عزمي عبد الرازق: الحكومة ستركُنني أيضاً مع الهيتر وأسطوانة الغاز والسيارة
يوم الخميس لفظت أسطوانة غاز الطهي أنفاسها الأخيرة، بدأت جولة البحث عن أنبوبة غاز طوال يوم الجمعة، استغرقت رحلة البحث الفترة من ال٩ صباحاً حتى ال١٢ ظهراً، واصلت البحث بعد الظهر حتى موعد حظر التجوال، قررت شراء وجبة جاهزة من أحد المطاعم الكبيرة، بما يقدر بسعر ٥ أسطوانات غاز، لأنه المطعم الوحيد الذي كان يعمل وقتها، استأنفت رحلة البحث يوم السبت، توتي بري ناصر، بانت الفتيحاب، كالعادة لا غاز، ذهبت إلى مطعم وجبات جاهزة مرة ثانية، نصحني صديق بشراء هيتر يعمل بالكهرباء، لم يسعفني في صناعة القهوة حتى، تعطل في الحال وركنته مع جثث المُنتجات الصينية المتراكمة، يوم الإثنين ذهبت إلى مجمع غاز في سوبا ودلفت منه إلى الشجرة، وجدت الصفوف ولم أجد الغاز، بدأت استشعر الخطر، الخطر الحقيقي، في منتصف الطريق أضئت العلامة الصفراء، وقود السيارة أيضاً نفد، يا إلهي، عثرت على طلمبة وقود مكتوب فيها بالتجاري سعر اللتر ٢٣ جنيهاً، ضربتها بسرعة “فُل تنك” أكثر من ألف جنيه، بعد ساعتين من الزحف بدأت السيارات تنسحب لأن مسدس الوقود شطف الهواء، الطلمبة فارغة، تبقى من حظر التجوال نصف الساعة، بالكاد تمكنني من الوصول إلى المنزل، لم أجد مطعم وجبات جاهزة هذه المرة، قررت ركن العربية مع الهيتر الصيني ومع أسطوانة الغاز الفارغة، في اليوم التالي استعنت بصديق، قال أنه يعرف تاجر يمكن أن يمنحني أنبوبة غاز بسعر السوق الأسود ٥٠٠ جنيه، طلبت سيارة ترحال وعندما وصلت هنالك قال التاجر انها الأخيرة ويريد أن يحتفظ بها لأسرته، اعتذر بلطف قائلاً ” الظروف ما معروفة” عدت بذات سيارة الترحال، اليوم صباحاً قرأت خبر عن احتمالات فرض حظر تجوال شامل، أدركت وقتها أن الحكومة ستركُنني أيضاً مع الهيتر وأسطوانة الغاز والسيارة.
عزمي عبد الرازق
مواطن سوداني مركون
بؤساً حمدوك
مدنياووووا