جداد الحاجة !
في أحد الأفلام العربية القديمة قال الشاب مخاطباً (شاويش الشرطة) الذي قبض على والده تاجر المخدرات وبحوزته كمية منها :
• الحكومة فاسدة .. نحنا عاوزين نعرف الحكومة بتودي المخدرات دي فين؟!
وهو يعتقد بأنه بهذا المنطق البائس قد نقل الإتهام من والده المتاجر بالمخدرات والمقبوض بالثابتة إلى الحكومة التي لا تقوم بإبادة المخدرات !
مناسبة هذه الرمية كما يقول أخي بروف البوني هي وجود (مداخلات) كثيرة لمن هم من شاكلة هذا الصبي (الفهلوي) من (أزلام) النظام المدحور الذين يستميتون في الدفاع عن الحرامية واللصوص الذين تقوم بحصرهم (لجنة إزالة التمكين) فهم بدلاً عن الإقرار بهذا الفساد المفتشر الذي أرتكبه أخوانهم (بالثابتة) وملأ الأفاق يتساءلون في سذاجة يرثى لها كما تساءل إبن تاجر المخدرات :
– طيب القروش والحاجات البصادروها دي بتمشي وين !
متى يعرف فلول النظام الفاسد من المنتفعين والمهرجين أ(أمثال هؤلاء) أنهم يديرون معركة خاسرة تماماً وهم يحاولون تبرئة هؤلاء إخوانهم من اللصوص الذين تحاصرهم لجنة تفكيك النظام المدحور وإستعادة الأموال المنهوبة وتقدم (بالأدلة) ما إستولوا عليه في كشف أسبوعي يوضح في صورة بشعة مدي الإستباحة غير المسبوقة (عالمياً) التي إستباحها القوم لممتلكات هذا الشعب الصابر المحتسب . .
يكمن خسران هذه المعركة لعدة أسباب أولها أن أعداد (الفسدة) من القوم كبيرة ولو كان الأمر يقتصر عل لص لصين (نفر نفرين) لقلنا أن مسألة تبني الدفاع عنهم يمكن أن تكون (مبلوعة) إلى حد ما من باب أن أي نظام لا يخلو من بعض الأشخاص الذين يستغلون السلطة لمصالحهم فيفسدوا ، أو ربما قلنا أن التهمة نفسها قد أصابتهم عن طريق الخطأ أو حتى من أجل لحقد و(التفشي) ولكن أن تضم هذه القوائم الأسبوعية عشرات الوالغين في الإستحواذ على ملايين الأمتار من (الأراضي) غير (العقارات) المشيدة على أحدث طراز فمن الغباء أن يقوم أحد بالدفاع ومحاولات التبرير لهذا (الرهط) من القوم جميعهم الذين أثبتوا أن الفساد لم يكن (فردياً) إنما هو فساد نظام (بي حالو) !
والسبب الثاني لا يقل منطقية عن الأول وهو أن كمية الأراضي والعقارات والأموال التي إستولى عليها (كل فرد) من هؤلاء الأبالسة (ما كمية نصاح) بل شيء يفوت حد المعقول ، فكيف أدافع عن شخص قد إستولى على قطعة (واااحدة) بمساحة خمسين مليون متر ؟ (خليك من باقي الحاجات الإستولى عليها) كتيرة مش؟!
ولعل السبب الثالث والأخير أكثرهم أهمية وهو أنو (البلد دي ضيقة) ويمكن بعد ثورة الإتصال هذه أن تعلم أي شي عن أي شخص في أي (مكان) في السودان في أقل من نصف ساعة إبتداءً من نوعية (بيت الإيجار) الجالوص الذي يسكنه في 1989 أو (القطية) التي كانت تأويه وإنتهاءً بطبيعة النشاط الذي كان يؤديه وكم كان يدر عليه من مال في ذلك الوقت قبل أن تفتح له (ليلة القدر) أبوابها فينتقل من بيع (البيض) بالقطاعي إلى بيع الفلل (بالجملة) !
العبدلله يشفق على هؤلاء الذين ينتظرون كل (لستة) من قوائم (الخميس) ليقوموا بتبرئة من تضمهم من (لصوص) ومحاولة تبرير (لهطهم الخرافي) فالمسألة صدقوني (ما بتتلايق) ولا (بتتمنطق) وهذه فقط (عينات) ولسه (الغريق قدام) ولو كان بينكم رجل رشيد لكان قد نصحكم بدلاً عن هذا (التماهي) مع الفساد والفسدة ومحاولات إيجاد التبريرات أن تدينوهم بأقسى العبارات وتطلبون توقيع أقصى العقوبة عليهم حتى (تنظفوا) صورتكم أمام العالم والشعب لكن للأسف (ذيل البتاع) عمرو ما ينعدل (اللهم إنى صائم) !
كسرة :
سألت معلمة محو الأمية الحاجة :
• يا حاجة 10-10 بتساوي كم؟
ولما لم تتوصل الحاجة إلى الإجابة أرادت المعلمة أن تقرب لها المسألة فقالت لها :
• يا جاجة كان عندك عشرة غنمايات وبعتيهم البفضل ليك شنو؟
• فأجابت الحاجة : بفضل ليا (الجداد)
وهكذا سيئة الذكرالإنقاذ لم يتبق منها إلا (الجداد الحائم في الأسافير ده) يقعد بس يبرر !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنوووووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الفاتح جبرا
الجريدة