الاسلاميون ..7 فوائد من الثورة
(1)
شكل الرئيس المعزول،عمرحسن البشير،عبئاً ثقيلاً على الحركة الإسلامية ومؤتمرها الوطني ،طوال عقود الحكم الماضية، وتسبب في تكلسها فكرياً وسياسياً وتنظينياً،وتشرذمها وتضعضعها، حتى بات مصدر قوتها الوحيد مربوطا بالسلطة وحدها .
كل المحاولات الداخلية الخجولة للإطاحة بالبشير من الحزب والحركة كان مصيرها الفشل،ولم يكن أحد يجرؤ على التفكير في ذلك.
الثورة المجيدة نجحت في إزاحة البشير، لتقطف الحركة الإسلامية ومؤتمرها اولى الثمار، بالتخلص من عبء البشير على ثقله ،خاصة وان الرجل وفيما يبدو اراد الجلوس على منصب الزعامة مدى حياته .
(2)
بنجاح الثورة المجيدة،تخلصت الحركة الاسلامية كذلك من صفها الأول تلقائياً،وهو صف مشكوك في ذمته المالية ومتورط في انتهاكات واسعة،وأي تجديد حقيقي داخل كابينة القيادة ،يتجاوز العواطف ،سيمنح الحركة روحا جديدة ،تمكنها على الانعتاق من هيمنة الافراد والولوج لعوالم الشورى الحقيقية والقرارات الجماعية .
(3)
قلنا إن الحركة الاسلامية في زمن البشير وبطانته،تشرذمت، الى احزاب وشيع وطوائف ،كل بحساباته ،وبما أن غالب ذلك التشرذم سببه صراع السلطة والثروة ،وبمجرد ما انتهى امر السلطة والثروة ،بنجاح الثورة، حدث توافق كبير بين المختلفين،وحدث توافق تلقائي بين المكونات المختلفة ،لو استثمر بطريقة صحيحة سينتهي بوحدة الحركة اﻹسلامية جمعاء.
(4)
الثورة حقنت اﻹسلامبين بمفاهيم كادت الحركة اﻹسلامية ان تنساها مثل، الحرية والعدالة ،فمن المفرح أن كوادر الحركة اﻹسلامية يحاكمون الحكومة الحالية بتلك المبادئ ومن المدهش أن ينادي ابراهيم غندور مثلا بحرية العمل النقابي وعدم التدخل فيه،وهذا في حد ذاته أمر جيد،ومن الاجمل أن انصار الحركة اﻹسلامية تعلموا هذه الايام قول كلمة”لا” بعد ثلاثين سنة، من “نعم يارئيس”
(5)
في الماضي كانت وسيلة العنف هي الغالبة في التعامل مع الخصوم، لكن كوادر الحركة اﻹسلامية عرفت بعد 30 سنة اهمية التعبير السلمي واهمية حق التجمع والتظاهر،فمنذ 14 ديسمبر الماضي ظلوا في حالات تظاهرات مستمرة ضد الحكومة الحالية، اي نحو 5 أشهر ، ولله الحمد والمنة وحتى تاريخ اليوم، لم يصب احدهم بأذى،و لم يقتل احدهم في تظاهرة، ولا إصابة واحدة،ولم يعتقلوا ولم يعذبوا،واقصى ما واجهه بعضهم، هو الغرامة لمخالفتهم الاجراءات الخاصة بكورونا .
(6)
بعد سقوط نظامهم، العام الماضي،وجد انصار الحركة الإسلامية انفسهم مجبرين على التخلي عن أكل أموال الناس بالباطل، وانتهت عمليات فساد شاب من هولها ، الولدان ،”اغلق البلف” و بدأ كثير منهم يبحث عن الرزق الحلال /والذي بدون شك سيكون له أطهر وأنظف من أموال السحت التي غذت بطونهم سنين طويلاً .
(7)
الحركة اﻹسلامية، بدأت هذه الايام، خطب ود الجماهير بتلمس مشكلاتها والتحدث عن الفقراء والمعدمين ومشكلات الناس في العلاج والتعليم ،واحيانا ينزلون للاسواق في صابرين وسوق ستة وليبيا، معقول .. والواحد منهم اصبح يعرف أن كيلو اللحمة بخمسمئة جنيه ورطل اللبن بثلاثين جنيها، والدولار بأكثر من 100 جنيه
اخيراَ
هذه باختصار فوائد جنتها الحركة اﻹسلامية من ثورة ديسمبر المجيدة ، ولو أن بينهم عاقلين لقبلوا أقدام شباب الثورة واحداً تلو الآخر.
عبدالحميد عوض
السوداني