جنازة شعبية ورسمية لـ”ضحية الحجاب”.. وشيخ الأزهر يصف قاتلها بالإرهابى
شارك في الجنازة وزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبد الهادي ووزير الاتصالات الدكتور طارق كامل ومحافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب وحشد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية الذين أكدوا إن مروة تحتسب عند الله شهيدة لأنها فقدت حياتها دفاعا عن دينها وحجابها.
وامتلأت قاعة المسجد الرئيسية بالمصليين من السيدات والرجال وقامت إدارة المسجد بفتح قاعة المناسبة لتسع المصليين الذين جاءوا للمشاركة في تشييع جثمان الفقيدة والمشاركة في صلاة الجنازة.
وخيمت حالة من الحزن الشديد علي أسرتها والمودعين لها، فيما كان شقيقها طارق يردد والمئات وراءه عبارة “لا إله ألا الله”، كما حرصت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ومئات الإعلاميين على التواجد وحضور مراسم تشييع الجثمان إلي مثواه الأخير.
وفقدت السيدة ليلى والدة الفقيدة تماسكها وهى تتلقى العزاء في وفاة ابنتها ودخلت في موجة من البكاء الحاد لشعورها إنها لن ترى ابنتها مرة أخري وإنها في طريقها إلي مثواها الأخير. وما أن اقترب موعد دفن الجثمان حتى بدأت الأم تقول “كنت بكلمها يوم الثلاثاء وكانت أخر محادثة قبيل يوم واحد من رحيلها وكنت أستشعر بما سيحدث لها وطلبت منها أكثر من مرة أن تجمع حقائبها وتعود وابنها إلى مصر قبل موعد المحاكمة ولا اعتراض على إرادة الله”.
وتحولت جنازة مروة الشربينى إلى مظاهرة عارمة، هتف فيها جميع المشاركين رافعين لافتات “بالروح بالدم نفديكى يا مروة”، “يا ألمانى يا خسيس دم المصرى مش رخيص”، “الدكتورة دى مصرية يا وزارة الخارجية”، “لا للعنصرية”، “حسبى الله ونعم الوكيل”، “إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية”، و”مروة مروة يا شهيدة أخت سمية فى التخليدة”.
كما طالب المتظاهرون الرئيس مبارك بقطع العلاقات مع ألمانيا، وتولت عملية الهتافات من قبل المشيعين وحاولت قوات الأمن تفريق الجموع لمرور السيارة التى تحمل جثمان مروة بسرعة، وتفرقت قوات الأمن لفض الجموع، إلا أن المتظاهرون استكملوا المسيرة وحدهم، رافعين لافتات تقول “لا إله إلا الله تسقط تسقط ألمانيا”، وتسببت المظاهرة فى توقيف شارع الكورنيش.
واستنكرت إحدى أقارب مروة بعيون باكية ما حدث وقالت “لأ استطيع أن أدرك أن سيدة تقتل أمام ساحة القضاء ولكنها شهيدة ومن قتلها سوف يقف أمام قضاء أعلى وأقوى هو حكم المولى عز وجل”.
وبعد أداء صلاة الجنازة خرجت والدة مروة لاتحملها قدماها من هول ما يحدث لها لتوديع ابنتها التي غابت عنها لسنوات وكانت تنتظر قدومها الى مصر لتلد ابنها التي كانت تحمله ولكن شاءت الأقدار أن تأتى مروة محمولة على الأعناق وتودعها أمها بعيون باكية .
شيخ الأزهر: قاتل مروة الشربينى إرهابى
طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف بتوقيع أقصى العقوبة على قاتل الشهيدة. وأكد أن الراحلة مروة الشربينى “شهيدة” لكونها راحت ضحية عمل خسيس داعيا الله العزيز القدير أن يتغمدها بوافر رحمته ويلهم أهلها والشعب المصرى الصبر لوفاتها.
ووصف شيخ الأزهر القاتل بأنه “إرهابى” ولابد أن توقع عليه العقوبة الرادعة لذلك العمل الذى قام به والذى يخالف كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية حتى لا تتكرر مثل تلك الأعمال وإن كانت فردية من أشخاص بعيدين كل البعد عن الإخلاق. واستبعد فضيلة الإمام الأكبر أن يؤثر ذلك الحادث الفردى بشكل كبير على جهود الحوار بين الإسلام والغرب، لانه حادث فردى لا يعبر عن حالة عداء من الغرب للاسلام.
مجلس الشعب يطالب بمحاكمة عاجلة للقاتل
قالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ان أعضاءها استقبلوا بالأسف الشديد والحزن العميق نبأ استشهاد مروة الشربينى.واضافت اللجنة انها إذ تعتبر ماجرى نموذجا للتعصب ونوعا من الإرهاب الفردى ضد أسرة مصرية مسالمة سعت إلى الخارج لطلب العلم دون استفزاز أحد أو العدوان على الغير، فإنها ترى أن روح العداء التى بدأت تنتشر فى بعض الأوساط الغربية ضد العرب والمسلمين هى الدافع الحقيقى وراء هذه الجريمة النكراء.
واستنكرت اللجنة بشدة ذلك الحادث المروع وتهيب بالسلطات الألمانية استكمال التحقيق فى أقرب وقت وإحالة الجانى إلى محاكمة عادلة وفقا للقوانين الألمانية المعروفة ، وذلك فى إطار العلاقات الوثيقة والصداقة القوية بين الشعبين المصرى والألمانى. وتنتهز اللجنة هذه الفرصة للمطالبة بإستصدار تشريع دولى يجرم الإساءة إلى المظاهر الدينية والأزياء التى تعبر عن ثقافات معينة احتراما لحقوق الإنسان وإيقافا للمد العنصرى العدوانى الذى استهدف العرب والمسلمين فى السنوات الأخيرة. وتقدم اللجنة صادق عزائها لأسرة الفقيدة الشهيدة وللشعب المصرى العظيم الذى عاش محترما لتقاليد التسامح والإخاء والمحبة.
لجنة قانونية لمتابعة مقتل الشهيدة
في الوقت نفسه أعلن حمدي خليفة نقيب المحامين رئيس إتحاد المحامين العرب أن النقابة والإتحاد ، شكلا لجنة قانونية رفيعة المستوى، وذلك لتولي مهمة متابعة التحقيقات التي تجري في دولة ألمانيا ،والمتعلقة بجريمة مقتل السيدة مروه الشربيني حرم الدكتور علوي عكاز، المبعوث المصري إلى ألمانيا والمعيد بمعهد الهندسة الوراثية في جامعة المنوفية، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بشأنها خاصة وأن الجريمة التي وقعت تمثل قضية رأي عام ذات أهمية كبيرة لكل مصري وعربي.
وأضاف خليفة أن التحقيقات الأولية في الجريمة كشفت عن عدم وجود أدنى خلاف بين القتيلة والجاني، الذي صمم على قتلها لمجرد ارتدائها للحجاب الذي يعكس التزامها بالزي الإسلامي.
إدانة إسلامية ويهودية للجريمة
في السياق ذاته أدان المركز الإسلامي المركزي والمركز اليهودي بألمانيا مقتل مروة الشربينى، على يد متطرف ألماني. وقال المركزان فى بيان مشترك إن الشهيدة راحت ضحية العنصرية والتطرف، ونددا بهذا العمل الاجرامى. ومن المقرر أن يقيم ايمن موازيك رئيس المركز الإسلامي ونظيره اليهودي مؤتمرا صحفيا مشتركا بمدينه دريسيدن الألمانية أمام مقر المستشفى التي يخضع بها الدكتور علوى على زوج الشهيدة للعلاج.
زوج الضحية: الشرطى أصابنى ولم يصب الجانى
في أول تصريح له بعد أن أفاق من غيبوبة استمرت ثلاثة أيام، أعرب المبعوث المصري علوي علي عكاز، عن غضبه وحزنه الشديد من الموقف الذي تعرض له مع زوجته.
[ALIGN=CENTER][/ALIGN] [ALIGN=CENTER]الجاني[/ALIGN]كان علوي “32عاما” قد إصيب بإصابات خطيرة في الكبد والرئة، أثناء محاولته إنقاذ زوجته والسيطرة على الجاني، حيث أن الجاني اليكس دبليو “28 عاما” طعنه هو الآخر، كما تعرض لطلق ناري من أحد رجال الشرطة في المحكمة عن طريق الخطأ.
وعرف علوي، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بعد أن أفاق من الغيبوبة أنه فقد زوجته مروة الشربيني “31 عاما” حيث انهمر في بكاء حاد وهو يقول: “ماتت مروة ، ولم أتمكن من إنقاذها”.
ونشرت صحيفة “بيلد” الألمانية في موقعها الالكتروني الاثنين تقريرا حول الموضوع نقلت فيه عن علوي قوله: “أشعر بالغضب الشديد لأن الشرطي أصابني أنا ولم يصب الجاني”.
كان المتهم الألماني قد سب مروة في أحد ملاعب الأطفال بسبب خلاف على الأرجوحة حيث وصفها بـ”الإرهابية”. وأقامت مروة دعوى ضد الشاب الألماني انتهت بالحكم بتغريمه 750 يورو، وقرر المتهم استئناف الحكم واستغل جلسة الاستئناف لتوجيه طعنات للفقيدة داخل قاعة المحكمة.
وكان الجثمان قد وصل إلى مطار القاهرة الدولي مساء الأحد وفور وصوله مطار القاهرة ، قال شقيق الشهيدة المهندس طارق إن جنازة شقيقته ستتم صباح الإثنين وإنه قد صلي عليها أكثر من 1500 مسلم في ألمانيا من بينهم مسلمون ألمان.
وأضاف في تصريحات لبرنامج” الحياة اليوم” أن السلطات الألمانية تتكتم علي التحقيقات وترفض التصريح باسم القاضي الذي سينظر القضية أو الضابط الذي أطلق النار علي زوج شقيقته.
وشدد أيضا على أنه لم يتلق اعتذارا من أي جهة في ألمانيا ، مشيرا إلى أنه قام بتوكيل أكبر محامي بمدينة دريسيدن وأنه لا يطالب بتعويضات ، لكنه فقط يأمل في القصاص العادل.
وكانت صلاة الجنازة على روح الفقيدة أقيمت صباح الأحد بمسجد السلام بحى نويا كولن ببرلين ، وقد تقدم المصلين السفير المصري رمزى عز الدين رمزى وأعضاء السفارة المصرية ببرلين وأعضاء المكاتب الفنية ، كما أدى الصلاة على روح الفقيدة عدد كبير من الجاليات المصرية والعربية ، وقد اندلعت مظاهرات عقب الجنازة شارك فيها مئات من المصريين والعرب أمام مجلس بلدية مدينة نويا كولن ، منددين بالتطرف والعنف الذى يمارس ضد المسلمين.
وطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية بتوقيع أقصى العقوبة على القاتل ليكون عبرة لمن تسول له نفسه فى بث روح الكراهية والتطرف ، مؤكدين ضرورة الحفاظ على حقوقهم التى كفلها لهم الدستور الألمانى كحرية العقيدة والتعايش السلمى فى المجتمع الألمانى.
ومن جهته ، قال محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب الأحد إنه تم تخصيص مدفن خاص علي نفقة المحافظة بمنطقة الناصرية غرب الإسكندرية للشهيدة مروة الشربيني وذكر أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة وتقديم كافة التسهيلات لعائلة الشهيدة لدفن جثمانها فور وصولها للإسكندرية الاثنين علي أن تكون جنازة الشهيدة رسمية يشارك فيها جميع القيادات الشعبية والتنفيذية وممثلي المجتمع المدني في كافة صورره.
وأضاف لبيب أن المحافظة مستعدة لكافة إجراءات جنازة الشهيدة حيث تم الانتهاء من الترتيبات النهائية بتجهيز المستشفى الألمانى واستقبال جثمان الشهيدة على أن يتم تشييع الجنازة من مسجد القائد إبراهيم بمنطقة الأزاريطة بعد صلاة ظهر الاثنين ، حيث تشيع إلى مثواها الأخير فى مدافن برج العرب .
وأشار إلى أن جميع القيادات التنفيذية سوف تقوم بحضور الجنازة، على أن يتم اعتبارها جنازة رسمية، مؤكداً استمرار دعم المحافظة لعائلة الشهيدة وإطلاق اسمها على أحد الشوارع الرئيسية ومركز شباب تخليداً لذكراها.
وعلى صعيد متصل ، قال السفير المصرى فى ألمانيا إن السفارة ستقوم تضامنا مع أسرة الضحية بإقامة دعوتين قضائيتين ، الأولى جنائية ضد المتهم بالقتل حيث وجه له المدعى العام الألمانى بالفعل تهمة القتل العمد مطالبا بتوقيع أقصى العقوبة وهى السجن مدى الحياة بدون إمكانية العفو ، والدعوى القضائية الثانية دعوى مدنية للتعويض ستقيمها السفارة تضامنا مع الزوج ، مضيفا أن السفارة كلفت أحد المحامين الألمان للحصول على كل المستندات المطلوبة لمتابعة التحقيق فى القضية .
وعن سبب سهولة ارتكاب الجريمة ، أوضح السفير رمزى عز الدين أن النظام الفيدرالى فى ألمانيا يعطى كل ولاية حرية سن القوانين بها وأن الولاية التى شهدت الحادث وهى ولاية سكسونيا لا تقر قوانينها وجود حراسة أو أمن داخل قاعات المحاكم ، ما أعطى الفرصة للجانى.
وأضاف أن الشرطة التى أطلقت أعيرة نارية في مكان الجريمة جاءت بالمصادفة من قاعة مجاورة كان فيها أفراد للشرطة يدلون بشهادتهم فى إحدى القضايا .
وفي السياق ذاته ، أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بمخاطبة وزارة الخارجية المصرية بموافاة النيابة العامة بمصر بكافة تفاصيل الحادث الذي أدى إلى مقتل الصيدلانية المصرية، وعما إذا كان قد أجريت تحقيقات قضائية فى هذه الواقعة وما وصلت إليها وذلك حتى يتسنى للنيابة العامة فى مصر النظر قانونا فى مدى اختصاصها بالوقائع التى تناولتها تحقيقات الجهات القضائية فى ألمانيا للتدخل حرصا على حماية أرواح ومصالح المصريين المقيمين بالخارج، وأضاف النائب العام أنه تم التصديق بهذا الشأن مع وزارة الخارجية المصرية .
وكانت مروة التي بات يطلق عليها “شهيدة الحجاب” تعرضت هى وزوجها لاعتداء من أحد المواطنين الألمان داخل محكمة “لاندس” بمدينة دريسيدن في مطلع يوليو ، مما أدى إلى مصرعها وإصابة زوجها بجروح خطيرة دخل على إثرها إلى قسم العناية المركزة بمستشفى دريسيدن .
وتعود أحداث الواقعة للعام الماضي عندما نشبت مشادة بين القتيلة مروة ” 32 عاما ” والمتهم الألماني في أحد ملاعب الأطفال لأنها طلبت من المتهم “28 عاما” ويدعى اليكس أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها إرهابية لأنها ترتدي الحجاب ، بل وقام أيضا بنزع الحجاب عن رأسها ، فسارعت مروة باعتبارها سيدة مصرية مسلمة تعتز بدينها إلى التوجه لساحة القضاء التي بدورها أنصفت مروة وحكمت بغرامه 750 يورو لصالحها، إلا أن الحكم قد استفز المتهم، وقام باستئناف الحكم وتربص لها في المحكمة، حيث أخرج سكينا وقام بطعنها عده طعنات فأرداها قتيلة ، وقام المتهم بعد ذلك بتوجيه طعناته إلى الزوج وشخص آخر لمحاولتهما إنقاذ الزوجة، إلا أن رجال الشرطة الألمان قد تدخلوا على عجل بإطلاق عده طلقات نارية، استقرت أحدها في ساق الزوج علوي علي عكاز الذي أفاق من غيبوبة دامت ثلاثة أيام بعد إصابته بطعنات القاتل المتطرف ورصاص الشرطة الألمانية عند محاولته إنقاذ زوجته.
محيط