أسرة السودانى .. فخورون بكم
1
في مؤتمر إزالة التمكين و(تمكين الاشتباه) بالأمس أطل علينا المحامي وجدي صالح والسيد الرشيد سعيد ليدافعا عن قرارات (الاشتباه بالدوشكا) وليجدا المبررات لفعلتهم الشائهة تحت مزاعم إرجاع أموال الشعب السوداني التي نهبت من قبل النظام السابق، لم يكن ذلك هو الموضوع لقد كان المؤتمر (أوف بوينت) خارج أي سياق. لقد أقر الجميع وأولهم الصحفيون أن محاربة الفساد وإرجاع الأموال المنهوبة أحد أهم مطلوبات الثورة وعلى حكومة الثورة أن تقوم نيابة عن جميع السودانيين بتلك المهمة ولكن كيف.. بالدوشكا والاشتباه أم بالقانون والنيابات والقضاء العادل.؟.أي محاولة للخداع ودغدغة المشاعر والاختباء تحت مظلة الحرص على المال العام وتصوير المعارضين للخم والخمش بدون قانون كأنهم معارضين لإرجاع أموال الشعب أو مدافعين عن المؤتمر الوطني فذلك محض تسويف وتضليل ولن تجدي فللناس عقول. تشرد مئات الصحفيين من صحفهم وقنواتهم للاشتباه؟. ترسل الدوشكات للاشتباه؟. ياخي ده عار عليك وعلى العدالة وجريمة في حق الثورة.
2
بعدما شاهدت مؤتمر أسرة السوداني قلت في نفسي بالله مع من الثورة ومن ضدها؟.. هؤلاء الحريصون والمدافعون عن قيمها المتمثلة فى حرية التعبير والعدالة أم أباطرة لجنة الاشتباه بالدوشكا.؟.بل من هم الحريصون على المال العام الذين يرسلون الجنود للاستيلاء على الصحف وحجزها كمال عام بلا أوراق ولا تحريز ولا أي شيء (خمش بس) أم من يحاولون أن يسلموا للحكومة (المال العام) كاملاً وسالماً كما أوضح الأستاذ الطاهر ساتي بالأمس!!.
أثبت صحفيو السوداني أنهم ذوو قدم راسخة في الثورة فهم ليسوا غرباء عنها بل هم من صانعيها ولهم في خدمة الشعب عرق ولم يكونوا يخدمون في حزب ولا جهة إنما كانوا يقدمون خدمتهم للشعب فكيف تأتي لجنة الاشتباه لتدمغهم بشبهة تبعيتهم للنظام الذي ثاروا عليه.؟.
صحافيو السوداني عبروا بالأمس ومنذ أول يوم حلت الدوشكات بديارهم عن قيمة افتقدناها زمناً طويلاً في وسطنا الصحفي وهي قيمة التضامن ورفقة الزمالة فلم يخونوا صحيفتهم ولا زمالتهم ووقفوا أمام هجمة الاشتباه البربرية بذات الصلابة التي كانوا يواجهون بها عسف السلطة والإغلاقات والمصادرات المستمرة لصحيفتهم في النظام السابق وأنا على ذلكم من الشاهدين.
أكثر ماهزني موقفهم النبيل عندما أعلن النبيل عطاف مدير التحرير وهو من الصادقين الثوريين عندي، أنهم رفضوا مساومة عضوين من لجنة الاشتباه بإزالة رئيس التحرير الأستاذ ضياء بلال من موقعه للسماح للصحيفة بالصدور!!!.هذا موقف ناصع ونبيل يليق بصحفيي السوداني وسيلحق عاراً أبدياً بالمختبئين تحت شعارات إزالة التمكين لتنفيذ أجندتهم وغبائنهم فيمن يعتبرونهم خصومهم السياسيين.
3
الثورة لن تنتصر بالشعارات والزيف، الثورة ستنتصر بمثل موقف صحفيي السوداني، لأنهم بمواقفهم ذلك يثبتون أحد أركانها(العدالة)، الآن ستسارع لجنة الاشتباه بالدوشكا بالذهاب إلى منصات القضاء مكرهة لأن الرأي العام المحلي حتى داخل مكونات قوى الحرية والتغيير إضافة إلى الرأي العام الدولي ستحاصرهم وقد بدأ العالم يتحرك ويسأل، بدأ بالاتحاد الدولي للصحفيين وستتوالى ردود الأفعال المنددة بمحاصرة حرية الرأي والتعبير تحت ستار إزالة التمكين. وحين تهرول تلك اللجنة بفعل ضغط الرأي العام لمنصات القضاء تكون العدالة قد انتصرت وقتها سيكون صحفيو السوداني في طليعة من ثبتوا قيم الثورة وراياتها بالمواقف العملية كما أثبتوا أنهم ثوريون مهنيون ينشدون العدالة فحق لنا أن نفتخر بهم.
صحيفة اليوم التالي