حقائق لا تصدّق: ماذا يسرق الأثرياء من الفنادق؟
قضى الصحافي الاستقصائي بيتر غرينبيرغ سنوات طويلة من عمله في تعقّب ومراقبة سلوكيّات المسافرين حول العالم، خصوصاً في فنادق لوس أنجليس، حتى بات اسمه “محقّق السفر”.
ونشرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، تقريراً مطوّلاً، تسرد فيه، أبرز المسروقات التي أخذها المسافرون من الفنادق، ورصدها غرينبيرغ، وذلك نتيجة علاقته الوطيدة بعاملي الاستقبال والموظفين في الفنادق.
يظنّ أغلبنا، أن أبرز المسروقات من الفنادق، هي مستحضرات التجميل والشامبو، وغيرها من التقديمات الموجودة في حمامات الفنادق. لكن ما رصده غرينبيرغ مفاجئ إلى درجة كبيرة: قام أحد النزلاء في فندق في بيفرلي هيلز الأميركية، بسرقة مدفأة رخامية، قام بفكّها من الحائط بواسطة إزميل، “وقد ساعده أحد العاملين في الفندق على نقل المدفأة إلى شاحنته”، يقول غرينبيرغ لـ”ذا غارديان”.
ويشرح أنّ نزلاء الغرف الفخمة، والمكلفة (تصل كلفة هذه الغرف أحياناً إلى 800 دولار في الليلة)، يسرقون الكثير من ممتلكات الفنادق مثل: أوعية سيراميك كبيرة، وأطباق فضية، ووسائد، ومكبرات صوت لاسلكية، ولوحات زيتية صغيرة، وأجهزة iPad. ويرى أنّ هؤلاء النزلاء “يشعرون أنهم يدفعون مبالغ طائلة مقابل بقائهم في الفندق، وبالتالي موجودات الفندق هي ملكهم. إنه شعور بالاستحقاق”.
في الإطار نفسه، يكشف أحدث استطلاع أجراه موقع Wellness Heaven الألماني، بعنوان “السرقات في الفنادق” (شمل 1157 فندقاً من فئة 4 و5 نجوم) أنّ نزلاء الفنادق الأغلى والأفخم “هم أكبر اللصوص”. ونقرأ في التقرير بعض المسروقات التي رصدها: أجهزة تلفزيون، وآلة بيانو، شراشف الأسرّة، حيوانات محنّطة.
ويكشف الاستطلاع أن نزلاء الفنادق من فئة 4 نجوم يميلون إلى سرقة الأقلام والمناشف، والشماعات، وأدوات المائدة، أما في فنادق الخمس نجوم فتحصل السرقات الكبرى.
لكن كيف تحصل هذه السرقات؟ كيف يتمّ إخراج بيانو، أو تلفزيون كبير من الفندق؟ يشرح التقرير نفسه، أنّ نزلاء الفنادق الفاخرة، يخططون باحترافية لهذه العملية، فيغيّرون ملابسهم ويتنكرون كعمال الفنادق، أو حتى يقومون بعمليات خداع. فأحد اللصوص الذي بات معروفاً في فنادق كثيرة حول العالم ــ من دون أن يتمّ القبض عليه حتى اليوم ــ تنكّر مرة مثلاً كفنان معه صندوق قال إنهّ يحتوي على لوحات قماشية للعرض. الصندوق طبعاً كان فارغاً، وعند مغادرته الفندق، كان تلفزيون الغرفة موجوداً فيه.
نادراً ما تتمّ مقاضاة هؤلاء اللصوص أمام القضاء، إذ يفضّل الفندق الحفاظ على سمعته أمام نزلائه، خصوصاً أن أغلبهم من الأثرياء والنافذين.
لكنّ فندقا واحدا في بالي إندونيسيا، وهو Villa Royal Purnama، بعدما اشتبه بفقدان ممتلكات كثيرة من إحدى الغرف الفاخرة، أوقفت العائلة التي كانت تشغل فيه الغرفة، وتمّ تصوير تفريغ أمتعتهم على فيديو عرض على مواقع التواصل. وشملت المسروقات مناشف، وهاتفا، وشماعات للمعاطف، ومجفف شعر، وسلالا، وصابونا، وأوعية مزخرفة، وصندوق مناديل.
العربي الجديد