زيادات الخبز .. (والرغيف كبيير)!!
أعلن أصحاب المخابز في ولاية الخرطوم زيادة سعر قطعة الخبز الواحدة إلى جنيهين ابتداءً من اليوم السبت.
] الزيادة جاءت بعد شد وجذب واجتماعات وتقديم رؤية للحكومة تم انتظار الرد عليها لخمسة أشهر دون أن يجدوا إجابة.
] يقول أصحاب المخابز تبريراً للخطوة أن تكلفة الإنتاج زادت بصورة كبيرة، حيث ارتفع سعر كرتونة الخميرة إلى (2400) جنيه بدلاً عن (1800). وبلغ سعر الزيت (2000) جنيه مقارنة بـ (1500)، وأجر العامل مائة جنيه للعجنة الواحدة بدلاً عن (50) جنيهاً، هذا غير فاتورة المياه والكهرباء والغاز.
] الأكثر خطورة أنهم قرروا بالإجماع الزيادة لتفادي الخسائر وإلا أنهم سيتوقفون عن العمل، وبالتالي تتفاقم الأزمة أكثر من ماهي عليه الآن.
] تجاوز أصحاب الشأن في هذا القطاع، الخطوات البطيئة للحكومة ونفذوا قرارهم مباشرة ليصبح أمراً واقعاً يرتضيه المواطن مجبراً ويتعايش معه في أهم سلعة حياتية بالنسبة له.
] بالطبع تم استغلال حالة الفراغ العريض للبرلمان والمجلس التشريعي، وصار كل كيان يشرِّع بما يُرضيه، ليضيف إلى المواطن المغلوب على أمره (ضغوطات جديدة)، تنضم إلى قائمة عريضة أرهقت كاهله.
] من حقنا أن نتساءل: بأي قانون طبقت الزيادة؟ ومن الذي أجازها؟ ومن المتحكم في السلع الضرورية التي تمس معاش المواطن بصورة مباشرة؟.
] دور جمعية حماية المستهلك غائب أم مغيَّب في هذا المجال؟ لأننا لم نشهد لهم وقفة أو مقترحات لحلول نتفادى بها ما يحدث. وهو أمر لا يحتمل المقاطعة كاللحوم الحمراء والبيضاء، لأن حياة الناس ووجباتهم تعتمد بصورة مباشرة على الخبز.
] أيضاً لم نسمع صوتاً لخبراء الاقتصاد، الذين من شأنهم رسم خارطة طريق تنجينا من اللجوء في كل مرة لمثل هذه القرارات.
] تركت الحكومة (الحبل على القارب)، وصرنا لعبة في أيدي بعض التجار والسماسرة الذين يتلاعبون بقوت الشعب، ويتسببون في عدم الاستقرار وتزايد المعاناة.
] ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والخضروات والخبز يعني اختلالاً جديداً سيحدث في المصروفات، يدفعنا للبحث عن تدابير جديدة نغطي بها هذه الفجوات التي تتسع بصورة مخيفة.
] أذكر بأنه تبقت (عشرة) أيام على وعد وزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني الذي قطعه بإنهاء أزمة الخبز خلال ثلاثة أسابيع وبعدها لن يقف مواطن في صفوف الخبز.
] لكن حتى هذا الوعد بالحل الجذري لم ينتظره أصحاب المخابز وسبقوا انتهاء المهلة بقرار كارثي زاد من حدة الأزمة، ولا ندري ما ستسفر عنه مقبل الأيام.
] الحديث عن الأزمات (المتلتلة) لا ينتهي والوجع (راااقد)، لكنني سأتأسى بالمشهد الكوميدي للفنان عادل إمام في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة)، عندما حاصره القضاة من كل جانب، فما كان منه إلا أن (تخارج) من الموقف بمشهده الشهير المليء بالطبطبة للحكومة: (الأسعار رخيصة أوي أوي أوي .. والرغيف كبييييييير والمواصلات فااااااضية.. والشقق كتيييييرة).
] والله المستعان.
صحيفة الأنتباهة