أكثر من مائة ألف مواطن يعانون العطش بمنطقة مستورة في كسلا
يعاني أكثر من مائة ألف مواطن بمدينة مستورة بضاحية كسلا، مشقة الحصول على مياه الشرب النقية في منطقة تعد غنية بالمياه الجوفية، إلا أن توقف بعض آبار المياه بالمنطقة لأسباب غامضة وتنازع المصانع والنشاطات التجارية الكبرى خصمت من حصة مياه المواطنين، وذلك من خلال سحب المياه من الخطوط الرئيسية بالمنطقة، وشهدت مستورة ازدهاراً لافتاً لتجارة المياه غالية الثمن، وتسابقا محموما من قبل الأهالي للحصول علي مياه الشرب.
ومن خلال الجولة الميدانية الشاملة، بحسب صحيفة السوداني الدولية انها وقفت على معاناة المواطنين وآبار المياه المتعطلة في المنطقة.. وبات الأهالي يعتمدون على شرب المياه من الآبار التجارية، حيث بلغ سعر برميل المياه الواحد (٢٥٠) جنيها ويتم جلبها عبر عربات الكارو التي تجرها الدواب، واتهم ممثل لجان المقاومة بالمنطقة حميد بركات بعض شركات انتاج الطوب الحراري ومزارع الدواجن بالسطو الناعم على حصة مياه المواطنين بالمنطقة من الخطوط الرئيسية، وتابع بركات أنهم سبق أن اوصلوا عددا من الشكاوى الى هيئة مياه الشرب ووالي كسلا. إلا أن شكواهم ذهبت أدراج الرياح، وتابع بركات: إن عمال الهيئة بعد تكرار الشكاوى يقومون احيانا بفصل المياه من مصانع الطوب الحراري والدواجن ومغاسل السيارات نهارا ويعاد توصيلها ليلاً، واضاف أن بعض أحياء المنطقة ظلت تعاني من أزمة المياه لأكثر من سبعة أعوام واخرى لعامين، لافتا إلى أن الهيئة ظلت تتحصل على رسوم خدمات المياه المرتبطة بفاتورة الكهرباء وانهم طالبوا عدة مرات بضرورة فصل فاتورة المياه عن الكهرباء، الا أن ذلك لم ينفذ حتى الآن.
وفي ذات السياق، كشف مدير هيئة مياه الشرب بالولاية المهندس مصطفى محمد دين بأن حكومة الولاية قامت بحفر ثلاثة آبار مياه في منطقة السواقي وتكفلت بتوفر طلمبات المياه وتوفير الكهرباء اللازمة لضخ المياه عبر خط الإمداد بطول أربعة كيلو مترات بتكلفة أربعة مليارات جنيه ساهمت حكومة الولاية بدفع 50% وتنتظر الهيئة من مواطني المنطقة بدفع بقية المبلغ وفقاً لبرنامج التنمية من خلال الشراكة المجتمعية، ودعا محمد دين، مواطني المنطقة بالجلوس مع حكومة الولاية والتنسيق في ما بينهم لتكملة المشروع.
وناشد القيادي عبد الرحمن سليم (شوكة)، حكومة الولاية بضرورة النظر الى منطقة مستورة لاستكمال البنيات الأساسية للمواطنين المقبلين على رمضان، وقال إن أهالي المنطقة سبق وان قاموا بحفر ثلاثة آبار بالجهد الشعبي، إلا أن بعض الجهات مارست التحايل بحفر آبار قريبة من آبارهم ما ادى الى توقف آبار مواطني المنطقة وظلت بعض الجهات تستثمر في تجارة المياه مستغلة حوجة الأهالي في العمل، واصفا إياه بالجرمية، وقال شوكة إن المنطقة تضم أكثر من مائة ألف نسمة ظلت تعاني ردحاً من الزمان ولم يذهب بعض قادة لجان المقاومة بعيداً عن حديث شوكة.
وقال مبارك عنيفص وحميد بركات والشاعر صالح وحميد حمدان، إن المنطقة ظلت ترزح تحت وطأة التهميش لعقود خلت، وتوافقوا على أنهم كانوا يتوقعون من الحكومة التي أتت بها ثورة الشعب أن تنظر للمنطقة بعين الإنصاف والعدالة، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، وناشدوا والي كسلا المكلف اللواء محمود بابكر همد بوضع حد لمأساة مواطني المنطقة في ظل محاولة بعض الشباب لتسيير مواكب احتجاجية، إلا أن تدخل بعض القيادات هدأ من ثورة بركان غضب الشباب لإتاحة الفرصة للمساعي المؤسسية.
الخرطوم: (كوش نيوز)