التفكيك والشارع
تناولت بالأمس في حائطي على الفيس بوك أن هند مصطفى ( هند تقانة )، زوجة مدير عام الشرطة الأسبق محمد نجيب وشريكة معتز البرير وود المامون في صفقة القطارات المضروبة، والصديقة الشخصية لزوجة المخلوع وداد بابكر، تملك مخططا سكنيا كاملا في مدينة الرحاب هدية من حكومة المخلوع، حيث تبلغ مساحة إجى القطع ٥٢ الف متر ، والتانية ٢٣ الف متر بخلاف قطع مسجلة بأسماء أبنائها، القطعة الواحدة منها في مساحة ٧ الف متر.
الخبر وجد صدى كبيرا وسط المتابعين، وجاءت الكثير جدا من التعليقات متبرعة بالمزيد من المعلومات الخافية، ولكن الواضح أن هذه السيدة (قادرة ومالية يدها)، وتمكنَت تماما في عهد التمكين الأسود، مستفيدة من حالة الفوضى وضعف قدرات المسؤولين بالدولة لتخلق لها إمبراطورية خاصة متمددة طولا وعرضا داخل وخارج السودان.
السيدة هند تقيم حاليا في تركيا منذ سقوط حكومة المخلوع حتى الآن، ما يشير إلى تورطها في قضايا لا قبل لها بها، وتردد حديث من مقربين لها نتمنى أللا يكون صحيحا، وهو إعترافها للسلطات السودانية بوجود (حقيبتين ذهب) بمنزلها تخصَ السيدة وداد بابكر، وأنها ستقوم بتسليمها حال وجدت الأمان بأن تكون شاهد ملك، وحتى الآن لا أحد يملك معلومة إن قامت بتسليمها أم لا، ولمن سلمتها إن صحت الرواية.
الكثير جدا من الروايات تمَ تداولها، ولكن ما يهمنا هنا هو إمساك لجنة تفكيك وإزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو ومحاربة الفساد وإسترداد الأموال، زمام المبادرة من الحكومة لضبط إيقاع الشارع بعد أن وهنت عزيمته وتضاءلت آماله لفترة تجاه من وكلهم أمره.
القرارات القوية للجنة التفكيك أنست الشارع سوء آداء بعض الوزراء وكسل البعض، وجعلتها تنتظر أمام شاشات التلفاز بنفاذ صبر على غير المعتاد، أضحت المؤتمرات الصحفية للجنة أشبه بمباريات الكلاسيكيو، تشد الإنتباه والإهتمام وتتعالى معها الصيحات وصافرات الفرح والنشوة.
الفرصة التاريخية أمام هذه اللجنة بجميع عضويتها وعضوية لجانها الفرعية، لن تتكرر، لذا فإقتناصها بذكاء هو المطلوب والمتوقع، فالشعب الذي نراه اليوم حانقا غاضبا من بؤس آداء الحكومة الإنتقالية، على أتمَ إستعداد للوقوف بالساعات الطوال أمام المخابز وفي صفوف الوقود مقابل أن يستمتع بأخبار وقرارات لجنة التفكيك، بل وفي كثير من الأحايين تتوسع حلقات النقاش داخل هذه الصفوف لتعبر عن مدى تقبل الشعب للضائقة طالما أن حكومتهم تعمل على خلخلة وتفكيك وتجنيح نظام المخلوع، وطالما أن أخبار حملات إعتقالات فلول النظام مستمرة، وطالما أن كشف خفايا وأسرار قيادات الحزب المحلول يتصدر أخبار الصحف والوسائط.
يتبقى فقط على المسؤولين توسعة عمل اللجنة وإضافة المزيد من الكوادر النشطة الواعية لطبيعة المرحلة في مختلف التخصصات والمجالات، وتسمية عضوية لجان التفكيك بالولايات في اسرع وقت، وإستحداث آلية إعلامية بديلا للتقليدية التي يُدار بها عمل اللجنة، والإسراع في البت في القضايا المعلقة وحثَ المواطنين على تمليك اللجنة أي معلومات ومستندات تعجل بتفكيك النظام، وإستعادة الأموال المنهوبة، وفلترة الشركات والمؤسسات الحكومية سريعا، فالزمن يمضي، وسوس النظام الساقط لا زال ينخر في عظم الثورة.
تحية تقدير لعضوية اللجنة العليا ولجانها المعاونة وسكرتاريتها على المجهودات المقدرة التي تقوم بها في ظل إنعدام أبسط مقومات العمل من وسائل حركة وإتصال وحتى مياه الشرب التي يتم شراؤها من جيوب أعضائها.
المزيد من القرارات القوية التي ينتظرها الشارع كل (خميس وجمعة)، حتما سيكون لها مفعول السحر على جميع المشككين( وأنا منهم) في جدية إبطال مفعول حكومة الحزب الساقط.
هنادي الصديق
الجريدة