طبيب سوداني حاصل على “دكتوراه في الكورونا” يُصاب بها .. يحكي عن تجربته وتفاصيل مهمة ومثيرة مع المرض
كما يقول المثل العامي السوداني “البحر يشيل عوامو”، انطبق ذلك تماماً على الطبيب السوداني “المبشر أبوبكر عبده” الحاصل على الدكتوراه في “فيروس كورونا”، و الذي يعمل رئيساً لقسم الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة بدولة قطر، وقد أصيب بها.
وقال “المبشر” بحسب مانقلت السوداني الإلكترونية، أنه متخصص في الكورونا من كل النواحي، وحصل على الدكتوراه فيها، إلا أنه قد أصيب بها، وتماثل للشفاء بعد 30 يوماً كانت بالنسبة له فترة صعبة عليه وعلى الأسرة، وقد تخطاها بدعم الدولة والأصدقاء.
وقال “المبشر” أصبت في الأسبوع الثاني من مارس الماضي، بينما كنت قائداً لفريق التقصي ببعض المناطق بدولة قطر، ورصدنا عدد من الاصابات في وسط العمال وقمنا بإغلاق هذه المناطق مما حد من انتشار الوباء بقطر.
وحكى “المبشر” عن قصة اصابته، قائلاً: بانه شعر في الأسبوع الثاني ببعض الأعراض، أشبه باعراض الانفلونزا الخفيفة، من ألم بسيط في الحلق ورشح وكحة، ولكن من الأعراض الغريبة الأخرى كانت فقدان لحاسة الشم مع إسهال وحمى، ولخبرتي في الفيروس أبلغت المستشفى وتم إجراء الفحص وكانت النتيجة”إيجابية” وخضعت للحجر الصحي، وتماثلت بعدها للشفاء وكانت نتيجة العينات سلبية بحمد الله.
وعن العلاجات التي اعطيت له بالمستشفى قال ان الفريق العامل في الامراض الانتقالية بالمستشفى، فريق متميز، لهم جانب في البحث العلمي، لذا اعطيت له ادوية وهي ( التاميفلو والكلوروكين) لمدة 5 أيام شعر بعدها بتحسن وزالت الأعراض بحمد الله.
وعن تخصصه في “كورونا” قال “المبشر” أن كورونا من عائلة كورونا وتعد من الفيروسات التاجية وهي 5 فيروسات منها فيروسات الرشح او نزلات البرد، وأشهر فيروسات الكورونا هو “السارس” الذي انتشر في الصين مابين 2003 _ 2004 اصيب به حوالي 8 آلاف شخص توفي حوالي 700 مصاب بعد ان انتشر في انحاء العالم ومكث لسبعة أشهر قبل ان تنتهي دائرة الوباء.
وفي 2012 ظهر فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس ميرس كورونا) والذي انتشر في الشرق الأوسط والسعودية وكان الوسيط الجمال، وانتقل إلى كوريا الجنوبية، والآن في طور النهاية.
مضيفاً في نوفمبر من العام 2019، ظهر الكوفيد وهو من عائلة الكورونا أيضاً ولكنه أشبه بالسارس 2003، العامل المشترك في هذه الفيروسات ان العائل الأساسي لها هو “الوطواط” او الخفافيش بمختلف أنواعها الموجودة في الصين أو الخليج أو إفريقيا.
وعادة ما تحتاج فيروسات كورونا إلى عامل وسيط، وطريقة انتشاره ليست بجديدة، هي مثل ماحدث في 2003 و 2012 يُصاب جيل اول من البشر كما حدث في اووهان الصينية، ثم ينتقل إلى جيل ثاني، وإذا كانت الدولة لها تواصل مع العالم ينتشر منها إلى الجميع.
وقال “المبشر” ما يميز كوفيد_19 انتقاله بسرعة وسط البشر، وانتقاله بطريقة مباشرة وغير مباشرة، مباشرة من شخص إلى شخص ب “الرذاذ” او غير مباشرة عن طريق “تلوث الأسطح”.
مردفاً: للأسف لم ينتبه الناس إلا في وقت متأخر بانتقال كوفيد عن طريق الأسطح مما زاد انتشاره لاحتفاظ الأسطح بالفيروس لمدة أطول، وقال أن من ميزة كوفيد أيضاً انه يعدي من شخص إلى أربعة أشخاص، بعكس عوائل الكورونا الأخرى التي يعدي كل شخص شخصاً واحداً فقط.
وتحدث عن الدواء الحاسم للفيروس، قال أن الأبحاث لم تصل حتى الآن إلى دواء حاسم، ولكن فرنسا جربت “الكلوروكين”، ومن خلال تجربتي أرى ان “الكلوروكين” من أجود العلاجات لتوفره اولاً ولان اعراضه الجانبية ليست كبيرة، وهو خيار مناسب في عدم وجود خيارات اخرى حتى الآن.
وعن مدة انحسار الوباء، قال ان خطورته تكمن في أن 10% من الحاملين للفيروس لاتظهر عليهم أي أعراض، لذلك منظمة الصحة العالمية حثت على استراتيجية الفحص و المباعدة، والمباعدة أثبتت فعاليتها في انحسار الأوبئة.
مضيفاً ان مدة انحسار الفيروس تتوقف على عدة عوامل أهمها معرفة الأشخاص المصابين الغير مكتشفين وتكمن خطورتهم في نقلهم للمرض بطريقة غير منظورة، العامل الثاني الجانب الوبائي بمعرفة خصائص الذين أصيبوا، ومن هم الأكثر عرضة، فالامر يحتاج إلى دراسة وبائية محكمة نحدد بعدها متى سينحسر.
الخرطوم : ابومهند العيسابي
صحيفة السوداني