سياسية

ليبيا وخطة السلام والسودان .. ملفات تتصدر جدول القمة الأفريقية بإثيوبيا

تصدرت ملفات خطة السلام الأميركية والصراع المحتدم في ليبيا ومكافحة التطرف وشطب السودان من قائمة الإرهاب الأميركية، كلمات الزعماء وقادة المنظمات الإقليمية والدولية في فعاليات اليوم الأول للقمة الأفريقية المنعقدة في أديس أبابا تحت شعار إسكات البنادق وتهيئة الظروف للتنمية في أفريقيا.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في كلمته لدى افتتاح القمة إن أفريقيا تحتاج إلى تعاون جميع الشركاء الدوليين لحل الأزمة القائمة في ليبيا، معبرا عن تقديره لانطلاق مبادرة السلم والمصالحة في ليبيا بالتزامن مع مسار مؤتمر برلين.

كما طالب بوضع حد للتدخل الخارجي في ليبيا، ودعا أطراف الصراع هناك إلى اللجوء للحوار، مؤكدا أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية.

كما دعا رئيس المفوضية الأفريقية، الولايات المتحدة إلى رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأعرب عن القلق من تحول الشباب نحو التطرف.

الأزمة الليبية
من ناحيته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعمه لفكرة تنظيم اجتماع أفريقي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في ليبيا، وقال إن الحل السياسي وحده سيجلب السلام إليها.

وأكد أن ليبيا ما كانت لتواجه هذا النزاع المدمر لولا تواطؤ بعض أعضاء المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن قرارات مجلس الأمن تنتهك قبل أن يجف حبرها، بما فيها قرار حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.

وفيما يخص السودان، قال غوتيريش، إن الوقت قد حان لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط فقد ودعا إلى تثبيت الهدنة القائمة بين الأطراف الليبية والوصول إلى ترتيبات دائمة لوقف إطلاق النار ومراقبته، وإيقاف كافة أشكال التدخلات الخارجية بالشأن الليبي.

خطة السلام
وفيما يتعلق بخطة السلام الأميركية، فقد حذر فكي من أنها ستفاقم من الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واعتبر الخطة الأميركية انتهاكا لكل قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ولن تسهم إلا في زيادة التوتر.

بدوره، هاجم رئيس القمة الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامبوسا خطة السلام الأميركية، وقال إن مقترحات ترامب تشبه القوانين التي كانت تنفذ في جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري.

من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الدول الأفريقية لتأكيد رفضها لخطة السلام الأميركية، والعمل لعقد مؤتمر دولي للسلام، وقال إن خطة ترامب لا تشكل الحد الأدنى من العدالة والحقوق للشعب الفلسطيني، ولا تتضمن المعنى الحقيقي للسيادة الفلسطينية والحرية على المعابر، وتضرب بعرض الحائط أسس القانون الدولي.

مواجهة الإرهاب
وفي مجال مكافحة التطرف والإرهاب، أشار الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إلى أن مجموعة دول الساحل الخمس (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) وضعت مؤخرا، بالتعاون مع شركائها، خريطة طريق تهدف إلى زيادة فعالية مواجهتها للنشاط المتنامي للحركات الإرهابية.

كما أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن استعداد بلاده لاستضافة قمة أفريقية مخصصة لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب.

وقال السيسي إن استمرار النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف تعد أساس التحديات أمام القارة الأفريقية، مضيفا أن جهود التنمية الشاملة في أفريقيا لن تتم دون تحديث للبنية التحتية.

دور أفريقي
وشدد المتحدثون على أنه لا يمكن إطلاق عملية التنمية الشاملة في أفريقيا بمعزل عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في القارة، وطالبوا بتوثيق العمل المشترك لمعالجة التحديات الأمنية وجذور الأزمات السياسية التي تزعزع استقرار دول القارة السمراء.

وتتواصل القمة الأفريقية التي شهدت مشاركة أفريقية ودولية واسعة، على مدار يومين، ويسعى رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي في القمة لتعزيز مشاركتهم في الوساطات في عدد من النزاعات المسلحة التي تمزق القارة رغم الإخفاقات السابقة.

وكان الاتحاد الأفريقي اشتكى في الآونة الأخيرة من أنه “يجري تجاهله بشكل منتظم” في الملف الليبي الذي تديره الأمم المتحدة بشكل خاص، والذي تلعب فيه الدول الأوروبية دورا بارزا.

ويرغب الاتحاد الأفريقي الذي اختار لقمة أديس ابابا هذه السنة عنوان “إسكات السلاح”، بأن يكون فعالا أكثر في المستقبل في حل النزاعات الأفريقية وإيجاد “حلول أفريقية” لها.

الجزيرة نت