عالمية

عقب انهيار تاريخي.. النفط يلتقط أنفاسه

بعد انهيار تاريخي في أسعاره خلال الساعات الماضية، قفز سعر برميل النفط الأميركي تسليم مايو، صباح الثلاثاء، إلى ما فوق الصفر

قبيل ذلك، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أنّ الولايات المتّحدة تسعى لشراء 75 مليون برميل لملء مخزون البلاد الاستراتيجي من النفط ، بعد أن تحولت العقود الآجلة للنفط الأميركي لأقرب استحقاق، إلى سلبية، للمرة الأولى في التاريخ مع امتلاء مستودعات تخزين الخام، وهو ما يثبط المشترين.

ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض، بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا.

وهبطت عقود خام القياس الأميركي تسليم مايو 55.90 (خمسة وخمسين فاصلة تسعة دولار)، أو 306% ثلاثمئة وستة في المئة، إلى ناقص سبعة وثلاثين دولارا للبرميل.

كما تراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت أكثر من تسعة في المئة 9.2%، إلى 25.43 نحو خمسة وعشرين دولارا للبرميل.

يشار إلى أن التراجعات التي شهدها الخام الأميركي مسألة تقنية لها علاقة مباشرة بانتهاء تداول عقود تسليم مايو اليوم الثلاثاء، بدليل أن عقود الخام الأميركي لشهر يونيو تتداول عند 21 دولارا، وبالتالي فمن يشتري النفط إما المصافي، أو المضاربين وهؤلاء يقومون ببيع ما في أيديهم.

وحتى مع انهيار الأسعار فإنه ليس بمقدور المضاربين الاحتفاظ بما لديهم من عقود تسليم مايو، مع تراكم كمبيات كبيرة من المخزونات.

تدهور في الطلب
وفي هذا السياق، أوضح المستشار النفطي الدولي، الدكتور محمد سرور الصبان، في اتصال سابق مع “العربية.نت” أن “أسواق النفط فيها فائض كبير بين ما هو موجود كمخزون تجاري لدى الشركات الأميركية أو مخزون عائم في البحار القريبة من شواطئ الولايات المتحدة”.

وأضاف أن “هذه الأجواء من التخمة في المعروض تترافق مع أن الولايات المتحدة تعاني مثلها مثل غيرها من دول العالم، من التدهور الشديد الذي حصل في الطلب العالمي على النفط، والذي قابله معروض كبير من النفط وبالتالي من البديهي أن يضغط هذا الفائض على الأسعار نحو الانخفاض الشديد”.

كما اعتبر أن “ما قام به تحالف أوبك بلس غير كاف لسحب الفائض من السوق النفطية، وكان من المفروض أن تنضم إلى هذا التحالف في تخفيض إنتاج النفط كل من أميركا والنرويج وكندا والبرازيل إلا أنهم إلى الآن لم يقوموا بذلك وبقيت أميركا تتذرع بأن إنتاجها سينخفض بشكل تلقائي، مليوني دولار وهذا ليس تعهد وهو قائم على افتراض أن الأسعار الحالية للنفط الأميركي ستستمر بنفس الوتيرة حتى نهاية العام”.

العربية