محمد عبدالقادر: (السودان في فتيل)!!
ربما يتوهم البعض ان غرس رايات الانتماء امام بوابات الدم التي فتحتها جراحات السياسة في مدينة ودمدني امس ستكسب هذا الطرف جولة وترجح كفة ذاك في مباراة مواجهة الشارع، ولكن ينسي كل هؤلاء ان الخاسر في الاخير هو الوطن الذي تنحدر اوضاعه الي الهاوية بصورة متسارعة ومخيفة.للاسف الشديد تقع المنظومة الحاكمة الان في ذات الاخطاء التي عجلت برحيل الانقاذ حينما اهملت قضايا الشارع وانصرفت للتقليل من شان الحشود التي خرجت تبحث عن الخبز والوقود والدواء ، واخذت تربط حراك المطالب باسرائيل والحزب والكيان الصهيوني.الان وعلي خطي المؤتمر الوطني تقلل قوى الحرية والتغيير من حراك الشارع ومطالبه وتتجنب معالجة الازمات الملحة بافتعال معارك جانبية لاصلة لها بالمشكلات الحقيقية للمواطن السوداني، وترد التململ والمظاهرات الي محض( تكتيكات كيزانية) لا اكثر. بالطبع لن نبرئ منسوبي النظام السابق من تحريك الاحتجاجات لكن لابد من التاكيد علي ان الذين يلتحقون بتظاهرات الزحف الاخضر ليس جميعهم (فلول)، وان علي السلطة الحاكمة اغلاق الثغرات التي يستغلها الاخرون لتحريك الشارع بدلا عن التقليل منها و التصدي له بالحديد والنار والسلاح الابيض .ماحدث بودمدني امس مؤشر خطير لما الت اليه الاوضاع في بلادنا ، ظللنا نكرر كثيرا ان (الحل ليس في البل) كما يطالب المناضلون في هتافات ثورية كان الاحري ان تتطور بعد استلام قيادات التغيير لمقاليد السلطة في البلاد.تحتاج البلاد الي عقلاء في الجانبين، لايمكن ان نترك الوطن الي مواجهات الطرفين التي تمضي دون وعي لادخال السودان في اتون الفوضي ، تصدي لجان المقاومة لمسيرة الزحف الاخضر لم يكن فعلا رشيدا ، هنالك قوات مهمتها حفظ الامن وبالقانون ، كما ان النزوع للعنف في التعبير عن المواقف السياسية سلوك ينبغي ان يجد الادانة من الجميع.اذا حاول كل طرف وضع الاخر في (فتيل )، فالناتج الموضوعي للنزعة الاقصائية من الجانبين ستكون وضع السودان كله داخل فتيل دموي ؛ وفقدان نعمة الامن والاستقرار التي ينبغي ان نحافظ عليها جميعا قوى حرية وتغيير حاكمين واسلاميين معارضين. نذكر جميع الاطراف ، البلاد توشك ان تفقد استقرارها مع احتدام المواجهة ، واستمرار حالة الهيستريا السياسية التي يعبر بها البعض عن مواقفهم المؤيدة والمعارضة، لابد من الابتعاد عن الاقصاء والكف عن نبرة الاستفزاز التي باتت سمة بارزة في الهتافات والشعارات لم تسلم منها حتي القوات الامنية.( الحل ليس في البل) ، مخرجنا في عقد سياسي يقوم علي تحقيق مبادئ الحرية والسلام والعدالة ، يحافظ علي الوطن من المواجهات الضارة ويؤمن مخارج وحلول للقضايا الملحة التي يواجهها المواطن في امنه ومعاشه، الحل في خطاب سياسي يترفع عن فش الغبينة ويحقق ما يتطلع اليه الشعب السوداني في سعيه النبيل نحو حياة بعيدة من الازمات السياسية و الاقتصادية ومتاعب المعيشة اليومية ، هذا ما نطالب به حتي نهتف جميعا (شكرا حمدوك)..
محمد عبدالقادر
صحيفة اليوم التالي
تبا حمدوووووك سفرووووك رفدووووك
الحل ف الحل
حل حقط اربا اربا
انتخاااااااااااااباااااااااات مبكرررررررررررره
كلام عقل ، لكن من يسمع ؟ (… فإنك لا تُسمِع الموتى ولا تسمع الصم الدعاءَ إذا ولّوا مدبرين ، وما أنت بهادي العميِ عن ضلالتهم ) !