برود وسط أجواء ساخنة
*أذكر قبل سنوات قلائل تندر الكثيرون وبشكل واسع على وزير البترول المصري الأسبق أسامة كمال .. مرت مصر بأزمة سُكر وما كان من أسامة إلا وأقترح تقليل استخدام السكر واستبداله بعسل النحل كحل للأزمة .. ربما هي ذات فكرة الملكة الفرنسية ماري انطوانيت .. عندما لم يجد مواطنو بلادها الخبز كي يأكلوه قالت لماذا لا يأكلون كعكاً وفي رواية أخرى جاتوه.
*رغم أن المقترحين بعيدون عن الواقع، إلا أن فيهما قدراً ضئيلاً من الشعور بوجود أزمة .. بعكس ما أرى من جانب الحكومة الانتقالية التي لا تستشعر الأزمات التي تحيط بنا.. ولذلك نتساءل، (الحكومة شغالة شنو ؟) .. فمستوى تفاعل الجهاز التنفيذي بالقضايا الحيوية ضعيف جداً.
*الدولار يشهد ارتفاعاً وبصورة مخيفة .. ومع ذلك لم يشكل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لجنة طارئة لبحث أسباب ارتفاعه الجنوني .. وانعكاسات ذلك على أحوال المواطن المعيشية .. حتى لم يعد ارتفاع الدولار خبراً يستحق النشر الصحفي.
*وكذلك مشاكل القمح والوقود .. والآن الصفوف تتمدد أمام المخابز ولم نسمع بلجنة طوارئ .. ولا نعرف من يقوم بمراقبة توزيع الدقيق وانسيابه .. وكذلك أزمة المواصلات التي شهد حمدوك اجتماعاً يتيماً بشأنها .. وأعجزت المدير الجديد لشركة المواصلات محمد ضياء الدين، حتى أنه لوَّح بتقديم استقالته.. وكان الأوفق أن يقدم تنويراً لحمدوك أولاً وبرفقته والي الخرطوم .. لحساسية الأمر وأثره على أمن ولاية الخرطوم.
* كما أنه ليس هناك أهم من الموسم الشتوي ولم نلحظ الاهتمام المطلوب من جانب رئيس الوزراء.. اكتفى حمدوك بتشكيل لجنة طارئة بعد أن (وقع الفأس في الرأس) .. وأسند رئاسة اللجنة لوكيل الزراعة .. مع أنه يفترض أن يترأسها هو شخصياً.. فسلعة القمح خط أحمر.
*وأيضاً مشكلة العطش بمشروع الجزيرة .. لم يلق لها حمدوك بالاً .. بل إنه لم يزر الجزيرة حتى الآن .. ومشكلة الميناء ببورتسودان .. وظاهرة انفلات الأسعار وندرة الأدوية.. الوضع الطبيعي أن يكون لحمدوك عدداً من لجان الطوارئ .. تجتمع بشكل يومي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء.
* وتضم بعض هذه اللجان، مديرا المخابرات والشرطة .. لأن جُل هذه المشاكل تمس الأمن القومي.. فلا يعقل التعامل معها ببرود في ظل هذا الطقس الساخن جراء هذه الأزمات .. أمس تغلب رجل الأعمال معاوية البرير على جراحه بعد احتراق مشروعه بسنار وتكبده خسائر بملايين الدولارات.
* أبرم معاوية شراكة زراعية ذكية مع شركة كندية .. ومع أن البرير يمثل قطاعاً خاصاً لكن لم يُواسِه أحد.. ربما لأن الحكومة لا تعلم أن واحدة من واجباتها حماية الاستثمار الوطني قبل تشجيعه .. خاصة وأن كل أربعة أشخاص أو خمسة بعضهم (زهجانين) وأخرين مغبونين بإمكانهم إرهاب الاستثمار الأجنبي .. حتى لوَّح الراجحي بمغادرة السودان.
* إن الجهاز التنفيذي معني بتفاصيل الحياة اليومية لكل ما يهم المواطن .. مطلوب منه تشكيل اللجان والطواف على مناطق الإنتاج وإطفاء الحرائق.. وأن تشكل له وزارة الإعلام غرفة إسناد.
*يا رئيس الوزراء تحرك تحرك قبل فوات الأوان.
صحيفة آخر لحظة