تحقيقات وتقارير

شوتايم”.. حكاية فتى شجاع

“شوتايم” هكذا عُرِفَ بالاسم أو اللقب، ليس الأمرُ ذا أهمية. فتىً نحيلٌ أسمر، ذو لكنة مميزة، عُرِفَ بشجاعته وهو يتقدَّم لنقل تظاهرات ديسمبر عبر البث المباشر على (فيسبوك) منذ انطلاقتها، لا يخشى ما يخشاه حينها كثيرٌ من الناس، ولا نعيب على من كان يخشى لأن الأمر لم يكن يتقدَّمه إلا الشجعان، ولا يمكن وصف من يتحاشاه بالجبن. لفت الفتى النحيل الأسمر انتباه كثيرين، وتوسَّع متابعوه على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وبات نقله المباشر مصدراً لأخبار العديد من الفضائيات العالمية، حتى تعاقدت معه قناة الجزيرة مباشر، لنقل الوقائع في الخرطوم.
فجأة تسلَّل مقطع فيديو إلى منصّات التواصل الاجتماعي، يحمل اعترافاً صادماً بالصورة والصوت للإعلامي الثوري ونجم ساحة الاعتصام (إبراهيم شوتايم)، بإدمانه المُخدِّرات وتناول الحبوب بأنواعها المُختلفة وجرعات بالوريد. ولم يكن المقطع الخطير مجهول النسب، وإنما نشره الناشط السياسي والقيادي بحزب البعث (محمد ضياء الدين)، الذي نشره قبل يومين على حائط حسابه بـ(فيسبوك)، وطلب من الجميع الوقوف مع (شوتايم)، الذي قدَّم الكثير للثورة حتى لا ينهار؛ كما كشف عن المُساعدة في علاجه عن طريق جهات مُتخصِّصة، وطالب أيضاً الثوار بمراعاة الظرف الاستثنائي الذي يمرُّ به وعدم استفزازه، وأن الجهة التي استهدفته يُمكنها استهداف كثيرٍ من شباب الثورة.
بداية الصدمة
ولكن إبراهيم الشهير بـ(شوتايم)، كشف عبر الهاتف لصحيفة (السياسي) الإلكترونية، تفاصيل صاعقة عن مخطَّطٍ جرَّه إلى عالم المُخدِّرات وتلويث سمعته وقال: “إن إدمان المُخدِّرات هي المرحلة الثالثة للتخلُّص مني، حيث كانت المرحلة الأولى (حوادث السيارات)، وتعرَّضتُ إلى عدد من محاولات الدهس في الخرطوم، وأم درمان وبحري، كان آخرها تلك التي زارني فيها دكتور (عبد الله حمدوك) وأنا في المستشفى، وشعرت بأنني أُشكِّلُ خطراً، ويجب التخلص مني.. أما المرحلة الثانية فقد تعرَّضت فيها إلى حالات تسمُّم”. ويضيف (شوتايم): “عندما فشلت المرحلتان، تم التخطيط لدخول المرحلة الثالثة عالم الإدمان التي بدأت بمناسبة خروجي من المستشفى بعد التعافي من محاولة الدهس، فطلب مني أعزُّ أصدقائي ورفيقي (…) الاحتفال بمناسبة الخروج، فرفضت ولكن عندما أصر وافقت”.
عصير السجانة
يقول شوتايم: “عندما ذهبنا إلى السجانة، هناك بدأتُ القصة بتناول العصير المُخدِّر.. فقد انتظم رفيقي (…) في تقديم العصير، طبعاً لم أشك إطلاقاً لأنه من (زول عزيز).. وبعد تناول العصير لأول مرَّة أحسست بمزيدٍ من الحماس، وبعد يومين قلت له: (يا أخي أنا تعبان شديد، الحاصل شنو؟).. قال لي: (بسيطة، أجيب ليك عصير).. وبعد مرور عدة أيام تعرَّضت إلى انهيار، فلم أستطع تحريك النصف السفلي من جسدي، والمعروف أن تناول الجرعة يتم كل يومين”.
حبة الفايتمين..
ويضيف: “بعد العصير تحوَّل رفيقي (…) إلى إعطائي حبوب الفايتمين، كل مرة يقول (خش في الحبة دي).. وكلما أحسست بالتعب أعطاني حبة واحدة، ويقول لي الحبوب أصبحت غالية، والواحدة منها بمليون جنيه، وفي إحدى المرات أعطيته 5 ملايين أحضر بها ثلاث حبات، تناول هو واحدة وأعطاني اثنتين فيما (زاغ بـ 2 مليون)، فقلت في سري: (يمكن يكون محتاج للقروش ما في داعي للسؤال عن الباقي)، وفي تلك اللحظة تجد نفسك لا تفكر المال، فكل تركيزك ينصبُّ فقط في العثور على حبة، وتدفع لجلب الحبوب، وإذا لم يكن عندك مال تقعد بس”.
ابتزاز وسرقة..
ويقول (شوتايم): “بعد أن غرقت في الإدمان بدأ الابتزاز (العندي كلو كملتو)، كل الأموال التي كانت عندي أنفقتها، ولم يتبقَّ شيء في يدي أستطيع أن أشتري به حبوباً، فاضطررت إلى بيع منزلي في أمبدة الذي تركه لي والدي لأستقر فيه عندما أتزوج، وبعته بمبلغ 900 ألف جنيه فقط”.
ويواصل: “تطورت الأمور ووصلت مرحلة الحقن بالوريد، وفي تلك المرحلة الحرجة بدأ يبتزُّني بوضوح فقلت له: (يا (خالد) مافي داعي للكلام دا.. نحن ناس ثورجية)، ولكنه لم يكترث وعاد وأخذ مني 20 مليوناً أحضر (حاجات) بمليونين فقط، وذهب بـ18 مليوناً، وفي الآخر بدأ يعطيني حبوباً (منومة) ويقوم بسرقة البيت، وسرق موبايلاتي بجانب دراجة بخارية (موتر)، وعندما واجهته أنكر”.
وفي ختام حديث أكد شوتايم لـ(السياسي)، أنه لم يفتح بلاغاً ولن يتخذ أي إجراءات قانونية، ولكنه يُحمِّل حزب البعث، والحزب السوداني، وتجمع المهنيين ومكتب حمدوك المسؤولية.
استهداف
ويعتبر القيادي بقوى الحرية والتغيير محمد ضياء الدين، أن حالة “شوتايم” تُعَدُّ جزءاً من مؤامرة واستهداف العديد من الشباب الذين برزوا أيام الثورة، وذلك لتشويه صورتهم أو جرِّ من يستطيعون منهم إلى مربع المُخدِّرات وغيرها من المُمارسات التي تقتل الشخصية وتجعل الإنسان خارج دائرة الفعل.
ويضيف ضياء الدين لـ(السياسي): “مبادرتي التي أطلقتها لعلاج شوتايم والوقوف معه رغم أنها فُهِمَتْ خارج سياقها، ولكن ذلك لن يُثنيني عن المضيِّ فيها وهي مُستمرَّة لأن الشاب يحتاج إلى من يقف معه ويُوفر له العلاج والحماية”.
ويمضي ضياء الدين قائلاً إن جهات الآن نشطت في الترويج للمُخدِّرات وغيرها من الممارسات بغرض الانتقام أو الإنهاك لشباب الثورة، وذلك يتوجب وقفة من المجتمع والدولة والقوى السياسية للانتباه إلى ما يجري، والعمل على نشر التوعية وتوفير فرص العمل للشباب والتقليل من البطالة، إلى جانب إطلاق العمل الثقافي وتشجيع العمل الطوعي والتوسع في المبادرات المجتمعية حتى يملأ الشباب الشباب وقتهم بما هو مفيد.
واعتبر ضياء الدين – وهو أول من لفت إلى ما يتعرض له شوتايم – الأمر خيانة واضحة من قبل من هم يحيطون به، والذين قاموا باستنزافه مادياً ومعنوياً بغرض إحباطه وإبعاده بعد النجاحات التي حقَّقها، مُثنياً على نشاط الشاب الثوري من أمثال شوتايم وغيره من الشباب الناشطين يحتاجون إلى جرعات تدريبية حول المخاطر التي يتعرَّضون لها بعد أن باتوا شخصيات معروفة، ويمكن لجهات عدَّة ذات غرض أن تستهدفهم.

الخرطوم – علي الطاهر
جريدة السياسي

تعليق واحد

  1. طبعا يا بروفسور ضياء الدين في حملة لتشويه صورة الثوار من ايام كولومبيا.. كانوا يوزعوا ليهم البتاع مدعوم من الكيزان و الدولة العميقة
    بس الشباب الفي كولومبيا نفسهم شباب واعي و ثورة وعي و ناس صالحين عديل بس نقول شنو في الكيزان هههههه.