عالمية

يعود للأضواء في غياب زعيم كوريا الشمالية.. من هو العم “المهمش”؟

منذ تأسيس كوريا الشمالية في عام 1948، كان كيم بيونغ إيل يعتبر الخليفة المحتمل للسلطة، وفي ظل الغموض الذي يلف الوضع الصحي لابن أخيه كيم جونغ أون في الوقت الراهن، يجري تداول اسمه من جديد.

وكيم بيونغ إيل البالغ 65 عاما، هو آخر أبناء مؤسس البلاد كيم إيل سونغ، المعروف أنهم لا يزالون على قيد الحياة. وبعد فشله في السبعينيات في تسلم مقاليد الحكم التي انتقلت إلى أخيه غير الشقيق كيم جونغ إيل والذي قاد البلاد ما بين 1994 و2011، قضى الرجل حوالي أربعة عقود في مهام دبلوماسية في الخارج في دول بينها المجر وبلغاريا وبولندا والتشيك قبل عودته إلى بيونغ يانغ العام الماضي.

وعلى الرغم من أن العم تم تهميشه بالفعل في البلد المنعزل، إذ لا يذكر إلى حد كبير في وسائل الإعلام ولم يطور أبدا أي قوة تذكر في وطنه تجعله منافسا جديا على الحكم، إلا أن بعض المراقبين يقولون إن الأمر قد ينتهي به على رأس السلطة بعد كيم جونغ أون الذي لم يحدد خلفا له. ويستند ذلك التكهن بشكل أساسي، وفق ما أورده موقع شبكة بلومبرغ، إلى دم كيم الذي يجري في عروقه وإلى كونه رجلا.

وبحسب تي يونغ هو، الذي كان نائبا لسفير بيونغ يانغ في بريطانيا قبل انشقاقه واستقراره في كوريا الجنوبية في 2016، فإن القادة الذكور المحافظين في كوريا الشمالية سيقاومون تسليم السلطة إلى كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى للزعيم الحالي التي تعد مساعدة شخصية لأخيها وواحدة من أقرب مستشاريه، والتي تحدثت جهات كثيرة في الآونة الأخيرة عن احتمال توليه منصب زعيم البلاد.

فرص الأخت الصغرى في عدم تسلم السلطة تعود إلى جنسها وأيضا عمرها الذي يعتقد أنه لا يتجاوز 30 عاما.

وقال المسؤول السابق المنشق، إن “المشكلة مع كوريا شمالية بقيادة كيم يو جونغ هي أن من المرجح ألا تكون قادرة على الاستمرار”، محذرا من أن قيادة جماعية تكون هي على رأسها قد تؤدي إلى الفوضى.

ولتجنب ذلك، يرى تي يونغ هو أن “البعض في القيادة سيجرب إعادة كيم بيونغ إيل الخاضع الآن للإقامة الجبرية، إلى مركز السلطة”.

ولا يرى آخرون أن للعم أي فرصة في الحكم. وقال المشرع في لجنة الاستخبارات في برلمان كوريا الجنوبية، كيم بيونغ-كي، إن ليس هناك ما يشير إلى احتمال أن يخلف كيم بيونغ إيل ابن أخيه إذا كان الأخير عاجزا عن القيادة. وقال على مواقع التواصل الاجتماعي “أضحك من تلك النظريات”.

وأشار مقال بلومبرغ إلى أن تسلم كيم بيونغ إيل السلطة، سيضع عددا كبيرا من كبار قادة البلاد الحاليين في خطر لأنهم أمضوا عقودا في العمل على قمع تأثيره.

وكثيرا ما تنفي الدولة المنغلقة على نفسها من فقدوا دعمها إلى الخارج في محاولة لمحو تأثيرهم، لكنها تبقي على شريان حياة مادي لهم يجعلهم معتمدين على بيونغ يانغ.

وعندما تسلم كيم جونغ أون الحكم خلفا لوالده، قام بتصفية منافسين محتملين له. وقد أعدم زوج عمته جانغ سونغ تيك الذي كان يتمتع بنفوذ واسع داخل دائرة الحكم، بعد اتهامه بالخيانة ومحاولة إطاحة النظام.

ويعتقد أن كيم يقف وراء اغتيال أخيه غير الشقيق كيم جونغ نام الذي كان يكبره سنا، في مطار كوالالمبور باستخدام سم سريع المفعول ألقي على وجهه.

وكان كيم جونغ نام يعيش في المنفى في منطقة ماكاو الصينية، بعد أن اختلف مع والده كيم جونع إيل. وبعد تولي أخيه الحكم وجه انتقادات إلى نظامه أحيانا.

إفلات كيم بيونغ إيل من عمليات التطهير داخل العائلة الحاكمة قد يدل، وفق بلومبرغ، على أن ابن أخيه لم ير فيه تهديدا حقيقيا، حيث أبقاه في السلك الدبلوماسي لسنوات. وفي 2015 عين سفيرا للبلاد في التشيك، ووفرت له حماية إضافية في 2017 بعد اغتيال كيم جونغ نام.

ورغم أنه ظل بعيدا بشكل عام عن الأضواء خلال إقامته في أوروبا، إلا أنه ترك انطباعا. وقال وزير الخارجية التشيكي السابق لوبومير زوراليك إن “أسلوبه وسلوكه كانا يعطيان انطباعا بأنه قدم من كوريا الجنوبية”.

وفي نوفمبر الماضي، عاد كيم بيونغ إيل إلى بيونغ يانغ في نوفمبر الماضي، حتى يبقى تحت أعين ابن أخيه، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عن مصادر استخباراتية.

الحرة