناس وهو خارج الميدان لماذا ارتبكت أقدامه في خط سته وفشل في احراز هدف ( الاعتزال الأخير) فثلاثون عام من الرهق والضغط تكفي ،، هل حقا ان الذى أخر اعلان لحظة الاعتزال هو مخافة إشعال نار كنبة الاحتياط وهى نار أحمي من مظاهرات صلاح قوش اطلقوا سراحه ليحدثنا عن سقم البطانه السيئة وكارثة عدم تجديد الدماء وفتح النافذة …عن الزعماء الذين عارضوه بالنهار واعتذروا له في جنح الظلام.
يبقي البشير سلسلة من التقديرات فيها الذى خاب وفيها كثير من الصواب واوفرها فتح باب الحوار الذى يغلقه الآن هؤلاء الأغرار
يبقي البشير اصغر من قاد حزبا بين خمس من الكبار الذين يقودون احزابهم منذ الستينات ،، يبقي البشير .. كبري رفاعه وارقي والدويم وتوتى ويبقي بعض اخطاء التنفيذ وتجاوزات المنفذين ،بإختصار يبقي تجربة ومن غيرنا من الشعوب يلقي كل تجاربه وراء ظهره
ـ وتبقي شهادتنا نحن ( بعض مانعرف) وماشهدنا إلا بما علمنا … حاربنا الرجل عبر منابر الكلمة والخطاب غير هيابين وغير مأجورين وأستجبنا لنداء حواره غير مكريين والذى يمتلك صك منفعة يقيم به الحجة علينا ويعيد لساننا بين فكينا فليبرزه.
نقول … هذا الرجل بأخطائه وهفواته يبقي أفضل من بعض الذين يملأوننا زعيقا الآن ،فبعضهم شركائه في اخطاء دارفور وبعضهم اكثر منه خطايا بلفهم عنق السودان بحبل العقوبات الغليظ الذى يحاولون قرضه الآن بأسنانهم فلايستطيعون
ـ عمر البشير ،ليس مجرد سجين ، بل هو تجربة ثقيلة العظات والدروس والأمم لاتمسح تجاربها ،،، حتى سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام لم ينسخ كل تجربة قريش … وقد جلس ذات يوم نضر الله وجهه .. دعيت لحلف في الجاهلية اسمه حلف الفضول لو دعيت لمثله اليوم لأجبت .. وهو الذى جلس بعد فتح مكة يعيد تلاوة خطبة قس بن ساعدة الايادى ويتذكر أيام سوق عكاظ.
ـ اطلقوا سراح الرجل الذى يقف عند رأسه ابو الطيب المتنبئ الآن وينشد :-
ماذا وجدت من الدنيا؟ وأعجبه … إني بما أنا باك منه محدود
فمن الذى حكم السودان هذا البلد البعيد مابين المنكبين ثم ذاق العافية
حسن اسماعيل
يبدو ان الاستاذ حسن طرحة لم يسعفه الوقت لاكمال عمارته بامدرمان
بالقرب من كبري الحلفاية، فكتب آملاآ ان يطلق سراح الرئيس الخايب
عمربشير عسى ان يجد عنده مال يكفي لتشطيب العمارة
سيبقي الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير رمزا صلدا تتجلى فيه الإنسانية بهفواتها وإنجازاتها،، وسيظل رجلاً فخيما شجاعاً حرا كريماً، أخطأ مراااات وأصاب مرااااات…
ولن تفلح بروباغندا التدليس في جعلنا ننظر إليه بغير عين الإنصاف والعدل… حيا الله كل رؤساء السودان..
مقال فيه حكمة كبيرة و فعلاً لم يتعلم السودان من كل تجاربه السابقة و صدق فينا القول “كل أُمة تلعن سابقتها و كل أُمَّة تلعن اختها”.
و الغوغاء الان هي سيدة المشهد في السودان و ضحالة تفكير عناصر قحت و حقد الشيوعيين و بالتالي فهولاء لن يرتقوا لهذه الحكمة والنصيحة، و الوطن و المواطن هما ضحية هذه النظرة القاصرة.
نعم وان كنا نختلف مع البشير ال أن هذا الكلام بليغ أري أن لا نتجاهله فالرجل يمكن أن يصف العلاج الناجع لم يريد ان يداوي هذا البلد المكلوم….
دعوه يكتب تجرته لنستفيد منها ويستفيد من يأتي بعدنا…
فش الغبينة ما بجيب شي