رأي ومقالات

ضياء الدين بلال: (ريال) الرشيد!

-١- أذكر قبل سنوات اطلعت على قصة طريفة، ضاعت عني تفاصيلها الآن، أوردها الأستاذ الكبير كمال الجزولي في إحدى مقالاته الماتعة.
ملخص القصة أن وسيطاً شعبياً في نزاع مالي حدد أتعابه (ريال) إذا استطاع إقناع أحد الأطراف بدفع مبلغ معين.
بعد مشاورات ومشاوير عديدة، وأخذ ورد، جاء الوسيط للطرف الثاني- المنتظر على أحر من الجمر – ليقول له:( الزول ده صعب شديد بعد كل هذا لم أخرج منه إلا بريالي فقط).
-٢-
حال الوسيط يشبه إلى حد ما، دور الرشيد سعيد في لجنة إعادة المفصولين، إذ استطاع صاحب الوظائف المتعددة بعد سعي وجهد أن يعيد نفسه وزوجته إلى الخارجية!
سأل سائل:
(أين الذين تم فصلهم تعسفيا من وزارة الغابات أو الثروة الحيوانية أو مصلحة الإحصاء؟ لماذا لا يسعون للعودة مرة أخرى بينما تظل وزارة الخارجية هي محل الاهتمام ورفع الظلم)؟!!!
الإجابة واضحة لا تحتاج لاجتهاد، الخارجية محل الدولارات واليوروهات، فهي موضع الاهتمام وبوابة الخروج من هجير الوطن إلى مرافئ النعيم !
-٣-
قد يقول قائل:( هذا لا ينطبق على رشيد سعيد، فهو في الأساس مقيم بفرنسا، فماذا يمكن أن تحقق له الخارجية)؟!!
الإجابة بسيطة جدا :
هنالك فرق بين أن تكون في فرنسا سفيراً رفيع المقال رغيد الحال، وأن تظل فيها محرر برامج متواضع في اذاعة دبنقا، تقطع المسافة بالقطار كل يوم بين باريس ولاهاي !
-٤-
أوضح ما في شخصية رشيد سعيد أنه صريح لدرجة الإضرار بالذات والصورة، وله قوة عين استثنائية، وفي الطريق لتحقيق أهدافه الذاتية ومصالحه العليا، لا يكترث للناقدين والناقمين !
في رده وتعليقه على ما تعرض له من نقد موجع وتقريع لاذع من الحلفاء قبل الأعداء ، وضع رشيد الأمر على البلاطة (ده ريالي وشلتو)!

قال سعيد دون أن يرمش له جفن أو يجف له حلق: (المفصولون ظلوا يناضلون على مدى ثلاثين عاما للعودة لمواقعهم المهنية والوظيفية وكان ذلك أحد شعارات الثورة المجيدة وبالتالي فإن عودتي مثل غيري من المفصولين رد اعتبار مطلوب)!
المفصولون؛ ورشيد واحد منهم، بل في مقدمتهم، ناضلوا طوال الثلاثين عاما، لا من أجل الشعب واستعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الشمولي!
ناضلوا من أجل استعادة وظائفهم!
هذه مسيرة نضال الرشيد وحصاده الأسري، إذن فمن أجل ماذا ناضل الشهداء؟!!!

ضياء الدين بلال

تعليق واحد

  1. والله اكلوها الثوار..
    وهضمها القحاويه عينك عينك.
    أين الحل في البل ؟