البقت علي (عوض) !
بعد نشر المقال الأخير عن (خط هيثرو) تلقى العبدلله الكثير من الرسائل التي تتساءل عن ماهية (المسروق) ، والذين إستفسروا وسالوا وليهم (ألف حق) فهذه السرقة (سرقة نوعية) لم تشهدها البشرية من قبل ، تنم عن خلو نفس (اللصوص) من أي وازع وطني وتثبت نهمهم الشديد لإلتهام ممتلكات الدولة (وأكل الحرام) لذلك أجدها فرصة لشرح الأمر لمن ليس لديه خلفية عن الموضوع والقصة كالتالي :
افرزت الزياده الكبيره في عدد رحلات خطوط الطيران التي تستخدم مطار هيثرو والتي وصلت في ذلك الزمان إلى 4 طائرات في الدقيقه بين هابطة و مقلعة إلى تطبيق نظام يسمى landing/takeoff slot حيث قامت سلطات المطار بتقسيم الـ 24 ساعة (ساعات اليوم) على عدد الرحلات بالثانية والدقيقة وأصبح لكل رحلة زمنها الخاص بها حيث لا يسمح لأي رحلة باالهبوط والإقلاع في غير ذلك الوقت ، وعلى الرغم من توقف طيران سودانير حينها إلا أن سلطات المطار قد أبقت على هذا الحق لطيراننا الوطني بأعتبار (سودانير) من قدامى الشركات التي هبطت في هيثرو مثل India Air , British Airways , South Africa Airlines وغيرها من الشركات .
أها يا جماعة الخير (الزمن المخصص لينا ده) ياهو الباعوهو الجماعة لشركة بريطانية إسمها British Midland International
(تختصر (BMI وتم البيع يوم 30 مارس 2008 ووقع علي عقد البيع مديرها المدعو مايكل بيشوب Michael David Bishop
ومن سودانير الشريف عمر بدر رئيس مجلس إدارة سودانير أنذاك (والمقبوض حالياً على ذمة القضية) ، وقد كان وكيل البيع هو شركة Airport Coordination Limited ومقرها مطار هيثرو.
إثر نشر المقال المذكور إتصل بي أحد الأبناء وعرف لي نفسه بأنه عضو في فريق لجنة التحقيق الخاصة بملف (هيثرو) وقد أوضح لي بأن التأخير ناجم عن محاولتهم إستعادة هذا (الحق) من الشركة المشترية وقد قلت له (ما تتعبوا روحكم ساكت) فعودة الخط (قانوناً) مستحيلة تماما نسبة لأن كل شروط البيع صحيحة (اللهم إلا يكون الخواجات ديل بشتغلو بالأجاويد) !
وأخبرته بأن المطلوب الآن (والمتاح) هو إستعادة كل اموال البيع مضافآ اليها كل الخسائر الناتجة عن بيع الخط (باثر رجعي) مع تشديد الحكم علي كل من شارك في هذه (السرقة المفتشرة) وجعله عبرة لكل من تسول له نفسه التلاعب بممتلكات البلاد .
وقد فاجأني (ولدنا) في نهاية الإتصال بقوله :
• الأمور ماشة كويس يا أستاذ ما تستعجل
وقد ذكرتني (ما تستعجل) هذه تلك الحكاية الطريفة التي أوردها أخي البروفيسور (ودالريح) في إحدى مقالاته والتي تقول (بتصرف) أن (عوض) أراد أن يتزوج فذهب إلى (عباس) نجار الحي وطلب منه أن يصنع له (غرفة نوم) وأخبره بالمواصفات ونوعية الخشب ، فقام عباس بتضريب قيمة المواد (طلعت ليها الوكت داك ذي 500 جنيه) فإستلمها (كاش) من (عوض) ثم سأله :
• قلتا ليا عرسكم متين؟
• فأجابه (عوض) : بعد تلاتة شهور
وهنا تنفس عباس النجار أكثر من صعداء واحدة وهو بقول :
• يا عوض يا خوي إعتبر نفسك عرستا وإستلمتا أوضتك بتاعت النوم أصلو قروشك مدفوعة والزمن كافي جدا وإن شاء الله قبل المواعيد أكون خلصتها ليك .
لكن (المواعيد) جات وفاتت وتزوج (عوض) ولم يستلم من غرفته خشبة (يبل بيها ريقو) أو على الأقل تطمئنه بأن هنالك غرفة تلوح في الأفق وكان كلما ذهب إلى (عباس النجار) أجابه :
• الأوضة جاهزة ما فاضل ليها غير ضلفتين وراس للدولاب والسرير عاوز قوائم والشوفونير خشبو جاهز والكومودينات عاوزين نغريها والتواليت عاوز مراية ودولاب صغير يشيل المراية وكولها حاجات صغيرة ما بتاخد وكت !
وأثناء هذه (المساسقة) رزق (عوض) إبناً وكبر الأبن وترعرع وأصبح رجلاً يريد أن يتزوج فقال عوض لإبنه :
• يا ولدي أنا أديت عباس النجار ده 500 جنيه عشان يعمل ليا بيهم أوضة نوم قبل أعرس أمك والظاهر إنها بقت من نصيبك ، دحين نمشي نكلمو يسلمك الأوضة .
وذهبا معاً إلى حيث ورشة عباس النجار الذي أبدى تفهماً للموضوع ورحب بهما ترحيباً شديدا ووعد بإنجاز المطلوب بأسرع وكت ثم إلتفت نحو الأبن قائلاً :
• شوف يا ولدي أهو الأوضة بقت من نصيبك وأنا إن شاء الله أجتهد ليك فيها وأطلعا ليك قبال وكتها بس عليك الله ما تضايقني زي أبوك !
كسرة :
بقت علينا البقت على (عوض) !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الفاتح جبرا
الجريدة