عطاء لحراسة فتيات
قبل سنين عددا كان من المعيب سماع صراخ فتاة في جنح الليل من تهجم لص على سكن خاص، وكان مثل هذا الحادث كافياً لهز شوارب رجال وشباب الحي الذين يعتقدون ان دخول لص الى منزل او داخلية او تسكعه في اطراف الحي، بمثابة طعن في رجولتهم ومقدرتهم على الذود عن مضارب الحي.
ولكن ما حدث أخيراً وجاءت به الأخبار أن الصندوق القومي لرعاية الطلاب بولاية الخرطوم اعلن عن دفعه تعزيزات امنية جديدة في محيط داخلية سعاد طمبل للطالبات بعد تجدد شكاوى الطالبات من تسلل لصوص للداخلية.
إدارة الصندوق واصلت التحقيق لمعرفة كيفية تسور اللصوص لأسوار الداخلية المرتفعة والمحاطة بالسلك الشائك من كل الاتجاهات.
الاجتماعات خلصت لانشاء غرفة رقابة للحرس في الجهة الجنوبية وتكثيف الانارة واضافة سلك شائك دائري أعلى السلك القديم، بالإضافة لصيانة الابواب والشبابيك واضافة قرلات عليها هكذا احتياطات وليس علاجاً للمشكلة من جذورها. ان ما تعرضت له داخلية الطالبات لا تقع مسؤوليته على ادارة الصندوق وحدها وتقصير الحرس في القيام بمهام الحراسة، وانما تتجاوزه لمسؤولية الشرطة في تأمين الاحياء عبر دوريات الشرطة والسواري.
ما يحدث الآن وبعيداً عن سكن الطالبات وخصوصيته يؤكد أمراً جوهرياً ومهماً أن زوار الفجر قد عادوا وبقوة، وشكاوى المواطنين ازدادت في الآونة الاخيرة من انفراط عقد الأمن وزيادة زوار الفجر الذين ينشطون شتاءً حيث يختبئ الجميع داخل الغرف وتحت البطاطين، بحيث تصعب متابعة ما يحدث من جلبة وضوضاء في الخارج صغرت او كبرت.
الكثير من الحوادث قيدتها مضابط الشرطة وآخرها ظاهرة جديدة كلياً تتمثل في سرقة لوحات السيارات، العارفون ببواطن الأمور أكدوا أن اللوحات تستخدم في تهريب سيارات (بوكو حرام) من ولايات الغرب وادخالها في العاصمة القومية لحين التحايل واكمال اجراءات بيعها.
وهذا يؤكد أن قوات تأمين الحدود نائمة، وشرطة السواري نائمة وحرس الطالبات نائم، إذن من يحرسنا..؟!
هل نطلب من المواطنين تسليح انفسهم رجالاً ونساءً، أم نطرح عطاءات لحراسة فتيات لا حول لهن ولا قوة يعشن في داخليات في ظروف قاسية، بعيداً عن الأسرة والعشيرة، ويعتقدن أنهن عرض كل السودانيين، ويعشن على عشم رجال الحوبة وأخوان البايتات القوى.
والآن وحتى تضطلع الشرطة بدورها في تأمين المدن، على لجان المقاومة في الأحياء تكوين مجموعات للحراسة بالتناوب في شكل ورديات.
خارج السور:
ما لم تستيقظ الشرطة وتفعّل كاميرات المراقبة في الشوارع وتسن قوانين رادعة للصوص.. لن ينعم المواطنون بالأمان.
الانتباهة