اقتصاد وأعمال

أكاديمي : زيادة الإجور من غير إنتاج ستزيد معدلات التضخم

أرجع الأستاذ عثمان محمود الأمين المحاضر بكلية الإقتصاد والتنمية الريفية بجامعة الجزيرة موجة الفرح والسعادة التي عمت قطاعات العاملين والموظفين بالدولة في هذه الأيام للزيادات الكبيرة في هيكل الإجور والمرتبات وإعتبر أن هذا الفرح رفع للظلم والحرمان الذي عانى منه هذا القطاع بالتحديد على مستوى القطاع الحكومي حيث وصل الحال لدرجة عزوف الكثير من الخريجين عن العمل والتوظيف في القطاع الحكومي وتفضيلهم الإتجاه نحو السوق الحر والهجرة غالباً.

ولفت الأمين في تصريح لسونا أن القطاع الخاص في السودان ليس في أفضل حالاته أيضاً وقال إن ما لا يعرفه الكثيرون وبالأخص من غير المختصين في مجال الإقتصاد أن هذه الزيادات في الإجور والمرتبات رغم الفرح الكبير بها الا إن نتائجها ستكون وخيمة وكارثية على المدى الطويل وفقاً لمؤشرات الإقتصاد السوداني ، واضاف : حتى تكون هذه الزيادات حقيقية يجب أن يسبقها زيادة في حجم الإنتاج والإنتاجية فزيادة الإجور والمرتبات من غير إنتاج ستزيد من معدلات التضخم وستقود إلى تآكل القيمة الشرائية إذا لم تكن هنالك تغطية لها من السلع والخدمات.

وأشار إلى أن هذه الأموال التي استطاعت أن توفرها الحكومة وتدعم بها الإجور والمرتبات كان من الأفضل أن توجه لدعم وتمويل القطاعات والمشاريع الإنتاجية الإستراتيجية لتعود بالنفع على جميع المواطنين وليس على فئة معينة وأردف كان من الأجدى والأفضل أن توجه نحو دعم السلع والخدمات الأساسية حتى يستطيع المواطنون أن يتحصلوا عليها بكل يسر قاطعاً بأن زيادة الأجور والمرتبات دون إنتاج كافي يغطي عليها مؤشر غير حقيقي ومضلل لتحسن الإقتصاد .وأكد أنه إذا كان لا بد من زيادة الإجور والمرتبات فإنه من الأفضل أن تأتي على مراحل وفي فترات زمنية متباعدة وبشكل متناسب مع زيادة الإنتاج.

ودعا الحكومة للإسراع نحو تفعيل السياسات الإقتصادية النقدية والمالية للتقليل من آثار التضخم وأن تتجه الدولة نحو المشاريع الإنتاجية وأن تنشط وتفعل عمليات الرقابة على الأسواق وتمنع المضاربة في العملات الأجنبية وطباعة النقود خارج الجهاز المصرفي المركزي .

سونا

تعليق واحد

  1.            رفع الدولار الجمركي
    لضمان نجاح  سياسة سعر صرف مرن وواقعي  و وبعد الزيادة الهائلة قي المرتبات يجب رفع الدولار الجمركي سريعا بحيث يكون قريب من سعره في السوق الموازي سوف يقلل من الطلب على الدولار. يمكن رفع سعر الدولار الجمركي قبل المؤتمر الإقتصادي المزمع في يونيو القادم. زيادة الدولار الجمركي يزيد معدل التضخم  بزيادة سعر بعض السلع بصورة إنتقائية، (selectively ) ويمكن لوزارة المالية التحكم فيها. معظم السلع العذائية والضروريات ليس عليها جمارك، بالتالي لن تتأثر.  أم السلع المتأثرة فليس لها وزن كبير في حساب معدل التضخم. كذلك  يؤثر الدولار الجمركي على ذوي الدخل المحدود بصورة طفيفة بعكس ذو الدخول العالية.
      إذا ظل الوضع كما هو، دون تغيير،ومع زيادة المرتبات  ربما يصل الدولار إلى 200 جنيه قبل المؤتمر الإقتصادي، وربما يصل 250جنيه سريعا. الأمر يتطلب قرارات شجاعة والسرعة في تنفيذها حتى لا يفوت الأوان.    
         كخطوة أولى يمكن رفعه ل 55 جنيه (السعر التأشيري لبنك السودان) على أن يتم تحرير كامل لسعر الصرف عقب المؤتمر الإقتصادي المزمع . ربما تعتقد بعض الجهات في قحت أن الحل في إجراءات أمنية. لكن هذا النهج سلكته حكومة الإنقاذ، حتى وصل إلى الإعدام، ولم يحقق اي نتائج بل كان له أثر سلبي كبير على   الإستثمار الأجنبي.
             هل يتخذ وزير المالية إبراهيم البدوي إرجاء رفع الدولار الجمركي، وسيلة ضغط على قوى الحرية والتغير لتمرير رفع الدعم عن الوقود كحزمة واحدة ؟. إن كانت الإجابة (نعم). فتلك مخاطرة محفوفة بعدم اليقين والوقت غير مناسب للمناورات السياسية.
    هذه الخطوة إن تمت ستكبح تصاعد الدولار الجنوني لحين عقد المؤتمر الإقتصادي، وتكملتها ببقية الإجراءات.