هذا أو نيران جهنّم
قال أحد المعلقين على هراء زهير السراج: “رأسك كبر شوية” وهو محق في ذلك، وزير الإعلام يا سيِّد زهير لم يتهم رأس الدولة بالكذب وإنما أجاب عن تساؤل يدور في رؤوس الشعب السوداني كله وفي كل الدوائر السياسية في الداخل والخارج. من حق رجل الشارع السوداني معرفة ما اذا كانت خطوة رأس الدولة – الله يكسر راسك (معليش تفاديتها أكثر من مرة ولكنها أصرّت على الخروج) – متفق عليها بين جميع مكونات السلطة أم لا. يبدو أن المرحلة المقبلة من اختطاف الوطن والشعب واحباطه وتدميره على أيدي مجرمين قتلة فارِّين من العدالة تحتاج لمجموعة من الصحفيين الجربندية المطبِّلين،
أقول لمن لا يروْن حلاً لخروج السودان من عزلته عليهم أن يعرفوا ان الدول المحترمة لا تحتاج لدولة فصل عنصري تقمع الشعب الفلسطيني وتقتل النساء والأطفال وتغصبهم على هدم بيوتهم بأيديهم، وتتنكر لحقه في الحياة الكريمة ولا تلتزم بالمواثيق والمعاهدات الدولية وتحتل أراضي الغير عنوة، الدول المحترمة لا تحتاج إرضاء مثل هذه الدولة لرفع العزلة عنها. الدولة التي يحكمها القانون المنبثق من إرادة الشعب، التي تحترم حقوق الإنسان وتكفل للفرد حريته في التعبير والعمل والإبداع لتتفتق مقدراته، الدولة التي تضع أسس وآليات لحل مشاكلها الداخلية سلمياً وتعيش في وفاق وإجماع على المصالح الوطنية العليا وأخيراً وليس آخراً الدولة التي تديرها نخبة سياسية وطنية مؤهلة راشدة نظيفة تضع مسلماتها ومبادئها السياسية وتوجِّه سياساتها الخارجية بديبلوماسية محنكة خبيرة، مثل هذه الدولة لا تحتاج أن ترهن سيادتها وقرارها الوطني لمؤثرات وابتزازات القوى الخارجية، مثل هذه الدولة ستجد الإحترام من جميع دول العالم ومن جميع أحرار العالم
عندما تقف مثل هذه الدولة على قدميها شامخة سوف تحدد مع من تقيم علاقات وتتبادل السفراء وعلى أي أساس ومع من تطبِّع وعلى أي صُعد و إلي أي حدود.
هذه هي الدولة التي رفع شباب السودان شعاراتها في الميادين والشوارع وقدّموا من أجلها أغلى ما يملك الإنسان، دولة التكافل والتفاهم والأخاء ووحدة الهدف، دولة الإبداع والحرية والثقافة، تلك الدولة التي حطّمها القتلة المجرمين ووأدوها في مهدها كأبشع ما يكون التدمير وأشنع ما يكون التحطيم والتقتيل والوأد، ثم جاءوا يتباكون على من قتلوا ودنّسوا ويتبجحون بأنهم جزء أصيل من الثورة وأنها ما نجحت في قلع الشجرة الخبيثة إلّا بانضمامهم إليها. والآن وبعد أن تأكد لهم أن كل محاولاتهم لتغطية جرائهم قد باءت بالفشل وأنّ القصاص حق لم ولن ينساه المفجوعون في أخيارهم من الشهداء والمغتصبات من الحرائر، الآن يحاولون رهن الوطن والشعب ومقدراته عند من يضفي عليهم شرعية دولية زائفة تقوم على القمع والإرهاب والقتل والتعذيب والفساد. ولكن ” لن نؤمن لكم قد نبّأنا الله من أخباركم ” فمن دول الجوار من انطلت عليه حِيل نفس هؤلاء الذين يوظفونكم اليوم لرهن السودان وشعبه لمعسكرهم الشرِّير الفاسد، ها هو العالم كله يرى ويسمع عن الجرائم التي يرتكبها نظام قمعي إجرامي فاسد.
على الأخ المناضل عبد الواحد نور أن يعلم أن إسرائيل عنصرية، تمارس العنصرية العرقية حتى ضد مواطنيها من الفلاشا الإثيوبيين وأنها لم تأويه وتساعده وتدعمه حباً فيه ولا تضامناً مع مطالبه العادلة وغنما فقط لأنه يحارب نظاماً تصنفه كعدو لها وفقط من أجل عرقلة التنمية والأمن والسلم في هذا البلد من منطلق عدو عدوك صديقك. وسوف تستمر في هذه السياسة حتى ولو تم إقامة علاقات معها، فالهيمنة الإسرائيلية على دول المنطقة لا ولن تعمل أو تساعد على الاستقرار والازدهار والتطور لأيِّ من دول المنطقة
عبد الواحد نور يجب أن يُدرك وأظنه يُدرك أن النظام الذي تعمل إسرائيل مع بقية الأجلاف من دول الخليج على فرضه في السودان يُمثِّل خطورة عظمى على مستقبل الحريات والاستقرار السياسي والاقتصادي وحقوق الإنسان، كما يقف على النقيض من كل المبادئ التي حمل عبد الواحد من أجلها السلاح وضحّى بأرواح طاهرة من أبناء هذا الوطن لتحقيقها.
عبد الواحد يجب أن يُدرك وأظنه يُدرك أنّ السودان يمر بأيام حاسمة من تاريخه وخطيرة تتكالب فيها قوى الظلام والظلم وقمع الشعوب والسيطرة والإرهاب بكل ما أُتيت من إمكانيات للترويج لمشروعها الشرِّير في كل وسائط التواصل الاجتماعي والغرف المغلقة وتًجَيِّش لذلك العملاء والأقلام المأجورة من صحفيين وكتاب أعمدة وحتى علماء شريعة من بعض جامعات السودان.
هذا بمثابة دعوة الى جميع مكونات الشعب السوداني، بمن فيهم عبد الواحد، لنبذ الخلافات وتناسي الجراحات والتلاحم والصمود في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ السودان أحزاباً وحركات مسلحة، ثواراً ولجان ثورية ولجان أحياء، طوائف دينية، صوفية وسلفية وغيرهما وجميع الشخصيات الوطنية والقومية، علمانيين ومن يرفضهم، علماً جازماً بأن تحركات البرهان لو كُتب لها النجاح فلن يستثني القمع والقتل والإرهاب لا مؤيد ولا معارض له
عبدالمنعم طه سيد أحمد
الراكوبة